(مقبرة الوزراء) وعوامل النجاح: تغيير الوزير لا يكفي

أتابع مثل غيري نشاط المهندس عادل فقيه منذ تكليفه بوزارة الصحة، ونتمنى له التوفيق والسداد، ليس في القضاء على فيروس (كورونا) فقط، بل وفي القضاء على كل الفيروسات التي جعلت وزارة الصحة محطة شكوى الناس منذ عقود. فمشاكلها تتراكم عاما بعد آخر حتى أصبحت وكأنها مستعصية على الصلاح والإصلاح.

أتابع مثل غيري نشاط المهندس عادل فقيه منذ تكليفه بوزارة الصحة، ونتمنى له التوفيق والسداد، ليس في القضاء على فيروس (كورونا) فقط، بل وفي القضاء على كل الفيروسات التي جعلت وزارة الصحة محطة شكوى الناس منذ عقود. فمشاكلها تتراكم عاما بعد آخر حتى أصبحت وكأنها مستعصية على الصلاح والإصلاح.

الأحد - 27 أبريل 2014

Sun - 27 Apr 2014



أتابع مثل غيري نشاط المهندس عادل فقيه منذ تكليفه بوزارة الصحة، ونتمنى له التوفيق والسداد، ليس في القضاء على فيروس (كورونا) فقط، بل وفي القضاء على كل الفيروسات التي جعلت وزارة الصحة محطة شكوى الناس منذ عقود. فمشاكلها تتراكم عاما بعد آخر حتى أصبحت وكأنها مستعصية على الصلاح والإصلاح.

عادل فقيه لا يملك عصا سحرية يمكنها نفض ركام السنين بين عشية وضحاها، كما أن الدكتور عبدالله الربيعة الوزير السابق لم يكن يملكها ولا الذي سبقه، ولا سابقوهم، لكن المأمول أن يتم تشخيص داء وزارة الصحة، ومن ثم يجري البحث عن علاج، وأتصور أن الداء أعمق وأكبر من تغيير الوزير، فلا يوجد وزير لا يسعى للنجاح في وزارته، لكنه قد يخطئ الطريق إلى ذلك النجاح، وقد يجد من يسحبه سحبا إلى طريق الإخفاق.

الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- وصف وزارة الصحة بأنها (مقبرة الوزراء) وقال عن نفسه إنه لم يشهد يوما سعيدا في هذه الوزارة، وأنه بلغ درجة الاكتئاب، والدكتور غازي كما نعلم حظي بدعم كبير من الملك فهد -رحمهما الله-، دعم مادي ومعنوي، وصلاحيات واسعة بلغت درجة أن أعفى الوزير مدير شؤون صحية، ومع هذا كانت شكواه من الوزارة مريرة، مع أن كثيرين -وأنا منهم- يعتقدون أن فترة القصيبي كانت فترة ذهبية لوزارة الصحة.

ومع كل هذا، ومع احترامي الكبير لما قاله الدكتور القصيبي، فهو صاحب تجربة عميقة، إلا أنني لا أعتقد أن مشكلة وزارة الصحة عصية على الحل، ومع قناعتي بأنه لا توجد خدمات صحية مثالية على مستوى العالم كله، إلا أن هناك تجارب ناجحة يمكن اقتباسها والإفادة منها، وأتصور أن البحث في هذا الإطار الذي جربه العالم المتقدم علينا في خدماته الصحية سيفيد كثيرا في حلحلة مشاكل وزارة الصحة، ومع أننا دائماً وفي كل عام نتحدث عن الميزانيات الضخمة للوزارة إلا أن تلك الميزانيات تصرف على الرواتب والتشغيل والصيانة، ولا يتوجه منها للتطوير والتوسع إلا بضعة مليارات كما تبين في هذا العام، لذا فإن الوزارة في نظري بحاجة إلى قيادات إدارية مؤهلة، وبحث جاد في التجارب العالمية الناجحة لتطبيقها محليا، ومع ذلك إعادة هيكلة، ودعم مالي كبير، كبير جدا، لتنجح في تحقيق الهدف، فتغيير الوزير وحده لا يكفي.