شياطين عاطلة عن العمل!
بقليل من المبالغة التي لا تضر يمكن القول إن الكل أصبح مجرّما في نظر الكل، ولكل دليله الخاص على الفضيلة والصواب، والفضيلة هي ليلى هذا العصر التي يدعي الكل أنه صاحبها وصديقها الوفي الحميم.
بقليل من المبالغة التي لا تضر يمكن القول إن الكل أصبح مجرّما في نظر الكل، ولكل دليله الخاص على الفضيلة والصواب، والفضيلة هي ليلى هذا العصر التي يدعي الكل أنه صاحبها وصديقها الوفي الحميم.
الاثنين - 12 مايو 2014
Mon - 12 May 2014
بقليل من المبالغة التي لا تضر يمكن القول إن الكل أصبح مجرّما في نظر الكل، ولكل دليله الخاص على الفضيلة والصواب، والفضيلة هي ليلى هذا العصر التي يدعي الكل أنه صاحبها وصديقها الوفي الحميم.
كلنا نعتبر أنفسنا دليل الصلاح، وأننا وكلاء الحقيقة الحصريون، وحين نتحدث عن الآخرين فإننا نتحدث عنهم بصفتهم من أفسد الحياة، وأنهم لو لم يكونوا موجودين لكانت الحياة أفضل وأجمل، لا أحد يقول يوماً: أنا وأشباهي وأمثالي وأشياعي من أفسد حياتكم، وجعلها جحيماً لا يطاق!
وكلنا نريد من الآخرين أن يصدّقونا، أن يؤمنوا بنا، أن يتبنوا أفكارنا دون نقاش، لا نقتنع بسهولة ـ ولا بصعوبة ـ أن أحدا سوانا على حق، أننا يمكن أن نخطئ، أن تكون أفكارنا مجرد أوهام يصيبها الشلل حين تطأ أرض الواقع.
حتى الذين يملؤون الورق والفضاء بأحاديث عن تقبل الآراء تموت تنظيراتهم عند أول منعطف للاختلاف.
في ظل هذا الهوس بادعاء الفضيلة، لا أعلم ماذا تفعل الشياطين في ظل هذا الفراغ الذي تعيشه، يبدو لي أن الشياطين مشغولة بتحديث بياناتها في حافز بعد أن أصبحت عاطلة عن العمل في هذا المجتمع الفاضل المثالي الجميل، الذي كانت كل مشاكله ـ إن وجدت ـ بسبب أولئك الآخرين الذين لا أحد يعلم من هم على وجه التحديد!
وربما كانت تلك الشياطين أيضاً مشغولة بالحديث عن الفضيلة في مجتمعاتها هي الأخرى!