وصية الملك عبدالله وقود إنجازات المبتعثين
في ذاكرة التاريخ بقيت كثير من الرسائل والوصايا حاضرة لا تغيب، ورسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لأبنائه المبتعثين والمبتعثات
في ذاكرة التاريخ بقيت كثير من الرسائل والوصايا حاضرة لا تغيب، ورسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لأبنائه المبتعثين والمبتعثات
الجمعة - 30 يناير 2015
Fri - 30 Jan 2015
في ذاكرة التاريخ بقيت كثير من الرسائل والوصايا حاضرة لا تغيب، ورسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لأبنائه المبتعثين والمبتعثات ستكتب بمداد من ذهب لتبقى للأبد في ذاكرة التاريخ وذاكرة المبتعثين، لأنها رسالة ووصية من قائد ملهم وأب وضع ثقته في أبنائه، فخاطب عقولهم بلغة الواثق في نجاحهم، لذلك ستظل هذه الرسالة حديثاً يروى، وشاهدة عصر لحكمة قائد، وعنوانا ودليلا لمستقبل وطن مزدهر.
هذه الرسالة العظيمة حمل نصها كل معاني السمو والثقة والاعتزاز والفخر، وصور حجم الطموح والأمل الكبير الذي يعقده قائد عظيم على جنوده وعتاده الحقيقي، من هذه الرسالة بدأت كل نجاحات المبتعثين والمبتعثات، وإليها ينتهي نجاحهم:
«لا شك أنكم تدركون بأن الأمم لا تعلو إلا بسواعد أبنائها، وتعلمون بأن العلم هو المدخل الواسع والأداة الفاعلة في مسيرة التنمية، لذلك فإن المسؤولية الملقاة على عاتق كل مبتعث ومبتعثة تحتم عليه أن يسعى بعزم لا يعرف الكلل ولا الملل لتحصيل العلم، فأنتم بعد الله -جل جلاله- عتاد الغد لمستقبل لا نقبل فيه بغير الصدارة لوطن أعطانا الكثير، وينتظر منا جميعاً ثمرة ذلك العطاء لرفعة شأنه بين الأمم».
ولأننا كمبتعثين ندرك معاني هذه الرسالة وقيمتها؛ كانت لنا حافزاً نستمد منه قوتنا، وسعينا الحثيث من أجل تحقيقه طموحه وأمله في رفعة شأن وطننا بين الأمم، وهذا الطموح والمسؤولية تضاعفت بعد وفاته في 23 يناير الجاري، وأصبح تحقيق طموحه العظيم ديناً له في أعناقنا يجب الوفاء به، وبراً به بعد مماته.
فمن سمو الرسالة، وسمو الهدف والغاية كانت قافلة نجاح المبتعثين تسير، وعلى مدار ثمانية أعوام متتالية يترجم مؤتمر الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- برعاية كريمة ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة عُراب نجاح هذا المؤتمر، والداعم الرئيس له وللمبتعثين والمبتعثات.
ويصادف اليوم الذي ينشر فيه هذا المقال اليوم التاسع على وفاته يرحمه الله، وانطلاقة فعالية مؤتمر الطلبة السعوديين الثامن في المملكة المتحدة ـ أحد ثمرات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ـ الذي تستضيفه جامعة أمبريال كوليج لندن في قلب العاصمة البريطانية لندن، وبمشاركة رئيسة هذه الجامعة البروفيسورة أليس قاست، ورئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البروفيسور جان لو شامو، وبرعاية من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست).
وسيتذكر أكثر من 14 ألف طالب سعودي في المملكة المتحدة على مدار يومين متتاليين هذه الرسالة مع كل كلمة تقال في الملتقى، أو بحث ينشر، أو براءة اختراع تسجل في 23 جلسة علمية يستعرض فيها أصحاب الأوراق العلمية نتاجهم العلمي، ولأن التميز هدف سام حملته رسالته لأبنائه المبتعثين والمبتعثات، ستقيم المشاركات العلمية لاختيار المشاركات المتميزة، والفائزة بجوائز المؤتمر، وفقاً لمعايير تؤكد على جودة البحث، الوضوح، ترتيب المحتوى، الإلقاء، التعامل مع الأسئلة والإجابة عليها، مما يؤكد شدة المنافسة بينهم على النجاح والتميز، وحجم التميز الذي حققه هؤلاء المبتعثون.
وفي الوقت نفسه يترجم زملاؤنا المبتعثون والمبتعثات الذين تجاوزت أعدادهم 150 ألف مبتعث ومبتعثة في 25 دولة هذه الوصية عملياً في براءات اختراع وأبحاث علمية مميزة حظيت بتقدير واعتراف منظمات علمية وأكاديمية مرموقة، مروراً بحياة سندي، ويوسف هوساوي، محمد الثبيتي، ندى خالد أبو عرب، منار محمد سمان، وهاني شودري في بريطانيا، وجيلان عبدالله إسماعيل، وعلي تميم المنتشري، وساير راشد الفريدي، وعلي الحسن، ووازن الجهني في الولايات المتحدة، وأنور هاشم في كندا، وسهام أبو زهرة في هولندا، وعبدالمجيد الفيفي في الصين، وغيرهم كثر لا يتسع المقال لذكرهم.
رحل خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، إلى جوار رب كريم، وبقيت وصيته ورسالته إرثاً حقيقياً لأبنائه المبتعثين والمبتعثات، ووسام فخر لا يعادله وسام، ووقوداً لإنجازات علمية مستمرة يحققها أبناؤه، وستظل شاهدة عصر على رؤية قائد عظيم وملهم، جزاه الله عنا كل خير.
[email protected]