الحوثي يأخذ العشر من الرمان المصدر للخليج

لا يكتفي زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي بالدعم المالي الإيراني ليفرض سلطته التامة على محافظة صعدة اليمنية منذ 2012، بل يأخذ أموالا ضخمة من الوقف،

لا يكتفي زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي بالدعم المالي الإيراني ليفرض سلطته التامة على محافظة صعدة اليمنية منذ 2012، بل يأخذ أموالا ضخمة من الوقف،

الخميس - 01 مايو 2014

Thu - 01 May 2014



لا يكتفي زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي بالدعم المالي الإيراني ليفرض سلطته التامة على محافظة صعدة اليمنية منذ 2012، بل يأخذ أموالا ضخمة من الوقف، إذ أصبحت عائدات الزكاة تساق إليه بالقوة مع الجبايات والعشر من المزارعين الذين يصدرون إلى الخليج أجود أنواع الرمان «الصعدي» والعنب والبرتقال وسائر الفاكهة.

ويأخذ الحوثي أموال الزكاة والعشر كـ «فرض»، إذ يدعي أنه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، ووظف لهذا الأمر مندوبين مكلفين بجباية الأموال.

ويلعب الحوثي على وتر الخلافات القبلية ليزج بأبناء القبائل في وسط الصراع، إضافة إلى استغلاله لغياب الدولة وأخذ يباشر، فور دخوله المناطق الجديدة منتصرا، القيام بأعمال وواجبات الدولة: يبسط الأمن، يؤمن الطرقات، ويعين حكاما محليين من قبله يقضون بين الناس ويفصلون بشكل سريع بين المتنازعين.





..ويسيطر على حاشد بأموال إيرانية طائلة



يحكم عبدالملك الحوثي المدعوم من إيران، محافظة صعدة اليمنية، بشكل كامل منذ 2012، بعد أن أحكم قبضته على جميع جهاتها.

وعلى الرغم من وجود سلطة محلية شكلية ومحافظ وموازنة مالية معتمدة حكوميا، إلا أن الحوثي بات الحاكم المطلق، لهذه المحافظة الزراعية، ذات الخصوصية الاجتماعية والدينية.

يرقد الإمام الهادي يحيى بن الحسين مؤسس الدولة الزيدية في اليمن، داخل مسجد بناه في القرن الرابع الهجري وسط مدينة صعدة، وهذا المسجد بات منذ ذلك التاريخ مزارا ومعلما دينيا من معالم الزيدية في اليمن، ويمتلك أراضي ومزارع شاسعة وكثيرة، كـ»أوقاف». وتقدر العائدات السنوية لأوقاف مسجد «الهادي» التي يتسلمها الحوثي، بالمليارات.



زكاة بالقوة



وإلى الأموال الضخمة التي يتسلمها، الحوثي من الوقف، في محافظة صعدة الزراعية، المصدرة إلى اليمن والخليج أجود أنواع الرمان «الصعدي» والعنب والبرتقال وسائر الفاكهة، فإن عائدات الحوثي المالية لا تقف عند هذا الحد بل أصبحت عائدات الزكاة تساق إليه بالقوة، ومثلها الجبايات و»العشر» الذي يتخلصه من المزارعين بواسطة مندوبين مكلفين منه ويؤخذ كـ»فرض» باعتباره من سلالة «النبي» ـ كما يدعي.

واستغل الحوثي غياب وضعف الدولة داخل هذه المجتمعات، شديدة التخلف والأمية، وأخذ يباشر، فور دخوله المناطق الجديدة منتصرا؛ القيام بأعمال وواجبات الدولة: يبسط الأمن، يؤمن الطرقات، ويعين حكاما محليين من قبله يقضون بين الناس ويفصلون بشكل سريع بين المتنازعين.

ويتصرف الحوثي كمسؤول يمتلك سلاحا ومقاتلين وأموالا طائلة من الأوقاف والزكوات ومن إيران.



عنف وإغراءات



ففي صعدة، والحال مثله في عمران، وبعض مديريات الجوف، التي تقع إلى الشرق منهما بمساحة أوسع، اختفى «قطاع الطرق»، وأرسل الحوثي إلى مديريات بعيدة مندوبين من قبله لـ»حلحلة» مشاكل الثأر وفض النزاعات والخصومات المعقدة، وأرسل معهم النقود.

وقد رأى الناس وسمعوا مندوبي الحوثي، في أكثر من مكان داخل «خولان» و»نهم» و»بني حشيش»، القريبة من صنعاء، وهم، أي مندوبو الحوثي، يخاطبون المتخاصمين ويحثونهم على الصلح بقولهم: «السيد عبدالملك الحوثي تكفل بدفع كل الغرامات».

أو يتخاطبون مع أصحاب الحق مباشرة: «أنت احكم والسيد سيدفع الغرامة والمبلغ المحكوم به كاملا».

وبذلك حققت الحركة الحوثية، رغم انتهاجها للعنف، حضورا لافتا، عبر هذه الدعاية الاستباقية داخل المناطق والمجتمعات القبلية الزيدية، التي لم يصلها بعد، ولم تصلها الدولة أيضا.

أما تلك التي باتت تحت حكمه فإن الأمن يتصدر قائمة المواضيع الأكثر ذيوعا. لكن هناك أخبارا قاسية تأتي من أقصى شمال اليمن عن نسف البيوت، والمساجد، وتشريد مئات الأسر لمجرد الشك والاختلاف معهم.



طرد الخصوم



يحكم الحوثي محافظة صعدة بلا منازع، رغم وجود قرابة عشرة ألوية عسكرية فيها. وهناك عشرات الأسر، من المواطنين «العاديين»، لا يزالون في مخيمات النزوح، منذ سنوات خارج صعدة، موزعين على العاصمة، ومديريات محافظتي حجة والحديدة.

ولم يكتف الحوثي بتشريد وطرد خصومه المحليين، أو كل من يشك في ولائه، بل عمد أتباعه إلى أسلوبهم العنيف والبشع: نسف البيوت بـ»الديناميت» TNT. وكذلك يحرقون المحلات التجارية لمن يشكون فيه، ويحرقون المزارع، كما في حالة الشيخ عثمان مجلي عضو مجلس النواب ـ عن المؤتمر الشعبي العام، الذي لزم الحياد منذ نشبت الحرب الأولى بين الدولة وحسين بدرالدين الحوثي، مؤسس «الشباب المؤمن»، أو ما بات يعرف اليوم بـ»أنصار الله» على غرار «حزب الله»، المدعوم من إيران، في لبنان. (هناك صور بثت على اليوتيوب وعلى موقع التواصل الاجتماعي ـ فيس بوك تظهر كيف تم تدمير ونسف الفندق الوحيد في مدينة صعدة، ذي الطوابق السبعة الذي يملكه الشيخ عثمان مجلي).



نسف المساجد



العديد من مشايخ قبائل صعدة، تعرضوا للمصير نفسه، وهم شيوخ كبار ومزارعون ورجال أعمال، ويدينون بـ»الزيدية» كمذهب. وهو أسلوب استخدمه مقاتلو الحوثي، ليس في صعدة فحسب بل في حرف سفيان أيضا، حيث تم نسف العديد من المنازل والمساجد، كان آخرها منزل الشيخ صغير حمود بن عزيز عضو مجلس النواب، الذي قاتلهم ببسالة مع العشرات من شباب قبيلته فقتل أغلبهم وجرح هو وعدد قليل من مرافقيه، ثم أسعف إلى صنعاء، لينسف الحوثيون بيته بالكامل وراءه.



حزام صعدة



وحرف سفيان، هي مديرية تابعة لمحافظة عمران، وهي قبيلة زيدية فقيرة، ذات شكيمة وبأس، وتقع إلى الشمال من محافظة عمران، حيث تطوق صعدة من الخلف كحزام بفعل امتدادها الجغرافي الشاسع. وفي معركته هناك، استمات الحوثي ودفع بمعظم رجاله إلى القتال في سفيان، معززين بالمال والسلاح، حتى سيطر عليها في أواخر 2008.

وقبليا، تعتبر حرف سفيان أحد «الفخوذ» الرئيسة لقبيلة «بكيل»، المتاخمة لـ»حاشد». وبداخلها يتمركز واحد من أقوى ألوية الجيش اليمني: قوات العمالقة.

وتقع مديرية حرف سفيان إلى الشرق والشمال لقبيلة «حاشد» التي تحتفظ معها بعلاقة جوار متوترة ومتقاتلة على الدوام.

ويؤرخ العديد من الناس للقطاعات القبلية كظاهرة سيئة، انتشرت في السنوات الأخيرة وامتدت إلى كل مناطق اليمن، بأنها بدأت بين «سفيان» و»حاشد»، ثم انتقلت إلى كل المناطق كـ»العدوى». و»القطاعات» دخيلة على أعراف اليمن وتقاليد قبائله، لكنها باتت إحدى أدوات الضغط القبلي لأجل «الإنصاف».





.. ويلعب على وتر القبيلة المتداخلة في قلب الصراع



فرغ الحوثي من »حرف سفيان«، قبل اندلاع رياح الربيع العربي بزمن، وبعد 2012، بدأ يخطط ويستجمع قواه للنفوذ إلى قلب أعتى قبيلة يمنية: حاشد.

لم تعد »حاشد« قبيلة متماسكة كما كانت قبل 50 عاما، فشيوخها الكبار ماتوا، ورموزها السياسيون الذين يتشاطرون حكم اليمن من أقصاه إلى أقصاه، اختصموا: علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر، كما أن بقاءها في الحكم عقودا طويلة، إضافة إلى تحالف شيوخها الكبار مع »الإخوان المسلمين«، جعلها غير مقبولة لدى قطاعات واسعة.

استغل الحوثي هذه الحالة، وبدأ يفجر المعركة من حدود حوث، المنطقة التي ينتمي إليها الهاشميون من »آل الحوثي« كلقب باتوا يعرفون به. تقع »حوث« ضمن »حاشد«، وتحديدا على أطرافها الشمالية، حيث الواديان الزراعيان، الأكثر خصوبة: وادي »خيوان« ووادي »دنان«، اللذان يملكهما آل الأحمر.

ويقول الحوثيون إنها مزارع وأملاك «بيت حميد»، وهم الأئمة الأخيرون الذين حكموا اليمن، وأطاحت بهم ثورة 26 سبتمبر 1962، واستقر بهم المقام في مدينة جدة السعودية، وهذه الأملاك سيطر عليها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، عقب الثورة، كما بسط يده على كثير من القصور والبيوت التي كانوا يمتلكونها في صنعاء.

ليست هناك رواية دقيقة ووثائق تثبت هذه الأملاك، والحاصل أن الحوثي بات يسيطر عليها بالكامل، وعلى بيوت وحصون «بني الأحمر» في جميع مديريات «حاشد».

دارت معارك طاحنة على أطراف «حاشد» بين الحوثيين ورجال «العصيمات»، أحد فروع حاشد، التي ينتمي إليها بنو الأحمر، وتمكن الحوثي في الأخير من كسر شوكة أقوى القبائل اليمنية وأشرسها، في نصر مؤزر دفع لأجله مئات الشبان الذين كانوا يتدفقون إلى أرض المعركة ويسقطون قتلى بـ«الجملة».

انتهت المعركة واتجه مقاتلو الحوثي مباشرة صوب منزل عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ «حاشد». لم ينتظروا وقتا طويلا، حتى فجروا البيت المنيع بالكامل وسووه بالأرض، مطلقين «الصرخة» على أطلاله كإنجاز تأريخي تستعيد فيه الزيدية الدينية عبر الحوثي سلطتها من الزيدية القبلية، وتنتقم.

في اليوم التالي، بادر الحوثيون لتوهم يطمئنون الناس ويؤمنون طرقات القبيلة، التي ظلت لعقود مضرب المثل في «التقطعات» ونهب السيارات. وانتشرت سمعة الحوثي، بعد هذه الإجراءات العملية، لكن كانت أخبار الانتقامات، التي نفذها مقاتلوه، سرا وعلنا بحق الكثير من الخصوم تتوالى.



أدوار حاشد



يدفع زعيم الحوثيين أموالا طائلة لكسب الولاءات، ومثل دخوله بلاد «حاشد» هزة قوية في صنعاء، ولعلها أقوى ضربة تلقاها، تيار «الإخوان المسلمين» في اليمن، وكثيرا من حلفاء «آل الأحمر» القبليين والسياسيين والعسكر.

وتتمتع قبيلة «حاشد»، بسمعة وصيت بين القبائل اليمنية، بتماسكها وقدرتها الفائقة على النفوذ إلى سدة الحكم، لكن هذه المرة القبيلة «مفككة».



الحكم الإمامي



وإلى»الهادي» ينتسب جميع الأئمة الزيديين، الذين تعاقبوا على حكم اليمن طيلة 10 قرون، تخللتها دويلات وسلطنات كانت تذهب وتروح. وكان آخر هؤلاء الأئمة «الهادويين» الإمام البدر ابن الناصر لدين الله أحمد بن يحيى حميد الدين، الذي أطاحت به ثورة سبتمبر، عندما ثار اليمنيون ضد نظرية الحكم الإمامية 1962. وإلى الهادي ينتسب «آل الحوثي».

ظلت الزيدية الدينية، ممثلة بالأئمة والقضاة، تتشارك مع الزيدية القبلية، «حاشد» و»بكيل»، ويتشاطران حكم اليمن منذ قرون، ولم يسجل التاريخ العسكري، وحتى القضائي، أي حضور لأبناء القبائل الأخرى، ذوي الانتماء الشافعي قبل ثورة 62، داخل الجيش الإمامي، أو أي من الوظائف الأخرى لدولة الإمام.

يمتد المجتمع الزيدي في اليمن من «تريم» جنوب «ذمار»، وحتى حدود صعدة الشمالية (ذمار، صنعاء، عمران، المحويت، النصف الشرقي من حجة، وبعض مديريات محافظة الجوف، إضافة إلى مديريتين في مأرب)، في هضبة جبلية متماسكة، سكانها هم «حاشد» و»بكيل».



المتغير الديموجرافي



وقبيلة «بكيل»، هي أكبر من «حاشد»، عددا وجغرافيا، لكن الأخيرة موحدة وأشد فتكا. والأخوان، أي بكيل وحاشد، هما أولاد همدان ابن زيد، الذي تنتسب إليه قبيلة «همدان» الكبرى، المعروفة لدى العرب بالشجاعة والكرم. وتتواجد «حاشد» ككتلة قبلية داخل محافظة عمران، ومناطق جبلية في محافظة «حجة»، بينما تتوزع شقيقتها «بكيل» في الشطر الآخر من «عمران» والجوف وصعدة ومحافظة صنعاء وذمار وحتى حدود محافظتي إب والبيضاء. وحتى قيام ثورة سبتمبر 62، ظل جميع مواطني هاتين القبيلتين يدينون بالمذهب الزيدي، وهم جيش الأئمة طوال عشرة قرون.

شهد عقد الثمانينات والتسعينات، نشاطا دينيا مكثفا داخل اليمن، للمعاهد العلمية التي كانت تابعة لـ»الإخوان المسلمين»، وكانت الهضبة الزيدية محل تركيز رئيس لهم، حيث تحالف «إخوان اليمن» مع كبار المشايخ في حاشد وبكيل، بل ومع الرئيس صالح طيلة فترة حكمه (33 سنة)، وعبر هذا التحالف وتحت حمايته، أنشأ الإخوان المعاهد داخل قبيلة بكيل في أرحب وخولان والجوف ونهم والحيمتين وحراز وعيال سريح، وداخل قبيلة حاشد أيضا، مديرية همدان، مديرية خمر، وفي حجة والمحويت والجوف ومارب وذمار.

وعبر هذه المعاهد، إضافة إلى دور القرآن، ودور الأيتام، والمساجد، نفذ الإخوان وأحدثوا تغييرات ثقافية عميقة، هزت عقيدة المذهب الزيدي في عقر داره، وبذلك فإن الطائفية بدأت في اليمن. وأصبحت هناك قرى مغلقة للإخوان في حاشد وبكيل، تقابلها قرى زيدية خالصة متواطئة مع الحوثي أو مع الإخوان.

وبدخول الحوثي على الخط، كرافعة للزيدية، ولكن بفكر ودعم إيرانيين، فإن مؤشرات العنف والصراع داخل البيئة الدينية والاجتماعية في اليمن وباسمها، قائمة.

ينتمي الرئيس صالح إلى قبيلة «حاشد»، وكان سلفه الرئيس الأسبق أحمد الغشمي حاشديا أيضا، بينما كان المقدم إبراهيم الحمدي من قبيلة «بكيل»، وحكم اليمن 3 سنوات، من 1974 وحتى 1977.



عودة دثينة



وجاء الرئيس عبدربه منصور هادي، للمرة الأولى من خارج المنجم التاريخي للحكم في اليمن، من «دثينة» محافظة «أبين» الجنوبية، المحافظة الواقعة على ضفة بحر العرب في أقصى الجنوب اليمني، ومن وسط بيئة شافعية خالصة.

و»دثينة» هي القبيلة التي أنجبت معظم القادة والرؤساء الجنوبيين، الذين حكموا اليمن الجنوبي قبل الوحدة 1990 (1967 - 1986).

وتبعد «دثينة» عن صنعاء جنوبا، نحو 400 كلم. وهي تقع ضمن التوزيع الإدراي لمحافظة أبين، شرق مدينة «عدن».

وشهدت محافظة أبين حروبا ضارية السنة الماضية، بين الجيش المدعوم بـ»اللجان الشعبية»، وبين «تنظيم القاعدة»، المسمى بـ»أنصار الشريعة»، الذي يحاول السيطرة على المحافظة وإقامة «إمارة» لهم داخل مدينة «زنجبار» عاصمة المحافظة.



تمدد صنعاء



وصنعاء كمدينة، لم تعد محصورة داخل سورها التاريخي القديم، وجعل توسعها العمراني تصنيفها مذهبيا أو السيطرة عليها بطريقة الحرب والحصار التقليدية أمرا صعبا.

وتعتبر «مذحج»، الشافعية، أكبر قبيلة يمنية، ومنها تفرع كثير من القبائل العربية، أشهرها: مراد، يعض يافع، الحداء، عنس، الصبيحة، عنس، ردفان، قيفة، وبني الحارث، وغيرها، حيث يتوزع أبناؤها في محافظات مأرب، البيضاء، شبوة، ذمار، الضالع، أبين، وإب، وبعض مديريات محافظتي تعز ولحج.



كرسي الشافعية



وتمثل البيضاء كرسي الشافعية، حيث القوة العددية والنوعية لرجال ومقاتلي «مذحج»، وحيث الحساسية التأريخية والقبلية المفرطة لديهم من أسلوب «حاشد» و»بكيل» كقبيلتين، متخاصمتين دائما لكنهما تحتكران السلطة ومتفقتان دائما ضد قبيلة «مذحج».

تقع «مذحج» إلى الشرق والجنوب الأوسط من اليمن، وتعتبر «مراد» الفرع الأقوى والأشهر، من فروع «مذحج» الكبرى. وداخل هذه القبيلة، وتحديدا في محافظة البيضاء، لا تزال الأسلاف والأعراف القبلية القديمة سارية وأكثر تأثيرا في حل معظم النزاعات ومشاكل المجتمع. وتشهد البيضاء بفعل ضعف إمكانات الدولة وقدرتها في بسط الأمن، أعلى معدلات الثأر في اليمن، ويقطع أهل البيضاء بالقول إن هذه الثأرات التي تشهدها بلاد مذحج «تغذيها أسباب سياسية من داخل بيوت الحكم في صنعاء».

في الغرب اليمني، على البحر الأحمر، حيث قبائل «الأزد» و «تهامة» بسهوبها وامتدادها السهل بين جبال «السراة»، من جهة الشرق، والشريط الساحلي للبحر الأحمر. وتمتد «تهامة» من الجنوب، غربا بمحاذاة ضفة البحر الأحمر، شمالا حتى حدود المملكة العربية السعودية. وجميع سكان «تهامة» شافعية، وطقوسهم الدينية على الطرائق «الصوفية». وفي «تهامة» تنتشر أعداد هائلة من الفقراء والعاطلين، حيث تعتبر الفئات والطبقات الفقيرة في «تهامة» الأكثر بؤسا على مستوى اليمن. وتتوزع إداريا على محافظتي «الحديدة» و»حجة». ومدينة «الحديدة»، هي عاصمة إقليم تهامة، حسب التقسيم الفدرالي الجديد لليمن، وهي ميناء اليمن الغربي، والمدينة اليمنية الوحيدة على شاطئ البحر الأحمر الطويل.



كندة وحمير



تظهر الخارطة الجغرافية للجمهورية اليمنية المحافظات الشرقية الأكبر مساحة: حضرموت، المهرة، شبوة، وهذه المحافظات الثلاث، ذات الطبيعة الواحدة، تنتمي جميعا إلى مذهب الإمام الشافعي. وتتحدر الأصول القبلية للمجتمع «الحضرمي» من قبيلة «كندة»، القبيلة العربية الشهيرة.

وفي محافظة شبوة: قبائل العوالق، والعواذل، والمرازيق، وآل صيدة، وبلحارث، وبنو هلال، و»الصيعر» آخر ما تبقى من قبيلة ثمود، البائدة. وأما «حمير»، بتفريعاتها، القبلية التي أنجبت الملوك «التبابعة»، قبل الإسلام.

وهذه المناطق الحميرية الزراعية التي تتميز بتشابه اللهجة والزي، والذين ينطقون بـ»القاف» المدغمة والعميقة، بخلاف «حاشد» و»بكيل»، حيث ينطقون «القاف» من أعلى الحنك وبتخفف، وهم سكان: إب، ريمة، العدين، عتمة، وصابين، والشراعب، والحجرية، وبرع، وبعض يافع، وجبلة، وذي السفال، والشعيب، وماوية، وهم الفلاحون، وسكان الجبال الوسطى والغربية، المكسوة بالخضرة والضباب والأعشاب وكثافة الأشجار، حيث المدرجات الزراعية والشلالات ووديان اليمن الشهيرة: وادي بناء، وادي الدور، وادي رماع، وادي مزهر، وادي الضباب، وادي عنة، حيث البن والعصافير وكثبان الضباب.



شافعية وزيدية



يوجد في اليمن مذهبان فقط «شافعية» و «زيدية»، ويمثل «الشوافع» ، النسبة الكبرى، تصل إلى ثلثي السكان، بينما يمثل «الزيود»، الثلث الآخر، مع وجود طفيف لطائفة شيعية «إسماعيلية»، في قرى وبيوت متقاربة عند قمة جبل «حراز»، غرب صنعاء بمسافة 95كلم. وكذلك هناك بقايا من الطائفة اليهودية، بالعشرات آخذين في التناقص.



حزب الله



وسط هذه البيئة القبلية والمذهبية يتحرك الحوثي ويكسب كل يوم، رافعا الزيدية عاليا كثقافة وتاريخ وموروث حكم يكاد يندثر، لكنه مسنود بالمال الإيراني وبـ3 قنوات فضائية ممولة من «طهران» و»قم». وقد بدأت هذه الجهات التمويلية تظهر وتتفشى في الأسابيع الأخيرة على إثر دخول الحوثي حاشد وفصل مدير قناة «الساحات»، الممولة من إيران والتي يظهر اثنان من أعضاء مجلس النواب اليمني وكأنهما مالكان لها، بينما يملكها لبناني تابع لحزب الله، حيث تبث من بيروت، وتتلقى دعما من إيران، بحسب ما كشف مديرها السابق أحمد الزرقة.