مترو الرياض يضعف الحركة التجارية المحاذية لمساره

أفضى مترو الرياض الذي بدأ تنفيذ بنيته الأساسية في عدد من الشوارع التي سيمر خلالها إلى ضعف الحركة التجارية فيها.

وبحسب عدد من أصحاب المحلات والمباني الواقعة في هذه الشوارع، وخاصة الضيقة، فإن عددا منهم بدأ في تصفية أعمالهم وبيع مشاريعهم التجارية، فيما يعرض البعض الآخر استثماراته العقارية للبيع.

وأبانوا أن تنفيذ المشروع سيستغرق 5 أعوام، ومع استمرار ضعف الحركة التجارية في هذه المناطق فإنهم غير قادرين على تحمل الخسائر المترتبة على ذلك خلال مدة التنفيذ، خاصة أن بعضهم مستأجر محلات أو أراضي على هذه الشوارع بمبالغ عالية، كونها مناطق تجارية تدر عليهم دخلاً مرتفعا قبل أعمال التنفيذ الحالية.

ومع بدء العمل في بعض الشوارع حجزت الجهات المنفذة لمسار المترو مساحات من الجزيرة الوسطية في الشوارع، مما تسبب في ضيق عرض الشوارع التي كانت تعد فسيحة، وغيب عددا من مواقف السيارات، إضافة إلى إلغاء بعض التقاطعات، مما صعب الحركة المرورية وانعكس ذلك سلبا على النشاط التجاري في الشارع.

أصحاب المحال التجارية لم يخفوا قلقهم من تأثيرات تنفيذ المشروع على نشاطهم، رغم تأكيدهم واعترافهم بأهميته الحيوية لمدينة الرياض، ولفتوا إلى أن أعمال التنفيذ أدت إلى صعوبة وصول الزبائن إلى محلاتهم وإلى بحثهم عن محال في أماكن أخرى يسهل عليهم الوصول إليها للحصول على الأغراض التي يبتغونها.

ولم يخف أصحاب المكاتب العقارية مخاوفهم من تأثير مواقع تنفيذ المشروع على النشاط العقاري سواء للتملك أو التأجير، وخاصة في المناطق الموضحة في خريطة مسار المترو.

ونقل أحدهم عن صاحب أحد العقارات أنه يخشى من تأثير مرور مترو الرياض بمحاذاة عقاره، وأن يجعل الراغبين بالسكن في هذا الموقع ينفرون تخوفا من الإزعاج والازدحام الذي سيصاحب تنفيذ وانطلاق المترو.

المستأجر لأرض تجارية على شارع يمر من خلاله خط المترو، خالد المحسن، قال إنه يخطط لفسخ عقده من مالكها نظراً لخروج عدد من مستأجري هذه المحلات التي أقامها على الأرض خوفاً من ضعف الإقبال.

ويؤكد هذا القول محمد القحطاني الذي يستعد للخروج من محله الذي استأجره لاستثماره في مطعم منذ 4 سنوات، مبيناً أنه يدر عليه مبالغ مالية جيدة، إلا أن هذه المبالغ بدأت في التراجع مع البدء في تنفيذ المشروع، وهو ما يجعله يخسر في استثماره، وأشار إلى أنه عرضه للتقبيل بهدف الانتقال لموقع آخر.

نائب رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية بالرياض، حمد الشويعر، نفى أي تأثير سلبي لمشروع مترو الرياض على أعمال المحال التجارية أو العقارية، مبيناً أنها مجرد تخوفات تنتاب ملاك المحال بسبب اعتقادهم أن هذا المشروع سيغلق المداخل التي تؤدي إليهم.

وأضاف أن مترو الرياض سيكون عامل جذب لأصحاب المحال التجارية، وليس العكس، وذلك من خلال رؤية لوحاتهم من على المترو، وما إلى ذلك، مستبعدا في ذات الوقت أن تكون هناك تعويضات للمحال التجارية في حال تأثرها من المترو، قائلاً: إن حدث وتأثرت بعض المحال التجارية فستكون الآثار وقتية فقط.