الملك عبدالله نصير المرأة عبر التعليم والشورى والبلدية
تبوأت المرأة السعودية مراكز متقدمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ووصلت إلى مقاعد مجلس الشورى، وشقت طريقها إلى المجالس البلدية بصفتها ناخبة ومرشحة
تبوأت المرأة السعودية مراكز متقدمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ووصلت إلى مقاعد مجلس الشورى، وشقت طريقها إلى المجالس البلدية بصفتها ناخبة ومرشحة
السبت - 24 يناير 2015
Sat - 24 Jan 2015
تبوأت المرأة السعودية مراكز متقدمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ووصلت إلى مقاعد مجلس الشورى، وشقت طريقها إلى المجالس البلدية بصفتها ناخبة ومرشحة.
لا للتهميش
الخطاب التاريخي الذي قدمه الملك عبدالله -رحمه الله- أمام مجلس الشورى في عام 2013، وذلك خلال رعايته للقاء السنوي للمجلس في سنته الثالثة من الدورة الخامسة، جاء كانطلاقة لمشاركة المرأة في الشورى، وهو أول القرارات التي تلاها الملك الراحل مؤكدا في كلمته: «لأننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في كل مجال عمل وفق الضوابط الشرعية»، وكان الأمر الملكي القاضي بتخصيص 20% من مقاعد المجلس للنساء، ينص على تعديل المادة الثالثة من نظام مجلس الشورى، وبدأ تعيين المرأة في المجلس بـ 30 امرأة يعملن في إحدى عشرة لجنة من لجان المجلس.
المجلس البلدي
ووصل تمكين المرأة في عهد الملك عبدالله، لإشراكها في انتخابات المجالس البلدية كمرشحة وناخبة، وذلك وفق ما أقره مجلس الشورى في عام 1432.
نائبة بمرتبة وزير
في عام 2009 في عهد الملك عبدالله أيضا وللمرة الأولى في تاريخ السعودية، تم تعيين أول امرأة سعودية على المرتبة الممتازة، لتتسنم منصب نائب لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات.
تنوع فرص العمل
شهد عهد الملك الراحل رحمه الله تسهيل وتنوع فرص ومجالات العمل للمرأة السعودية في مناصب متنوعة في الجامعات وفي الشركات، وكان أيضا تمكينها من البيع والشراء من خلال قرارات تأنيث محلات الملابس النسائية ومستلزماتها، وبهذا فتح لها سوق العمل على مصراعيه.
كوادر نسائية
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي دعم المرأة وقدم لها الكثير من التسهيلات، لتعود سيدات الوطن بشهادات عليا في مجالات متعددة، وفي كل مناحي الحياة الطبية والعلمية والاجتماعية لإعداد كوادر نسائية قادرة على الوصول لمناصب إدارية عليا والمشاركة في تنمية هذا الوطن.
رجل المرحلة
كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل المرحلة، وكان حكيما وشجاعا وصبورا ومحبا للخير في الوطن، مؤكدا على وحدته الوطنية والمساواة بين كل المواطنين دون أي تمييز، وكان أبا مساندا للمرأة في هذا الوطن أكد على أهليتها الكاملة وحقها الإنساني والوطني. وفتح أمامها مجالات العلم والعمل وضمها في برنامج الابتعاث الخارجي، وجاء تكرم ثلاثين مواطنة كعضوات في مجلس الشورى للمشاركة في تقديم المشورة في كل ما يخص الوطن من تحديات وسياسات وأنظمة، وتشرفت أن أكون من ضمنهن. وأكد الملك عبدالله -رحمه الله- أن عضويتنا في المجلس ليست تكرما بل تكليفا للعمل على ما يحقق مصالح المواطن والمواطنة ويكفل لهم حياة كريمة، كذلك اهتم بحقوق المرأة في الأسرة وأكد على حقوقها الشرعية في الأسرة ووقف العنف والإيذاء الذي يقع عليها.
ثريا عبيد -عضو مجلس الشورى
أمان الأسرة
لقد بدأ عهده رحمه الله بمقولته الشهيرة «المرأة هي أمي، وهي أختي، وهي زوجتي، وأنا مخلوق من المرأة»، بدأ من اهتمام بالغ بالمواطن واحتياجاته من خلال الحرص على تنمية كل فرد في شعبه فكان من أبرزها المشاريع التي تصب في تمكين المرأة وتهدف لتحقيق مكانتها كعنصر أساسي في بناء المجتمع ونهضة الأمة، هذا الرجل الذي اهتم بالأسرة السعودية حقوقيا ونفسيا فقرر إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني، لن أنسى أبدا موقفه -رحمه الله- عند إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني لقد قدمت له مشروع هذا البرنامج الذي يهدف لحماية الأسرة من العنف من عدة صفحات بسيطة كتبتها بمشاركة سيدات سعوديات لأتفاجأ وخلال شهرين من تقديم هذا المقترح أنه وافق عليه وصدر الأمر السامي بإنشاء هذا البرنامج الرائد في 19/9/1426 لقد دعم هذا المشروع الحيوي ليس فقط ماديا وذلك بتعيين ميزانية خاصة من وزارة المالية، ولكن دعمه بالكوادر البشرية التي دعمت هذا البرنامج وكانت مؤمنة بقضية أمان الأسرة وعلى رأسهم صاحبة السمو الملكي الأميرة صيته بنت عبدالعزيز رحمها الله وخلفها صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله – رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني- أطال الله في عمرها وحفظها ذخرا لهذا للوطن ولبرنامج الأمان الأسري الوطني.
مها المنيف- الرئيسة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني
لقاء أبوي
شهد عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله - حراكا إصلاحيا تاريخيا لقد رسم ملامح العصر الذهبي للمرأة منذ توليه مقاليد الحكم عام 2005 إذ بادر بدعوتنا نحن السعوديات لمبايعته والاجتماع به وجها لوجه في لقاءات أبوية غير مسبوقة تمثلت بلقائه بوفود تمثل الإعلاميات والمثقفات والأكاديميات، كانت تلك نقطة الانطلاقة التي رسمها -رحمه الله- في مسيرة تمكين المرأة حيث أعطتنا رسالة معناها أن دوركن قد حان وهذه هي الفرصة أمامكن للعمل والمساهمة في بناء الوطن وخدمة الشعب. وكانت تلك الرسالة تجسيدا لاعتزازه بالمرأة وإيمانه بقدراتها ورفضه لتهميش دورها في المجتمع.
وتوالت بعد ذلك الخطوات التي عززت من ثقة المرأة بنفسها ومكنتها من استعادة دورها المهم في تنمية الوطن وبنائه اقتصاديا وسياسيا وثقافيا. فقد اتخذ بحكمته القيادية وحنكته السياسية حزمة من القرارات المصيرية التي مكنت المرأة من المشاركة السياسية، إذ أعلن أنه «لا تهميش للمرأة بعد اليوم».
ولم تتوقف القرارات في حدود المشاركة السياسية للنخبة بل كانت أكثر حيوية وتأثيرا بالنسبة للمرأة العاملة عبر قرارات دعم برنامج الأسر المنتجة وقرارات وزارة العمل التي استندت على رؤية خادم الحرمين في تمكين المرأة ومشاركتها في الحياة العامة فكان أن صدرت قرارات تاريخية بدخول المرأة السعودية في سوق العمل عبر تأنيث محلات المستلزمات النسائية والتي ساهمت في إعطاء المرأة فرصا للعمل في أماكن غير تقليدية.
د. أميرة كشغري- كاتبة وأستاذة جامعية