كي تكون مبدعا أطلق لعقلك العنان

الإبداع في الاصطلاح: هو إنتاج عقلي جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعيا، ويحل مشكلة ما منطقيا أو بما قبل الشعور.
الإبداع في معناه العام هو: تطوير لما هو موجود، وإدخال تحسينات عليه.

الإبداع في الاصطلاح: هو إنتاج عقلي جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعيا، ويحل مشكلة ما منطقيا أو بما قبل الشعور.
الإبداع في معناه العام هو: تطوير لما هو موجود، وإدخال تحسينات عليه.

الأحد - 27 أبريل 2014

Sun - 27 Apr 2014



الإبداع في الاصطلاح: هو إنتاج عقلي جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعيا، ويحل مشكلة ما منطقيا أو بما قبل الشعور.



الإبداع في معناه العام هو: تطوير لما هو موجود، وإدخال تحسينات عليه. فأي إنسان أراد أن يتفوق على نفسه ليحقق الإبداع، فلا بد أن تتحقق لديه مكونات الإبداع وهي: العمل الإبداعي، العملية الإبداعية، الشخص المبدع، الموقف الإبداعي.



وقد أثبت العلم الحديث أن العقل هو مركز الإبداع٬ فهو الذي يمثل مركز التفكير لدى الإنسان، فإذا كان العقل هو المصنع الذي يلتقط المواد الخام من خلال قنوات اتصاله بالعالم الخارجي من بصر وسمع ولمس وشم وتذوق فيختبرها ويحللها ثم يفرزها ويوزعها على خلايا المخ التخزينية، فهو إذن منبع الابتكار والأفكار وهو عنصر مهم من عناصر العملية الإبداعية في الإنجاز. وقد قال أحد الباحثين القدامى في الإبداع: إذا أردت أن تقوي ذاتك في مفهوم الإبداع٬ فما عليك سوى أن تربط المصادر مع الملامح في الإبداع لتنفيذ المراحل.



المصادر هي: الحس٬ التأمل٬ الخيال٬ التحليل٬ المغامرة٬ الربط بين الأشياء.



الملامح هي: الصدق٬ التفاؤل٬ الوضوح٬ الاستيعاب٬ الدقة والجودة٬ تتمة العمل.



المراحل هي:




  • 1 - الإعداد وهي مرحلة جمع المعلومات.


  • 2 - مرحلة الكمون وهي تمثل المعلومات وتوليفها شعوريا أو لا شعوريا.


  • 3 - مرحلة الإشراق وهي مرحلة خروج شرارة الإبداع وبدء الإبداع.


  • 4 - التحقيق والتنفيذ.



وهناك تعريفات مقترحة للإبداع من أهمها:




  • أولا: هو نشاط إنساني ذهني راق ومتميز ناتج عن تفاعل عوامل عقلية وشخصية واجتماعية لدى الفرد، بحيث يؤدي هذا التفاعل إلى نتائج أو حلول جديدة مبتكرة للمواقف النظرية أو التطبيقية في مجال من المجالات العلمية أو الحياتية، وتتصف هذه المجالات بالحداثة والأصالة والمرونة والقيمة الاجتماعية.


  • ثانيا: هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله.


  • ثالثا: هو عملية فكرية نستخدمها إلى حيث ما نريد من أفكار ورؤى جديدة وندمج من خلالها خيالنا مع عقلنا للوصول إلى المستحيل.



وهذا يتيح لنا التعرف أكثر على منجم الإبداع الحقيقي من حيث: الكفاءة والطاقة واستعداد يكسبه الإنسان من خلال تركيز منظم لقدراته العقلية وإرادته وخياله وتجاربه ومعلوماته.



والإبداع يعد سرا من أسرار التفوق في ميادين الحياة، ويمكن صاحبه من كشف سبل جديدة في تغيير العالم الذي يحيط بنا والخلاص من الملل والتكرار٬ لأنه مادة أساسية في عمليات التغيير والتطوير. ويهدف التفكير الإبداعي إلى تحدي أي افتراض لأن الفرض من التفكير الإبداعي هو إعادة تشكيل أي نمط.



لذلك: تتطلب عملية الإبداع إحساسا بالجمال ورنينا عاطفياً، وموهبة في القدرة على التعبير وإرادة تتفوق على جميع المتغيرات للتغيير نحو الأفضل.

فالصحة النفسية والجسدية والبدنية والعقلية٬ لها دور كبير ومهم في إسهام التنمية الصفاتية القيادية لدى المبدع.



جرعات من الإبداع:




  • 1 - إبداع في الرد: وقف على باب نحوي أحد الفقراء فقرعه فقال النحوي: من بالباب؟ فقال: سائل٬ فقال النحوي: لينصرف. فقال الفقير مستدركا: اسمي أحمد وهو اسم لا ينصرف في النحو. فقال النحوي لغلامه: أعط سيبويه كسرة.


  • 2 - الإبداع كبرياء: ذات ليلة عاد الرسام العالمي المشهور بيكاسو إلى بيته ومعه أحد الأصدقاء فوجد الأثاث مبعثرا والأدراج محطمة، وجميع الدلائل تشير إلى أن اللصوص اقتحموا البيت في غياب صاحبه وسرقوه٬ وعندما عرف بيكاسو ما هي المسروقات، ظهر عليه الضيق والغضب الشديد٬ سأله صديقه: هل سرقوا شيئا مهما؟


  • أجاب الفنان: كلا لم يسرقوا غير أغطية الفراش. وعاد الصديق يسأل في دهشة: إذن لماذا أنت غاضب؟! أجاب بيكاسو وهو يحس بكبريائه قد جرحت: يغضبني أن هؤلاء الأغبياء لم يسرقوا شيئا من لوحاتي.


  • 3 - الإبداع في الفكر والتفكير: عندما سئل أينشتاين عن الفرق بينه وبين الناس العاديين قال: عندما تطلب من الإنسان العادي استخراج إبرة من كومة قش فإنه سيتوقف عن البحث فور عثوره على الإبرة، وأما أنا فأغوص في الكومة حتى أستخرج كل الإبر الموجودة فيها.


  • 4 - الإبداع في الاستكشاف وعدم اليأس: قرأ ابن سينا كتاب ما وراء الطبيعة لأرسطو فلم يفهمه، فقرأه 40 مرة فحفظه ولم يفهمه أيضا، حتى وقع بيده دون قصد كتاب للفارابي اشتراه من دلّال بسوق الوراقين بثلاثة دراهم، فإذا بهذا الكتاب يشرح ما سطره أرسطو في كتابه ما وراء الطبيعة٬ وبعدها فهم ما كان يقصده أرسطو حرفا بحرف.



إذن: كل إنسان لديه القدرة على الإبداع٬ وكل إنسان لديه مليون خلية عقلية في دماغه، وكل ما يحتاجه الإنسان هو التدريب على الوصول إلى مكمن الإبداع بداخله.

وهذا يعني أنه لا مستحيل للوصول إلى منجم الإبداع٬ فالمناجم لم تخلق للذهب فقط٬ أيضا الإبداع له مناجم لم تكتشف حتى الآن والشاطر هو من يجتهد ليكتشف هذه المناجم حتى يصل إليها.



فالإبداع في تحليلي الشخصي هو: أن تصنع شيئا لم يصنعه أحد من قبلك٬ وهو التعلم من التفرد باستحداث المذهل والمميز من حيث البحث والابتكار وصنع الفارق والفرق والتميز عن الغير٬ للارتقاء إلى أعلى مستويات الأذواق في الإبداع.



وخزة: ما دام عقلك يعمل وقلبك ينبض. أبدع٬ أخطئ٬ حاول٬ جرب٬ لا تقف٬ كمل٬ استمر٬ دائما استكشف كل جديد.

وهذه تأتيكم من العالم أينشتاين حيث يقول: إذا أحس أحد أنه لم يخطئ أبدا في حياته، فهذا يعني أنه لم يجرب أي جديد في حياته.



أخيرا أقول: أطلق عنانك في الإبداع٬ فالإبداع يكون في الفعل والعمل والعلم والتعلم والتخطيط والتفكير والجهد والسعي وراء الشيء٬ وفي القيمة التي تقدمها أنت. وضخ إبداعا ولا تتوقف. فالقلب يضخ الدم منذ ولادته وحتى الممات٬ وكذلك أنت لا تدع شيئا يوقف إبداعك في الحياة سوى الموت.