"الفيتشر" أسلوب درامي وديناميكية صحفية

«الفيتشر» فن قائم بذاته، وقصة ترتكز على فكرة رئيسة، في قالب يهتم بالأبعاد الإنسانية، ويهدف إلى إضفاء مزيد من العمق في تناول الخبر، خارج إيقاعه السريع، وبأسلوب درامي يعتمد على التأثير، له كتّابه والمهتمون به، وهو سرد لوقائع الحياة، أو تصور للكاتب على ضوء إفرازات المجتمع، والحالة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها، ولا يرتبط بحدث زمني، بل يحتاج إلى مهارة عالية في الكتابة، والتركيز على وضع مقدمة مشوقة للقارئ.

ويختلف عن المقال والرواية، إذ إنه أقرب إلى الحوار البسيط الذي يهدف إلى معالجة مشكلة، أو نقل واقع يحمل فائدة للمتلقي.

ورأى رئيس تحرير صحيفة الرؤية الإماراتية، محمد التونسي، أن «الفيتشر» قد يكون قطعة خفيفة، فيها من الاهتمامات الإنسانية، ومن أهم عناصرها أنها معلوماتية، إذ يكون فيها الخبر، والمشاهدة، والمعلومات، والإحصاءات، والأرقام، دون أطر محددة لها، كونها عمل سهل تناوله، كما تستدعي جهدا صحفيا كبيرا، وأسلوبا إبداعيا، وهو كيف أنك تزاوج بين الأسلوب الإبداعي، ومنتجات العمل الصحفي الميداني الحقيقي، حيث يعرض الموضوع الخفيف، والقريب إلى اهتمامات الناس.

وأبان التونسي أن كاتب الفيتشر بحاجة إلى الدقة والاطلاع، والمهارة اللغوية السليمة لإيصال الفكرة بأسلوب مهني جيد، مشيرا إلى أن الصحف الأجنبية استحضرت هذا الفن، كونها تمتاز بأسلوب كتابي جميل مختلف عن الأسلوب المتبع في الصحافة العربية، ويعد أحد أهم الفنون الصحفية في الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية، لافتا إلى أن الصحف البريطانية شهدت اكتساحه مساحتها الأولى منذ الثمانينات، وقال: يختلف الفيتشر بحسب إمكانات الصحفي المهارية في اللغة، وفي جمع المعلومات وتقديمها، إذ إنه من الممكن الكتابة عن ظاهرة سائدة في المجتمع، أو عن جولة صحفية، أو عن زحام سيارات، «للأسف إن أكثر ما ينشر في الصحف المحلية ليس بالفيتشر الحقيقي، وأصبح مجرد زاوية تُؤطر في أسفل الصفحة الأولى، ويكتب عليها فيتشر».