المغردون السعوديون وثقافة "الفزعة"

«الفزعة يا عيال.. الفزعة يا عيال».. كانت هذه هي الصيحة المتعارف عليها عند حدوث الاشتباكات اليومية بين المراهقين وخاصة بعد انصرافهم من المدارس، حيث تبدأ تصفية الحسابات واستعراض العزوات والفزعات وكثيراً ما كان ينتج عن هذه الفزعات بعض الجروح العميقة أحياناً والطفيفة أحياناُ أخرى.
وكثير يرى أن هذه الفزعات قد تأتي من باب النخوة والشجاعة والوقوف إلى جانب الصديق وقت الضيق، فيما قد يراها البعض الآخر امتداداً لثقافة القبيلة والانتصار لأي عضو ينتسب إليها سواء كان على صواب أم على خطأ.

«الفزعة يا عيال.. الفزعة يا عيال».. كانت هذه هي الصيحة المتعارف عليها عند حدوث الاشتباكات اليومية بين المراهقين وخاصة بعد انصرافهم من المدارس، حيث تبدأ تصفية الحسابات واستعراض العزوات والفزعات وكثيراً ما كان ينتج عن هذه الفزعات بعض الجروح العميقة أحياناً والطفيفة أحياناُ أخرى.
وكثير يرى أن هذه الفزعات قد تأتي من باب النخوة والشجاعة والوقوف إلى جانب الصديق وقت الضيق، فيما قد يراها البعض الآخر امتداداً لثقافة القبيلة والانتصار لأي عضو ينتسب إليها سواء كان على صواب أم على خطأ.

الأحد - 18 مايو 2014

Sun - 18 May 2014



«الفزعة يا عيال.. الفزعة يا عيال».. كانت هذه هي الصيحة المتعارف عليها عند حدوث الاشتباكات اليومية بين المراهقين وخاصة بعد انصرافهم من المدارس، حيث تبدأ تصفية الحسابات واستعراض العزوات والفزعات وكثيراً ما كان ينتج عن هذه الفزعات بعض الجروح العميقة أحياناً والطفيفة أحياناُ أخرى.

وكثير يرى أن هذه الفزعات قد تأتي من باب النخوة والشجاعة والوقوف إلى جانب الصديق وقت الضيق، فيما قد يراها البعض الآخر امتداداً لثقافة القبيلة والانتصار لأي عضو ينتسب إليها سواء كان على صواب أم على خطأ.

ولكن أن تصل الفزعة لكل أحد وفي أي مكان من العالم فهذا هو المستغرب في عالم الفزعات وما يهمنا في هذا الموضوع أن نظام الفزعات هذا قد وصل إلى تويتر وأصبح تويتر بمثابة الوسيلة الإعلامية البديلة عن صيحات المراهقين، فما أن يغرد أحدهم ويطلب الفزعة عبر حسابه في توتير حتى تجد أن أصحاب الفزعات يتنادون من كل مكان ليهبوا نصرة وفزعة لهذا المغرد، ولكن الغريب في بعض هذه الفزعات أنها قد لا تكون نصرة للدين أو للعرق أو للجنس ولكنها فزعة مفتوحة لكل الأجناس والأعراق البشرية على سطح هذا الكوكب، وهذه سابقة قد تكون غريبة بعض الشيء ولكن ما قد يجعلها مقبولة نوعا ما أنها قد ترضي ميول كثير من المغردين والذين قد يشتركون مع ذلك المغرد طالب الفزعة في كثير من الاهتمامات أو الهموم والمشكلات، ولعل أكبر مثال على ذلك هو تلك الفزعة الشهيرة التي كانت من أجل شاب أمريكي، حيث استجاب الآلاف من المغردين السعوديين لنداء مغرد أمريكي طلب من متابعيه عمل إعادة تغريد لواحدة من تغريداته بعد أن وعده أستاذه في الجامعة بأن يعفيه من الاختبار في حال بلغت تلك الإعادات 50000 إعادة.

والغريب أن هذا الأمريكي قد استطاع الوصول إلى ذلك الرقم في وقت وجيز وتم إعفاؤه من الاختبار بفضل نظام الفزعة لدى المغردين السعوديين، ومع أنه قد شكرهم على ذلك إلا أنني أكاد أجزم أنه لا يعرف شيئاً عن ثقافة نظام الفزعة وربما لم يسمع عنه في حياته كلها.

ومع كل هذا إلا أن البعض يرى أن هناك فزعات محمودة ومباركة من الجميع ومن ذلك ما حدث خلال اليومين الماضيين عندما غرد أحد المرضى المصابين بشلل رباعي والمنوم بأحد مستشفيات الرياض بأنه يحن إلى أن يزوره الناس بعد أن هجره أقاربه وامتنعوا عن زيارته، فتوافد المغردون وغير المغردين من كل حدب وصوب تلبية لهذا النداء التويتري وامتلأت أروقة المستشفى مما حدا بإدارة المستشفى إلى تقنين الزيارة وتقليص عدد الزائرين بسبب الزحام الشديد الذي حدث جراء ذلك.

ويبدو أن نظام الفزعة سيصبح نظاماً عالمياً بفضل وسائل التواصل الاجتماعي ولكونه ثقافة متوارثة في دماء الشباب السعودي على مر الأجيال.