كيف تسلم من الظهور بمظهر الأبله؟

يعشق الإنسان الإثارة بطبعه، ويميل لمتابعة وتصديق ما يثير فضوله ويشبعه، ويعجبه المضي فيما يتبع ذلك من غيبة ونميمة، وفي أحسن الأحوال يكتفي بـ(مناقشة) هذه الأمور ليشبع كل الغرائز السابقة حتى لو لم يصدِّق، لأجل ذلك يتابع نشرات الأخبار ويدخل الشبكات الاجتماعية، بل ولأجله يخرج من بيته ويمارس النشاطات الاجتماعية اليومية.

يعشق الإنسان الإثارة بطبعه، ويميل لمتابعة وتصديق ما يثير فضوله ويشبعه، ويعجبه المضي فيما يتبع ذلك من غيبة ونميمة، وفي أحسن الأحوال يكتفي بـ(مناقشة) هذه الأمور ليشبع كل الغرائز السابقة حتى لو لم يصدِّق، لأجل ذلك يتابع نشرات الأخبار ويدخل الشبكات الاجتماعية، بل ولأجله يخرج من بيته ويمارس النشاطات الاجتماعية اليومية.

السبت - 10 مايو 2014

Sat - 10 May 2014



يعشق الإنسان الإثارة بطبعه، ويميل لمتابعة وتصديق ما يثير فضوله ويشبعه، ويعجبه المضي فيما يتبع ذلك من غيبة ونميمة، وفي أحسن الأحوال يكتفي بـ(مناقشة) هذه الأمور ليشبع كل الغرائز السابقة حتى لو لم يصدِّق، لأجل ذلك يتابع نشرات الأخبار ويدخل الشبكات الاجتماعية، بل ولأجله يخرج من بيته ويمارس النشاطات الاجتماعية اليومية.

لا عجب في ذلك فالإنسان مدنيٌّ بطبعه، وممارسة أي مما سبق لا يعد منقصة إذا كان في حدود المقبول عرفاً وشرعاً، لكن كثيراً منا لا يعي خطورته عليه وعلى من حوله ويسهم في نشر الضرر أو إحراج نفسه بقصد أو بدون قصد، يتجلى أفضل تطبيق لذلك في الموقف مما ينتشر عبر الشبكات الاجتماعية وبرامج المحادثة من محتويات، سواء كانت على شكل أخبار مكتوبة أو صور مزعومة أو حتى مقاطع مرئية وصوتية منسوبة لأشخاص معينين، المشكلة في هذه المواد أنها تنشر كـ(حقائق) ويندر أن تجدها مرفقة بما يفضح كونها شائعة أو كذبة، وهنا يتمايز الناس وتتضح الفروق الفردية الثقافية والأخلاقية فيما يتعلق بتلقي المحتوى، وأما فيما يتعلق بنشره والعمل بمقتضاه فالأمر يصبح أسوأ بكثير، لأنه (يفضح) للآخرين مستواك الثقافي والأخلاقي فعلياً.

يجب على كل متلقٍ للمادة الإعلامية، أن يتحقق من صدقها أو فعاليتها ابتداءً، ولا ينشرها إلا وقد وضح موقفه منها مؤيداً أو مكذباً أو مشككاً، حتى لا يقع المغفلون من متابعيه فريسة لتصديق المحتوى، وحتى يعلم الفطناء من متابعيه حقيقة مستواه ثقافياً وأخلاقياً، هذا الالتزام –الذي يطيب لي أن أسميه: التزام الشرف- سيجعل كل ناشر للمحتوى دائماً تحت المخاطرة بسمعته، ويدفعه للتفكير أكثر من مرة قبل تصديق المحتوى أو تكذيبه في خاصة نفسه، ومن باب أولى قبل نشره للآخرين لأنه لن ينشره إلا وقد أرفق معه ما يدل على موقفه منه تصديقاً أو تكذيباً، تشجيعاً أو تحذيراً.

إننا نعيش أزمة شائعات، وأزمة تعجل في الأحكام ونشرها، وأزمة تفاهة عامة، افترض دوماً سوء النية والكذب في كل محتوى يمس بسمعة الآخرين وتذكر أن اختلاق هذه الأمور شديد السهولة، إذا لم تلتزم بالتزام الشرف فقد تكون جزءاً من منظومة القرف والكراهية المنتشرة في العالم، والتزامك به يجعلك واعياً في نفسك مسؤولاً أمام الآخرين، في أسوأ الحالات سيمنعك من نشر ما لا تثق فيه، وينجيك من «بئس مطية الرجل قالوا»، أما إذا اتضح لاحقاً كذب أو تفاهة ذلك المحتوى المثير الذي ترددت في التعليق عليه أو أحجمت عن نشره أو أرفقت به ما يدل على تشكيكك فيه، فستسلم من الظهور بمظهر الأبله.