ذهبنا وذهبوا.. فأبادونا وبقوا
شهر يناير، أو كما كنت أسميه شهر الجرح الذي لا يندمل، ففي بدايته وبالتحديد في الثاني من يناير 1492 تم تسليم غرناطة، آخر ممالك المسلمين بالأندلس، للملكين الكاثوليكيين فرناندوا وإيزابيلا، ملكي مملكة قشتالة وأرجون بعد اتحادهما
شهر يناير، أو كما كنت أسميه شهر الجرح الذي لا يندمل، ففي بدايته وبالتحديد في الثاني من يناير 1492 تم تسليم غرناطة، آخر ممالك المسلمين بالأندلس، للملكين الكاثوليكيين فرناندوا وإيزابيلا، ملكي مملكة قشتالة وأرجون بعد اتحادهما
الاثنين - 26 يناير 2015
Mon - 26 Jan 2015
شهر يناير، أو كما كنت أسميه شهر الجرح الذي لا يندمل، ففي بدايته وبالتحديد في الثاني من يناير 1492 تم تسليم غرناطة، آخر ممالك المسلمين بالأندلس، للملكين الكاثوليكيين فرناندوا وإيزابيلا، ملكي مملكة قشتالة وأرجون بعد اتحادهما.
الغريب أن أول احتفال أقامه الملكان بمناسبة انتهاء حكم المسلمين للأندلس في قصر الحمراء بغرناطة، والذي جمع ملوك وأمراء وفرسان أوروبا ومغامريها، والتقى الملكان بمغامر مجهول يسمى كريستوفر كولومبس ليتفقا معه على إعطائه ثلاث سفن ببحارتها بهدف اكتشاف طرق قصيرة للهند لا تمر ببلاد المحمديين، كما ذكر في مخطوطات ذلك الزمان، وتم توقيع الاتفاق في 30 أبريل 1492.
وأعطي كريستوفر كولومبس ثلاث سفن، هي سانتاماريا سفينة القيادة، ومعها السفينتان بينتا وسانتاكلارا.
ووصل الرجل بحملته البحرية الأولى إلى سان سيلفادور في 31 أكتوبر 1492، ثم في رحلته الثانية سنة 1498 إلى أمريكا الشمالية.
.
الغريب أيضا أن الرجل وجد هناك آثارا للمحمديين «أي للديانة الإسلامية»، كما ذكر في مذكراته.
.
وطبعا أباد تلك القبائل ومحا آثارها.
.
ويذكر التاريخ الأندلسي قبل عدة قرون من السقوط أن هناك فتية أطلق عليهم الفتية المغامرون اقتحموا مياه المحيط بسفن صغيرة للبحث عما وراء البحار.
وبعد عدة سنوات عاد بعضهم ليحكوا عن قبائل وحضارات ودول وجدوها وراء البحار وتركوا إخوانهم بها.
.
ويذكر التاريخ أيضا أن السلطان المسلم أبابكر الثاني سلطان مملكة مالي الأفريقية بعث بسفن فاكتشف أمريكا قبل كريستوفر كولومبس بقرنين من الزمان تقريبا.
.
الفرق بيننا وبينهم أنهم صمموا على وجودهم هناك، نعم أبادوا وقتلوا وحرقوا واستعبدوا، لكنهم بقوا كدول وجماعات.
.
أما نحن فذهبنا فرادى وبقينا فرادى فأبادونا.
.
وأصبح تاريخ الإمبراطورية الأمريكية ملكهم، ونحن صفحة فيه مزقوها بسهولة.
.
فهل نتذكر لنستفيد؟