الطريقي نفط العرب للعرب

«نفط العرب للعرب» عبارة أطلقها أول وزير للبترول في السعودية، عبدالله الطريقي، جاءت بعد أن أبلغ شركة أرامكو السعودية في 1956 قرار الملك سعود - رحمه الله- بوقف إمدادات النفط السعودي إلى بريطانيا وفرنسا، هذه العبارة لعبت دورا مهما على مستوى الصحافة الأجنبية والمحلية، وسيطرت على جيل الشباب في فترة الخمسينات وحتى الستينات، وإبان تلك الفترة عين الطريقي مراقب حسابات للمملكة على الدخل النفطي المتأتي من شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، حيث كانت له مواقف صلدة ضد هذه الشركات الأمريكية في سبيل حفظ حق المملكة

«نفط العرب للعرب» عبارة أطلقها أول وزير للبترول في السعودية، عبدالله الطريقي، جاءت بعد أن أبلغ شركة أرامكو السعودية في 1956 قرار الملك سعود - رحمه الله- بوقف إمدادات النفط السعودي إلى بريطانيا وفرنسا، هذه العبارة لعبت دورا مهما على مستوى الصحافة الأجنبية والمحلية، وسيطرت على جيل الشباب في فترة الخمسينات وحتى الستينات، وإبان تلك الفترة عين الطريقي مراقب حسابات للمملكة على الدخل النفطي المتأتي من شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، حيث كانت له مواقف صلدة ضد هذه الشركات الأمريكية في سبيل حفظ حق المملكة

الأحد - 04 مايو 2014

Sun - 04 May 2014



«نفط العرب للعرب» عبارة أطلقها أول وزير للبترول في السعودية، عبدالله الطريقي، جاءت بعد أن أبلغ شركة أرامكو السعودية في 1956 قرار الملك سعود - رحمه الله- بوقف إمدادات النفط السعودي إلى بريطانيا وفرنسا، هذه العبارة لعبت دورا مهما على مستوى الصحافة الأجنبية والمحلية، وسيطرت على جيل الشباب في فترة الخمسينات وحتى الستينات، وإبان تلك الفترة عين الطريقي مراقب حسابات للمملكة على الدخل النفطي المتأتي من شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، حيث كانت له مواقف صلدة ضد هذه الشركات الأمريكية في سبيل حفظ حق المملكة.

و«نفط العرب للعرب» لم تنطبق على العوائد المالية فقط، بل طبقت مقولته حينما عُين وزيرا للبترول؛ بتوطين الصناعة النفطية عبر ابتعاث الشباب السعودي للخارج، لتعمل فنون الصناعة النفطية والعودة إلى الوطن بحصيلة علمية تعين المملكة في ذلك الحين على مواجهة تطور الصناعة النفطية بسواعد وطنية.

«النفطي الفقير» كما أطلق عليه، لديه القناعة التامة بأن الشركات النفطية التي كانت تعمل في السعودية في حقبته الزمنية كانت تعمل لمصلحتها أولا، فتستغل ثروات الوطن ومدخراته لصالحها ولصالح حكوماتها.

فكانت فكرة تحويل شركة أرامكو إلى شركة سعودية بالكامل هاجسا للوزير الفقير، وعمل على ذلك من الحكومة السعودية، إلا أن هذه الفترة حملت تصادمات بين الوزير الذي كانت السعودية تعتمد عليه في رسم خارطة الطريق للثروة النفطية للأجيال المقبلة، وبين الشركات الأجنبية التي كانت تقذف بالحكومة بعيدا كليا عن النفط بأي شكل من الأشكال.

الطريقي، شخصية غيبها الضوء الإعلامي، مات بصمت دون أن ترثيه الخطب العصماء أو المقالات الصحفية؛ ليس لشيء سوى أنه كان عاملا رئيسا في رخاء هذا الوطن، فهو أول من ساهم عمليا خلال ترؤسه شركة أرامكو حينما كانت تعمل بالشراكة مع شركات أمريكية بنصف ميزانية الدولة، وعمل على إلغاء الامتيازات للشريك الأجنبي، وعلى زيادة حصة الدولة في أرامكو، ونقل السعودية بناء على الرغبة الملكية من شركة سعودية أمريكية إلى شركة سعودية بالكامل.

السعودية منحته شرف أن يكون أول مبتعث لأمريكا في جامعة أوتاوا في أوستن بولاية تكساس لدراسة الماجستير في الهندسة الجيولوجية ليعود إلى بلاده مرة أخرى حاملا شهادته في 1948، أسس منظمة أوبك مع وزير البترول الفنزولي بيريز ألفونسو قبل أن يغادر منصبه كوزير للبترول 1983، وهو رجل فقير، لم يجلب له المنصب المال والثروة، رغم تربعه على أهم احتياطي نفطي في العالم، فضل العيش في مصر حيث ذكريات الشباب، وتوفي في 1997 في مدينة القاهرة، ودفن في الرياض بمقبرة النسيم عن عمر ناهز الثمانين عاما.