بيع الأحلام

لن أناقش في هذا المقال حقيقة من يبيع لنا الأحلام والوهم، ولكن أريد تسليط الضوء على من يبيع أحلامه بنفسه ويتخلى عنها أمام أول عائق يواجهه أو مبلغ ضخم يحصل عليه.
لن أناقش في هذا المقال حقيقة من يبيع لنا الأحلام والوهم، ولكن أريد تسليط الضوء على من يبيع أحلامه بنفسه ويتخلى عنها أمام أول عائق يواجهه أو مبلغ ضخم يحصل عليه.

السبت - 18 يناير 2014

Sat - 18 Jan 2014


لن أناقش في هذا المقال حقيقة من يبيع لنا الأحلام والوهم، ولكن أريد تسليط الضوء على من يبيع أحلامه بنفسه ويتخلى عنها أمام أول عائق يواجهه أو مبلغ ضخم يحصل عليه.

في هذه الأيام لن أجد مثالا أفضل من الشاب «إيفان سيجيل» ذي الـ23 عاماً مخترع ومصمم برنامج Snapchat.

البرنامج هو أحد أشهر البرامج على الإطلاق الآن في مواقع التواصل الاجتماعي وأكثرها تحميلاً خاصة بين الفئة العمرية 13-25 عاما.

فكرة البرنامج أبسط من البسيطة وهي تبادل الصور بين المشتركين لثوان معينة فقط وتلغى بعد ذلك ولا يسمح بحفظها. طبعاً ذلك أضفى نوعا من الحماس والتركيز الشديد عند تلقي صور من أصدقاء، إذ يعلم الكل أنها متاحة لثوان معدودة، ولن يتمكن أحد من مشاهدتها مرة أخرى.

مع نجاح البرنامج والإقبال الشديد عليه قامت شركة فيس بوك في 14-11-2013 بتقديم عرض لشراء Snapchat بمبلغ 3$ مليارات دولار، ولكن إيفان رفض العرض وفي اليوم التالي تقدمت شركة جوجل بتقديم عرض أعلى بلغ 4$ مليارات دولار وأيضاً عاد إيفان بالرفض!

العرض لشراء البرنامج بهذا المبلغ كان صاعقة، ورفض العرض كان صاعقة أكبر، والعديد من الخبراء وغير الخبراء كان يتساءل، ماذا يريد شاب في الـ 23 من عمره؟

بالنسبة للشاب ببساطة لم يرد أن يبيع حلمه .. أراد أن يعيش الحلم واقعاً يستمتع به .. أراد أن يخوض التجربة بنفسه.

بالتأكيد المخاطرة برفض 4$ مليارات قرار جريء جداً، خاصة في عالم التقنية المتقلب والسريع التغيير، ولكن إذا باع كل شاب مشروعه الجديد والواعد لإحدى الشركات الكبيرة فسوف تستمر سيطرة هذه الشركات العملاقة للأبد.

أهم درسين تعلمتهما من إيفان هي أن النجاح قد يأتي من أبسط الأفكار وأسهلها ولا يشترط لها الذكاء الخارق أو الاختراع العظيم، ففكرة البرنامج كانت في الأصل لمشروع قدمه في أحد المواد التي كان يدرسها بجامعة ستانفورد.

والدرس الثاني هو أن الأحلام يجب أن لا تباع فهي لا تقدر بثمن وخوض التجربة والمحاولة أغلى من مال الدنيا.