التناقض السلوكي أصبح ظاهرة!
أعتقد أن البعض ربما حدثته نفسه بهذا السؤال، وذلك من خلال موقف تعرض له أو شاهده: لماذا مجتمعنا غارق في التناقضات؟ أعلم بأننا لسنا الوحيدين المصابين بهذه الحالة أو هذا الداء، فمعظم الشعوب العربية على نفس الحال من هذا التناقض. بمعنى أننا نشاهد ونصادف في حياتنا اليومية، كثيرا من المشاهد والمواقف،
أعتقد أن البعض ربما حدثته نفسه بهذا السؤال، وذلك من خلال موقف تعرض له أو شاهده: لماذا مجتمعنا غارق في التناقضات؟ أعلم بأننا لسنا الوحيدين المصابين بهذه الحالة أو هذا الداء، فمعظم الشعوب العربية على نفس الحال من هذا التناقض. بمعنى أننا نشاهد ونصادف في حياتنا اليومية، كثيرا من المشاهد والمواقف،
الأحد - 11 مايو 2014
Sun - 11 May 2014
أعتقد أن البعض ربما حدثته نفسه بهذا السؤال، وذلك من خلال موقف تعرض له أو شاهده: لماذا مجتمعنا غارق في التناقضات؟ أعلم بأننا لسنا الوحيدين المصابين بهذه الحالة أو هذا الداء، فمعظم الشعوب العربية على نفس الحال من هذا التناقض. بمعنى أننا نشاهد ونصادف في حياتنا اليومية، كثيرا من المشاهد والمواقف، التي لا تجد لها تفسيرا، غير أنك تقول: (يا أخي والله شيء غريب، ما هذا التناقض العجيب ؟) ولتوضيح الفكرة، خذوا على سبيل المثال لا الحصر: بعضنا يختزل الدين الإسلامي في إطلاق لحيته وتقصير ثوبه، ويتكلم في المجالس عن الحلال والحرام، هذا الشخص نفسه، تجده سيئ الطبع والمعاملة مع الآخرين، بل مع أقرب الناس له، بل حتى مع زوجته وأولاده، يخاصم هذا ويقاطع ذاك. وآخر لا يكتفي بالحديث عن الحلال والحرام، فقد يتجاوز ذلك ويصل إلى حد أنه يفتي بغير علم، وتجده في الوقت ذاته، يعتدي على حق غيره، وينكر على الآخرين حقوقهم، ولا يتورع في أكل وإنكار حقوق من يعمل لديه. وآخر يتكلم عن مخافة الله، وعن الضمير والأمانة والإخلاص في القول والعمل، ويتكلم عن العقاب والثواب وعن الحسنات والسيئات، وتجده في الوقت نفسه آخر الموظفين حضورا إلى عمله، وأولهم انصرافا، وأكثرهم تأخيرا وغيابا، ولو جمعت ساعات عمله في اليوم، لا تصل إلى نصف الوقت. وهذا آخر، يتظاهر بالورع، ويتكلم عن القيم والمبادئ الإسلامية، وعن حسن الخلق وحسن المعاملة، وتجده هو نفسه، لا يحسن التعامل مع الآخرين، أسلوبه فظ غليظ، وإن كان موظفا، فهوايته المفضلة تعقيد عباد الله من المراجعين، تجد أدراج مكتبه ممتلئة بمعاملات الناس، متسببا في تأخيرها وتعطيلها، يترك عمله ليتحدث مع زملائه، ويصدع رؤوسهم، ويعطيهم دروسا في الحلال والحرام والحديث في أشياء ليست لها علاقة بالعمل وقس على ذلك. الشواهد والأمثلة كثيرة في حياتنا اليومية حول هذه التناقضات.
بصراحة تحار في أمر هذه الفئة من الناس، والتي بالتأكيد لا تمثل إلا نفسها. وتحار في أسباب ودوافع هذه الحالة من التناقض التي يعيشها البعض. ولا شك أن لدى علماء النفس مسميات ومصطلحات علمية أخرى غير التناقض، ولديهم رأي وتشخيص دقيق للحالة ودوافعها وأسبابها.