مرزوق وصندوق البلدية!
في شارع من شوارع تلك البلدة الجميلة الصغيرة الرابضة كالقطة المسالمة فوق أحد الجبال الخضراء، كان «مرزوق» يذهب كل يوم إلى دكانه ويشرف على العاملين هناك ويتأكد من تنظيم جميع الأمور الخاصة بسير العمل، كان شديد الحرص على عدم وقوع مخالفات من أي نوع حتى لا يتعرض لمساءلات أو غرامات من بلدية تلك المنطقة.
في شارع من شوارع تلك البلدة الجميلة الصغيرة الرابضة كالقطة المسالمة فوق أحد الجبال الخضراء، كان «مرزوق» يذهب كل يوم إلى دكانه ويشرف على العاملين هناك ويتأكد من تنظيم جميع الأمور الخاصة بسير العمل، كان شديد الحرص على عدم وقوع مخالفات من أي نوع حتى لا يتعرض لمساءلات أو غرامات من بلدية تلك المنطقة.
الاثنين - 26 مايو 2014
Mon - 26 May 2014
في شارع من شوارع تلك البلدة الجميلة الصغيرة الرابضة كالقطة المسالمة فوق أحد الجبال الخضراء، كان «مرزوق» يذهب كل يوم إلى دكانه ويشرف على العاملين هناك ويتأكد من تنظيم جميع الأمور الخاصة بسير العمل، كان شديد الحرص على عدم وقوع مخالفات من أي نوع حتى لا يتعرض لمساءلات أو غرامات من بلدية تلك المنطقة.
وفي صباح ذلك اليوم الربيعي المنعش الأجواء، ووسط تغريد الطيور وسطوع الشمس الدافئة (لا تضحك من تعبيراتي الساذجة من فضلك وانتظر حتى نهاية المقال لنضحك معاً) سطع نور من نوع خاص لسيارة يعرفها مرزوق جيداً.. «سيارة البلدية».. توقفت السيارة أمام باب دكانه وترجل الراكبان، واتجها نحوه على استعجال لينظرا داخل الدكان بحثاً عن أي مخالفات، وهو يرحب بهما بعبارات تقليدية قد لا يمت بعضها إلى بعض. وعندما انتهت جولتهما داخل الدكان ولم يسجلا أي مخالفات سأله أحدهما: «أين ترمي هذه (الكراتين) -الصناديق- بعد استعمالها؟»
فأجاب مرزوق بسرعة: «يجمعها العمال في هذه الشاحنة الصغيرة الخاصة بالدكان ويلقون بها في صندوق النفايات الكبير الموجود في آخر الشارع».
نظر موظف البلدية إلى الأوراق التي كان يقرأ بها على عجل وهو يتحدث إلى مرزوق وقال له:
«هذا نموذج ستقوم بتعبئته حالاً وتذهب إلى البلدية وتدفع 1600 كاشتراك سنوي، ثم تراجع البلدية في الموعد الذي يحددونه لك لتحصل على صندوق نفايات خاص بدكانك، ولمثل هذه النوعية من النفايات، وتقوم البلدية بجمع ما فيه كل نهاية يوم».
ابتسم مرزوق وقد أعجبته الفكرة وأخذ النموذج وشكر الموظف الذي رفض دعوة مرزوق له على الشاي. وفي نفس اليوم أخذ مرزوق المبلغ والنموذج وذهب إلى بلدية المنطقة ليدفع الرسوم ويبدأ الاشتراك الذي سيضمن له الراحة من عناء جمع الصناديق كل يوم وتضييع الوقت في إيصالها إلى آخر الشارع بالسيارة، أبلغه الموظف هناك أنهم سيوصلون صندوق النفايات خلال ثلاثة أيام من تاريخه. انتظر مرزوق وصول الصندوق، ولكن مضت الثلاثة أيام، وثلاثة أسابيع، ولم يصل الصندوق، اضطر مرزوق أن يذهب مرة أخرى إلى البلدية ليستفسر، ولأنه يخشى أن يدفع مخالفة لتأخيره استخدام ذلك الصندوق.. فسأله الموظف الذي كان في نفس القسم الذي دفع فيه مرزوق الاشتراك: «أليس هناك صناديق تضعها البلدية منذ زمن طويل في كل شارع؟»، فأجاب: «نعم»، فقال له الموظف الذي كان يتمطى ولا ينظر لمرزوق وهو يحدثه: «يا خي إرم كراتينك فيه ولا توجع روسنا». «ولكنهم أخبروني أن هناك صناديق خاصة سيحضرونها ويجمعون ما فيها كل نهاية يوم وأن علي أن أدفع اشتراكاً سنوياً وقد فعلت!» قال مرزوق للموظف مستغرباً، فأجابه الموظف: «طيب.. راجعنا بكرة». (أخذوا الصندوق يا محمد...لكن مفتاحه معايا..) دندنها يا مرزوق المسالم كبلدتك وأنت في طريق العودة من البلدية إلى دكانك واستمتع بتغريد الطيور وأشعة الشمس الدافئة.. و... راجعهم بكرة.