الضب يستصرخ من الصيد الجائر
أثارت الصورة التي ظهر فيها مئات الضبان مرصوصة في مؤخرة سيارة بيك أب، خاصة بأحد صياديها موجة من الانتقادات تجاه التصرفات الجائرة التي يرتكبها البعض لصيد الضبان، والعمل على انقراضها، وهو ما عده رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود في بيان سابق «أمرا لا يرضي الجميع وإجراما بيئيا»
أثارت الصورة التي ظهر فيها مئات الضبان مرصوصة في مؤخرة سيارة بيك أب، خاصة بأحد صياديها موجة من الانتقادات تجاه التصرفات الجائرة التي يرتكبها البعض لصيد الضبان، والعمل على انقراضها، وهو ما عده رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود في بيان سابق «أمرا لا يرضي الجميع وإجراما بيئيا»
الأربعاء - 07 مايو 2014
Wed - 07 May 2014
أثارت الصورة التي ظهر فيها مئات الضبان مرصوصة في مؤخرة سيارة بيك أب، خاصة بأحد صياديها موجة من الانتقادات تجاه التصرفات الجائرة التي يرتكبها البعض لصيد الضبان، والعمل على انقراضها، وهو ما عده رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود في بيان سابق «أمرا لا يرضي الجميع وإجراما بيئيا».
وجاءت تلك الحادثة متزامنة مع موسم صيد الضبان حيث يبدأ الهواة الاستعداد لموسم صيده بعد البيات الشتوي الذي يقضيه الضب طوال فترة الشتاء في جحره، وخلال تلك الفترة تتزاوج الضبان وتتكاثر، ومع ارتفاع درجة حرارة الجو تخرج تلك الحيوانات للبحث عن أشعة الشمس.
ويعتبر الضب من أشهر الكائنات البرية في الجزيرة العربية رغم انقراضه التدريجي من صحاريها لكثرة صيده من قبل هواة أكله والمتاجرة به وبيعه بأسعار مرتفعة.
وهناك عدة طرق لصيده، إما بإطلاق النار عليه بسلاح ناري، أو مطاردته ومحاولة إمساكه باليد، أو إغراق جحره بالماء حتى يخرج هربا من الغرق فتلتقطه يد الصياد، كما تستخدم في اصطياده طرق أخرى خاطئة منها توصيل عوادم السيارات عبر خرطوم يمدد في جحر الضب لإجباره على الخروج هربا من الموت مختنقا بتلك العوادم.
ورغم التحذيرات الطبية بعدم الإكثار من أكل لحم الضب لاحتوائه على نسبة عالية من الكوليسترول، والبروتينات والأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم عن بقية الحيوانات، إلا أن كثيرين لا يبالون بتلك النصيحة.
وتختلف القيمة الغذائية للحم الضب باختلاف الفترة الزمنية لصيده، فمثلا تزداد كمية الدهون في بداية موسم صيده، وتقل في فصل الربيع وبداية الصيف.
ومواقع التواصل الاجتماعي تتداول الكثير من الصور التي تعبر عن الصيد الجائر لهذا الحيوان، وقد لا تحتاج هذه الصور إلى تعليق فهي تتكلم عن نفسها، وتوجه رسالة قوية ومعبرة للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، فقد بات حيوان الضب مهددا بالانقراض إن لم تتدخل الهيئة لوقف هذا الصيد الجائر لهذا الحيوان المغلوب على أمره، لا سيما وأن هواة صيد الضبان يبدؤون بالتفنن بصيدها مع موسم الربيع وهطول الأمطار، وهو الوقت الذي يصادف فترة تزاوجها وتكاثرها، إضافة إلى انتشار الثقافة الجديدة المتداولة بين هواة صيد الضبان والتحديات الكبيرة التي تحدث بينهم، وحيوان الضب من الحيوانات المهددة بالانقراض في المملكة بسبب الصيد الجائر الذي يتعرض له من قبل من يرونه وجبة مفضلة من أبناء المناطق الصحراوية وكذا كبار السن الذين يأكلون لحمة للتداوي من بعض الأمراض كما يشاع بينهم، ويعد الضب من الحيوانات الصحراوية الزاحفة التي تتغذى على الأعشاب ويبيت بياتا شتويا ويخرج من جحره في فصل الصيف عند ارتفاع درجة الحرارة مما يعرضه للقتل على يد هواة الصيد أو الإمساك به وعرضه للبيع في الأسواق بشكل يومي، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على تكامل المنظومة البيئية التي تتعرض للخلل بسبب الصيد الجائر لتلك الحيوانات التي تعيش في صحاري المملكة بجميع أنواعها.
والمعروف عن الضب أنه لا يشرب الماء ويعتمد على نسبة الماء الموجودة في النباتات، كما أنه يبعد جحره الذي يمثل الملاذ الآمن له عن مجرى الأودية والشعاب حتى لا يتعرض للغرق، ويشير أحد هواة الصحراء ومتابعة الحياة الفطرية فيها إلى أن الضب محظوظ هذا العام في وفرة النباتات التي يتغذى عليها، وذلك بعد سقوط أمطار متفرقة في صحاري الجزيرة العربيه، حيث سيرادف ذلك موسم تزاوج ناجح.
وقد حذرت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها هواة صيد الضب من الصيد الجائر وقتل أعداد كبيرة منه، حيث تعرضت العديد من المناطق التي كان الضب يستوطنها إلى التغيير عبر زحف المدن عليها وتغير بيئته الطبيعية.