الـكريسيدا 80 معشوقة أهالي مكة

ثمة قناعة مترسخة لدى كثير من أهالي مكة المكرمة بأن السيارات طراز كريسيدا موديل 80 على وجه التحديد قادرة على تحمل مشقة الطبيعة الجبلية، طلوعا ونزولا، وبخلاف غيرها من المدن، اتفق الجميع على أن الكرسيدا 80، يعشقها المسن كواحد من أبنائه، والشاب يحبها وكأن احتضانها له منذ سنوات الطفولة المبكرة، يذكره بحضن أمه الدافئ

ثمة قناعة مترسخة لدى كثير من أهالي مكة المكرمة بأن السيارات طراز كريسيدا موديل 80 على وجه التحديد قادرة على تحمل مشقة الطبيعة الجبلية، طلوعا ونزولا، وبخلاف غيرها من المدن، اتفق الجميع على أن الكرسيدا 80، يعشقها المسن كواحد من أبنائه، والشاب يحبها وكأن احتضانها له منذ سنوات الطفولة المبكرة، يذكره بحضن أمه الدافئ

الأحد - 18 مايو 2014

Sun - 18 May 2014



ثمة قناعة مترسخة لدى كثير من أهالي مكة المكرمة بأن السيارات طراز كريسيدا موديل 80 على وجه التحديد قادرة على تحمل مشقة الطبيعة الجبلية، طلوعا ونزولا، وبخلاف غيرها من المدن، اتفق الجميع على أن الكرسيدا 80، يعشقها المسن كواحد من أبنائه، والشاب يحبها وكأن احتضانها له منذ سنوات الطفولة المبكرة، يذكره بحضن أمه الدافئ.

غريبة، عجيبة، هذه السيارة، التي مضى أكثر من 34 عاما على سيرها بشوارع مكة المكرمة للمرة الأولى، تعاقبت الأعوام وتلاحقت الموديلات عاما بعد آخر، معظم السيارات اليوم تحمل في جوفها حواسيب آلية، دلالة على التطور التقني المذهل الذي طرأ على صناعة السيارات، لكنها دون غيرها من السيارات، لا زالت «الكرسيدا 80»، تتبختر في شوارع مكة المكرمة.

ولم يكمل متعب الهذلي عامه الرابع عشر، وبعد أن طالت ساقاه بين مراتبها، سمح له الخال بأن تتلمس راحتيه «طارتها»، وكانت ساقاه وصلت لطول يمكنه من الوصول إلى الـ»دواسات»، ولما تمكن الغلام من تحريكها، شعر أنه يطير في أحلام يقظة لم يفق منها حتى اللحظة، وتشرب العشق.

بعدها بأعوام قليلة، راح يبحث عن أختها، ووجدها هيكلا هامدا في التشليح ويقول الهذلي عنها: لما عثرت عليها عرفت أنها المنشودة، عارضني الوالد ـ رحمه الله ـ على فكرتي «المجنونة» بإعادة إحيائها، وبالفعل اشتريتها بـ500 ريال، وعلى مدى ستة أشهر، بجوار منزلنا، بدأت عمليات الترميم، وإن لزم الأمر جاء المحترفون إلى مكانها لعلاجها، حتى انتهت عمليات التجميل، لتظهر بأبها حلة، وكأنها خارجة من خط السير في المصنع.

ويضيف: اليوم كلفتني أكثر من 70 ألف ريال، هي معشوقتي، ولن أبخل عليها بعمليات التجميل، التي خططت لها كل 6 أشهر، لتظهر بحلة جديدة، هي يابانية الاستخدام والمواصفات، وقطعها استوردها كلها من بلد المنشأ، فرغم سهولة إصلاحها، إلا أن قطعها غيبت من الأسواق المحلية.

اليوم تمضي الـ»80» كما يسميها الهذلي، عيد ميلادها الجديد السابع، ويلح على شرائها منه شاب في الثامنة عشرة من عمره، وهذا تأكيد على استمراريتها التي لا تموت، ولكن في شوارع مكة المكرمة فقط.