تكلفة الأمراض اقتصاديا

الأمراض مكلفة اقتصادياً وتصرف الدول جزءا ضخما من ميزانياتها لقطاع الصحة، فالمملكة بلغت ميزانيتها للصحة العام الحالي أكثر من 50 مليار ريال. هناك أمراض يجب رفع مستوى التوعية عنها فتجنبها أفضل من علاجها

الأمراض مكلفة اقتصادياً وتصرف الدول جزءا ضخما من ميزانياتها لقطاع الصحة، فالمملكة بلغت ميزانيتها للصحة العام الحالي أكثر من 50 مليار ريال. هناك أمراض يجب رفع مستوى التوعية عنها فتجنبها أفضل من علاجها

السبت - 03 مايو 2014

Sat - 03 May 2014



الأمراض مكلفة اقتصادياً وتصرف الدول جزءا ضخما من ميزانياتها لقطاع الصحة، فالمملكة بلغت ميزانيتها للصحة العام الحالي أكثر من 50 مليار ريال. هناك أمراض يجب رفع مستوى التوعية عنها فتجنبها أفضل من علاجها، وهناك أمراض مفاجئة مثل الكورونا الذي تبلغ تكلفة علاج المصاب بها 3 آلاف ريال يومياً. ناهيك عن انهيار تجارة مثل تجارة الإبل في حال ثبت أنها المسبب للمرض.

لا خيار أمام هذه الأمراض سوى صرف الغالي والنفيس لمحاربتها فلا أحد ينسى ما فعله الطاعون عام 1348 ميلادي حين حصد نصف سكان أوروبا البالغين 100 مليون نسمة وقتها.

الغريب أن هناك أمراضا تنتشر بسرعة عالية ولا يعرف سببها ولم تأخذ صدى إعلاميا مثل الكورونا. كمثال على ذلك مرض التوحد ففي أمريكا عام 1970 كان يظهر طفل متوحد بين كل 10 آلاف طفل مولود. وعام 1996 أصبح هناك طفل متوحد بين كل 100 مولود فقط. وآخر الأرقام تشير إلى أن هناك طفلا متوحدا ضمن كل 50 مولودا!

أرقام مخيفة ومع ذلك لم يتم اكتشاف أي سبب للتوحد حتى الآن. توجد دراسات تشير لأسباب محتملة مثل زيادة نسبة الزئبق في دم الوالدين أو تعرض الأم إلى تلوث إشعاعي أثناء الحمل.

طبعاً لا يوجد علاج دوائي للتوحد فهو مستمر مدى الحياة. هناك فقط عقاقير تقلل من الأعراض غير المرغوب فيها وهناك بعض البرامج التعليمية والتدريبية الخاصة والتي تساعد المصاب بالتوحد على استخدام الوسائل البصرية للتواصل بأسلوب منطقي.

هذه البرامج مكلفة لصعوبة تدريس الطفل فيستحيل وضع 30 طالبا توحديا في فصل واحد، فتجد غالباً مدرسا أو مدربا خاصا مع كل طفل. وذلك لأن كل طفل يحتاج عناية مباشرة وتدريبا متكررا ومستمرا وجدولا خاصا حسب حالته. لذلك تصل التكلفة المالية للطفل الواحد إلى ما يقارب 120 ألف ريال سنوياً. يتحمل والدا الطفل حوالي 30 ألفا فيما يتحمل المتبقي الجمعيات الخيرية ووزارة الشؤون الاجتماعية.

وضع التوحد في المملكة صعب جداً فرغم وجود 150 مركزا للتوحد ولكنها لا تستوعب سوى 3 آلاف مصاب بينما عدد المصابين في المملكة تجاوز 300 ألف شخص. والإعانة الحكومية تبلغ ألف ريال شهرياً بينما في بريطانيا تحصل أسرة المصاب بالتوحد على 12 ألف ريال شهرياً.

أرقام تؤكد حجم الإنسان الحقيقي ككائن ضعيف وتذكر بوجوب دعم هذه المراكز سواء معنوياً أو مادياً.