كنت أصدق ما أسمع
كنت أصدق ما يقال عنا في معرض مجالسنا وأحاديثنا اليومية بأننا نحن السعوديين ما زلنا بعيدين وغير قادرين على القيام بعمل مؤسسي ندير به شؤوننا وقضايانا المحلية، وأن ذلك يتطلب منا وقتا طويلا وتدربا على العمل المؤسسي حتى نصل إلى ما وصل إليه الناس من حولنا ونعمل مثلما عملوا.. هذا ما كنت أسمعه من أهل الرأي والحكمة عندنا،
كنت أصدق ما يقال عنا في معرض مجالسنا وأحاديثنا اليومية بأننا نحن السعوديين ما زلنا بعيدين وغير قادرين على القيام بعمل مؤسسي ندير به شؤوننا وقضايانا المحلية، وأن ذلك يتطلب منا وقتا طويلا وتدربا على العمل المؤسسي حتى نصل إلى ما وصل إليه الناس من حولنا ونعمل مثلما عملوا.. هذا ما كنت أسمعه من أهل الرأي والحكمة عندنا،
الثلاثاء - 21 يناير 2014
Tue - 21 Jan 2014
كنت أصدق ما يقال عنا في معرض مجالسنا وأحاديثنا اليومية بأننا نحن السعوديين ما زلنا بعيدين وغير قادرين على القيام بعمل مؤسسي ندير به شؤوننا وقضايانا المحلية، وأن ذلك يتطلب منا وقتا طويلا وتدربا على العمل المؤسسي حتى نصل إلى ما وصل إليه الناس من حولنا ونعمل مثلما عملوا.. هذا ما كنت أسمعه من أهل الرأي والحكمة عندنا، وأصدقه بكل براءة وطاعة، فما يقوله بعض أهل الرأي يجب أن يطاع ويصدق، لكن مع الأسف الشديد أن الله عندما فتح علينا بهذا الكم الهائل من القنوات الفضائية والتغريدات التويترية وأخواتها التي «شبكتنا» بالعالم وربطتنا بشؤونه ومشاكله التي لا تنتهي، ولا سيما في محيطنا العربي والإسلامي، وجدنا أنفسنا نتصدى فكريا ومعرفيا لمعالجة هموم الناس وقضاياهم، ونناقش أصعب المعضلات السياسية والاقتصادية في كل جزء من العالم، ونشرح لهم الأسباب التي أوصلتهم إلى ما هم فيه من مآزق ومشكلات. وليس هذا فحسب، بل نتطوع مشكورين بطرح كثير من الحلول التي نراها مناسبة لحل ما وصلوا إليه من تعقيدات في السلم والحرب. وقد ذكرت إحصاءات كثيرة أن السعوديين هم أكثر من يستعمل وسائل الاتصال المعرفي التي تناقش ما يعيشه العالم من معضلات وتحلل ذلك وتشرحه وتبين وجه الخطأ ومظان الصواب فيه، وأن ما يطرحه السعوديون من آراء لا يقل أهمية وموضوعية ومعرفة ناجزة عما يطرحه غيرهم من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين أيا كان انتماؤهم ومكانهم في كل بقاع الأرض، فلماذا إذن لا يلتفت المفكرون والسياسيون والأدباء والعقلاء السعوديون إلى همومنا المحلية وقضايانا الملحة التي نبحث لها عن حلول؟ ولماذا لا يناقشون ما يخصنا في أوضاعنا المعيشية والاجتماعية والاقتصادية؟ لماذا ننشغل بهموم الناس وقضاياهم وننسى أنفسنا وقضايانا؟ أيجوز أن نكون بهذا الكرم والتضحية من أجل الآخرين في سبيل إسعادهم ورضاهم، ولا يكون لنا نصيب مما نريده للناس وما نذكرهم به وما نوجههم إليه؟ لا بد أن يكون لهذه التضحيات سبب مهم يجعلنا نفعل للناس أكثر مما نفعل لأنفسنا، أو أن يكون في نفوسنا من الورع والرقة ما لا نريد أن نخدش به قوانين الحاضر وممارساته في بلادنا.
وقد فسر اهتمامنا بأمور الغير بأنه تطبيق للحديث الشريف «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، ونحن قد أخذنا على عاتقنا أمر المسلمين واهتممنا بهم، وما نطرحه ونشرحه في كل أدبيات خطابنا الداخلي والخارجي هو من هذا الشأن، لكن هذا لا يمنع أن نشارك بأفكارنا ومعارفنا التي وهبها الله لنا بإسعاد الآخرين ونبقي شيئا من النظر والفكر والاجتهاد لحلول مشاكلنا الداخلية. لقد ذكرت حديثا واحدا يحث على أهمية الشأن العام للمسلمين، وهناك أحاديث كثيرة تعطي الشأن المحلي والخاص حقه من الاهتمام، ومنها الحديث «الأقربون أولى بالمعروف» وحديث مثله «خيركم خيركم لأهله».
المطلوب أن نتوجه إلى واقعنا ونبدأ بأنفسنا ونناقش قضايانا، وهي كثيرة ومهمة، والبحث عن حلول لها أهم من الاشتغال بما وراء الحدود، لنبدأ بمن نعول ونتوكل على الله ونعمل للوطن، وهو يستحق ذلك.