ماذا في الحجاز.. يوثق التعليم والثقافة في مكة قبل 72 عاما
صدرت الطبعة الأولى من كتاب ماذا في الحجاز للكاتب أحمد محمد جمال في 1364هـ، أي نحو السبعين عاما، في عهد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، بهدف تبيان إنجازات الملك عبدالعزيز في الحجاز من النواحي الثقافية والتعليمية بداية من 1343هـ وهو تاريخ انضمام الحجاز للدولة السعودية، لذلك يقول المؤلف في مقدمة الكتاب في الطبعة الأولى «تدرج العهد السعودي الموفق خلال هذه الأعوام الخمسة والعشرين في معراج تلك الشؤون الحيوية، حتى أتى على مرحلة نغتبط بها كل الاغتباط من الاستقرار الرشيد في السياسة والعمران والاقتصاد والتعليم
صدرت الطبعة الأولى من كتاب ماذا في الحجاز للكاتب أحمد محمد جمال في 1364هـ، أي نحو السبعين عاما، في عهد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، بهدف تبيان إنجازات الملك عبدالعزيز في الحجاز من النواحي الثقافية والتعليمية بداية من 1343هـ وهو تاريخ انضمام الحجاز للدولة السعودية، لذلك يقول المؤلف في مقدمة الكتاب في الطبعة الأولى «تدرج العهد السعودي الموفق خلال هذه الأعوام الخمسة والعشرين في معراج تلك الشؤون الحيوية، حتى أتى على مرحلة نغتبط بها كل الاغتباط من الاستقرار الرشيد في السياسة والعمران والاقتصاد والتعليم
الجمعة - 30 يناير 2015
Fri - 30 Jan 2015
صدرت الطبعة الأولى من كتاب ماذا في الحجاز للكاتب أحمد محمد جمال في 1364هـ، أي نحو السبعين عاما، في عهد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، بهدف تبيان إنجازات الملك عبدالعزيز في الحجاز من النواحي الثقافية والتعليمية بداية من 1343هـ وهو تاريخ انضمام الحجاز للدولة السعودية، لذلك يقول المؤلف في مقدمة الكتاب في الطبعة الأولى «تدرج العهد السعودي الموفق خلال هذه الأعوام الخمسة والعشرين في معراج تلك الشؤون الحيوية، حتى أتى على مرحلة نغتبط بها كل الاغتباط من الاستقرار الرشيد في السياسة والعمران والاقتصاد والتعليم ..ونرجو المزيد وما هو عن عبقرية ابن السعود ببعيد».
أما الطبعة الثانية فقد صدرت في 1408هـ، بعد أن أضاف إليها المؤلف فصلا بعنوان «التطور التاريخي للتعليم في المملكة العربية السعودية» ورصد المؤلف في هذا الفصل مسيرة التعليم في السعودية منذ تأسيس مديرية المعارف لإدارة شؤون التعليم،وما تلا ذلك من تطوير وتوسع في الحركة التعليمية، وصولا إلى الجامعات التي تأسست حتى ذلك التاريخ.
عهد البعثات والمعاهد
وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب والذي يقع في 85 صفحة من الحجم الصغير، فإنه يحوي كثير من المعلومات التاريخية عن بعض النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في الحجاز عموما ومكة المكرمة خاصة، كتبها جمال عن معاصرة ورؤية حياتية، كما أن ثقافته واهتماماته طغت على الكتاب، فنراه يتحدث عن واقع التعليم والأدب والشعر وما إلى ذلك، ففي الفصل الأول يفند ويرد على بعض مزاعم من كتب عن واقع الحياة في الحجاز من الرحالة وغيرهم، ثم ينتقل للحديث عن واقعه الذي رآه في العهد السعودي من انتشار للتعليم والمدارس، وبداية عهد البعثات ونتائجها والمعاهد العلمية التي استحدثت.
ويتحدث في الفصل الثاني عن تطور التعليم في العهد السعودي، فتناول نشأة مديرية المعارف وتأسيس مجلس التعليم، ومديري المعارف الذين تداولوها منذ تأسيسها، كما تطرق إلى الحديث في الفصل نفسه عن تعليم البنات، وتعليم المعاقين، وبداية الابتعاث للخارج.
أما الفصل الثالث من الكتاب فخصص للحديث عن المدارس الأهلية والحكومية الكبرى التي كانت موجودة في وقته، كمدرسة تحضير البعثات والمدرسة الصولتية ومدارس الفلاح، والمعهد العلمي السعودي ومدرسة دار الحديث، والنجاح الليلية، والعلوم الدينية، ودار الأيتام بمكة المكرمة، ودار التوحيد بالطائف، ومدرسة التجارة المتوسطة بمكة.
وقد أعطى المؤلف وصفا موجزا لكل مدرسة من حيث تاريخ الإنشاء والتوجه العام لها، إضافة إلى موقعها ومراحلها والمناهج التي تدرس فيها، ومن يقوم بالتدريس فيها والجهة التي تشرف عليها وتدعمها ماديا.
المكتبات العامة والخاصة
تحدث في الجزء الأول من الفصل الرابع عن أهم المكتبات العامة والخاصة الموجودة في مدن الحجاز الكبرى في ذلك الوقت، بدءا بمكتبة الحرم المكي التي تأسست في 1262هـ بأمر من السلطان عبدالمجيد العثماني، واستمرت على حالها من حيث الاهتمام بها في العهد السعودي فخصص للعاملين فيها مرتبات شهرية.
أما المكتبة الثانية التي تحدث عنها المؤلف فهي المكتبة الماجدية والتي تأسست في 1328هـ على يد محمد ماجد كردي، وتضم أكثر من عشرة آلاف كتاب في شتى المجالات، من ضمنها مخطوطات نادرة، وأشار إلى انتقالها بالشراء لأمين العاصمة الأسبق عباس بن يوسف قطان، وبنى لها في مسقط رأس الرسول -صلى الله عليه وسلم- دارا، وكانت النواة الأولى للمكتبة المعروفة حتى اليوم باسم مكتبة مكة المكرمة.
وفي ذات الفصل يتحدث عن مكتبة التلميذ التي تأسست في 1358هـ على يد بعض شباب المعهد العلمي السعودي، لينتقل بعدها للحديث عن مكتبة الحرم المدني التي أسست برعاية من الملك عبدالعزيز في 1359هـ، ويختم هذا الجزء بالحديث عن المكتبة النصيفية الشهيرة في مدينة جدة.
الصحافة الحجازية
أما الجزء الثاني من الفصل الرابع من الكتاب فقد عقده جمال للحديث عن تاريخ الصحافة في مدن الحجاز، والصحف التي كانت تصدر فيها بداية من 1300هـ وهو تاريخ الطباعة في الحجاز، وتحدث عن أول مطبعة صغيرة تأسست في مكة المكرمة، ثم المطبعة الأميرية «الحكومية»، إضافة إلى المطبعة الماجدية التي أسسها محمد ماجد الكردي في 1327هـ في مكة المكرمة، وتطرق إلى الحديث عن المطبعة التي أسسها فخري باشا في المدينة المنورة، وصولا إلى الحديث عن الطباعة في العهد السعودي وتأسيس مطبعة أم القرى، وفي الجزء نفسه كتب عن أول بعثة طباعية أوفدت إلى مصر في 1357هـ للتخصص في فنون الطباعة المختلفة.
التدريس في الحرمين
أما الجزء الرابع فتحدث فيه عن نظام التدريس في الحلقات بالحرم المكي الشريف والمسجد النبوي، ودورهما العلمي بالنسبة للعلوم الشرعية، والأدبي من ناحية تدريس آداب اللغة العربية.
وكتب في الفصل الخامس بعض التراجم لمن عاصرهم من رجال التربية والتعليم، والسادس عقده لتراجم بعض رجال الأدب بالحجاز في الفترة التي تناولها الكتاب، أما السابع والأخير فخصصه المؤلف لإيراد نماذج شعرية مختارة لبعض أدباء الحجاز.