أجمل أغنية فيروزية

أعترف أن هذا العنوان يمثل جريمة صغيرة بحق مسيرة وتاريخ السيدة «فيروز» الثري بالروائع والموسيقى والجمال، ولكن الأغنية الفيروزية التي لطالما لمست قلبي واستوقفتني وتحدثت عنها منذ سنوات مراهقتي

أعترف أن هذا العنوان يمثل جريمة صغيرة بحق مسيرة وتاريخ السيدة «فيروز» الثري بالروائع والموسيقى والجمال، ولكن الأغنية الفيروزية التي لطالما لمست قلبي واستوقفتني وتحدثت عنها منذ سنوات مراهقتي

الأحد - 04 مايو 2014

Sun - 04 May 2014



أعترف أن هذا العنوان يمثل جريمة صغيرة بحق مسيرة وتاريخ السيدة «فيروز» الثري بالروائع والموسيقى والجمال، ولكن الأغنية الفيروزية التي لطالما لمست قلبي واستوقفتني وتحدثت عنها منذ سنوات مراهقتي.. بالرغم من أن بعض الموسيقيين والنقاد صنفوها تحت مسمى الطقطوقة أو الأغنية الشعبية، هي أغنية «يا دارة دوري فينا» من مسرحية «المحطة» والتي صاغ حروفها الأخوان رحباني ولحنها العبقري «فيلمون وهبي».

ففي ظل الواقع المعيشي المُحتدم والذوات المُحبطة والمتأرجحة بين أمسٍ مُقلِق وحاضرٍ مضطرب ومستقبلٍ غير واعد، تجيء هذه الأغنية بكل ما في كلماتها من خيال عاطفي حالم وأمانٍ غارقة في لُجّة المستحيل، لتعزف بشكل عفوي على مخاوف المرء مما يخبئ الغد ورغبته الدائمة في الإفلات من قبضة الزمن وقيود الطبيعة وأعباء الحياة اليومية، ولتعكس تطلعاته ومطامحه داخل دوامة هذا الزخم الدنيوي وركضه الدؤوب نحو حياة هانئة مستقرة وآمنة، لا تعكر صفوها مفاجآت الأقدار وهواجس الشيخوخة والوحدة والموت وفقد الأحباب والأصدقاء..

«يا دارة دوري فينا.. ضلي دوري فينا

تا ينسوا أساميهم.. وننسى أسامينا

تعا تا نتخبّى من درب الأعمار

وإذا هنّ كبروا.. نحنا بقينا صغار

وسألونا.. وين كنتوا؟

وليش ما كبرتوا إنتوا؟

بنقلّن نسينا

واللي نادى الناس.. تا يكبروا الناس

راح ونسي ينادينا..»

ليس في الأغنية ثمة ما يصنع العظمة والقدرة على الرسوخ والبقاء في وجدان وذاكرة المتلقي كالبساطة في المفردة واللحن وملامسة النفس بكل همومها ومشاعرها وما يعتريها من صراعات وآلام وآمال وخيبات، فالأغنية ما وُجدت أصلاً إلا لتكشف مكنونات النفس وتعبر عما نعجز أحياناً عن وصفه بالكلام العادي.. أنصح بقراءة مقالة جميلة للكاتب المصري «ياسر علوي» عنوانها «يا دارة دوري فينا: فيروز والعبقري المظلوم فيلمون وهبي».