غياب اسمه "رعاية الشباب"

من أكثر الأسئلة ارتساما في ذهني، في ظل المتغيرات والمعطيات الحديثة على الخارطة الفكرية والاجتماعية للمجتمع السعودي، أين دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟
وللاستشفاء من حرارة هذا السؤال اتهمت نفسي بالتقصير وقررت الدخول إلى موقع الرئاسة على شبكة الانترنت، فازدادت الحرارة والنتيجة الأولى في (قوقل) تدخلني إلى رابط إعلان مرشحي الوظائف، والثانية تزج بي في موقع (صالات) الذي لا يحوي إلا شروط ولوائح فتح الصالات وأسماءها في مدنها، ولم أعثر على موقع أهم منشأة، تهم أكثر شرائح المجتمع ارتباطا بشبكة الانترنت.
من أكثر الأسئلة ارتساما في ذهني، في ظل المتغيرات والمعطيات الحديثة على الخارطة الفكرية والاجتماعية للمجتمع السعودي، أين دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟
وللاستشفاء من حرارة هذا السؤال اتهمت نفسي بالتقصير وقررت الدخول إلى موقع الرئاسة على شبكة الانترنت، فازدادت الحرارة والنتيجة الأولى في (قوقل) تدخلني إلى رابط إعلان مرشحي الوظائف، والثانية تزج بي في موقع (صالات) الذي لا يحوي إلا شروط ولوائح فتح الصالات وأسماءها في مدنها، ولم أعثر على موقع أهم منشأة، تهم أكثر شرائح المجتمع ارتباطا بشبكة الانترنت.

السبت - 18 يناير 2014

Sat - 18 Jan 2014




 


من أكثر الأسئلة ارتساما في ذهني، في ظل المتغيرات والمعطيات الحديثة على الخارطة الفكرية والاجتماعية للمجتمع السعودي، أين دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟

وللاستشفاء من حرارة هذا السؤال اتهمت نفسي بالتقصير وقررت الدخول إلى موقع الرئاسة على شبكة الانترنت، فازدادت الحرارة والنتيجة الأولى في (قوقل) تدخلني إلى رابط إعلان مرشحي الوظائف، والثانية تزج بي في موقع (صالات) الذي لا يحوي إلا شروط ولوائح فتح الصالات وأسماءها في مدنها، ولم أعثر على موقع أهم منشأة، تهم أكثر شرائح المجتمع ارتباطا بشبكة الانترنت.

إن دور الرئاسة في ذهن غالبية أبناء المجتمع لا يتجاوز دوري كرة القدم، ولا يتعدى التصريحات الإعلامية لرؤسائها في الصحف عقب كل فعالية رياضية، مع أنها جهاز حكومي ضخم ترصد له ميزانية ضخمة سنويا، لكنها كمطر الصيف على رمال الربع الخالي، فالباحث عن منشآت رياضية في مدينته يجدها قاعا صفصفا من الحراك إلا قليلا، فلا إعلانات عن برامج أو أنشطة، ولا تواصل حقيقي فاعل مع أهم القطاعات التي تنتمي إليها شريحة المستهدفين برسالة الرئاسة كالتربية والتعليم العالي.

ونحن إذ نعلق آمالنا على شباب الوطن، يجب أن يسأل المسؤولون في الرئاسة أنفسهم سؤالا بسيطا: ماذا قدموا لهم، إذا كانت الأحياء خالية من منشآتهم، والمدارس محرومة من زياراتهم أو حتى خطاباتهم؟ وتكتفي الرئاسة بدورها التنظيمي لافتتاح صالات الأنشطة الرياضية التجارية، وتكتفي أيضا بتنظيم الرحلات الشبابية التي لا آلية واضحة يعيها المجتمع لبرامجها ولا كيفية اختيار الشباب المشاركين فيها، فهي أشبه ما تكون بالمهرجانات السنوية الشكلية التي تقيمها العديد من الجهات سنويا.

شبابنا يا سادة يحتاجون وينتظرون الكثير والكثير، فمتى سنرى المنشآت الرياضية تنتشر بالعشرات في كل مدينة كما تنتشر مدارس التعليم؟ ومتى سيحار الشاب في تحديد رغباته في زحام برامجكم الشبابية؟ ومتى ستزدحم المدارس وقنوات الإعلام بلوحاتكم ومحاضراتكم وإعلاناتكم التحفيزية والتوعوية؟

أسئلة وأسئلة وأمل في الحصول على إجابات حتى لو كانت وعدا، نحيا على أمله، نستضيء بنوره، ليخفف الحرارة المتزايدة، فمشهدنا الرياضي بات لا ينافس عالميا، ويشكو من أزمة خانقة في مخرجاته، والمعضلة أنه ما يزال على الآلية البدائية في اختبار الموهوبين رياضيا، في عصر الأكاديميات الرياضية المتخصصة التي تستقطب الموهوبين من مراحل مبكرة لصقل مواهبهم وتزويدهم بالثقافة الرياضية اللازمة للعطاء المتواصل في خدمة الرياضة السعودية.

حقيقة سئمنا، وتجاوز فكر المجتمع مرحلة التنظير عن فراغ الشباب، وعن المشكلات التي يسببها، وكان يجب أن نكون قد انتقلنا إلى المراحل العملية الجادة لاحتواء هذا الكم الكبير من شبابنا، لكن أن تصل متأخرا خيرا من ألا تصل، فلا تثريب أن ننتقل الآن إلى الخطوات العملية لافتتاح منشآت رياضية حكومية متعددة الأنشطة، وتصميم برامج مدروسة بعناية لاحتياج أبنائنا وبناتنا، والتواصل الحقيقي مع الشباب لمعرفة احتياجاتهم وتطلعاتهم، والأخذ بيد مواهبهم (أيا كانت) إلى العالمية. ولا ننسى دور الإعلام والتوعية والتثقيف، فإعلامنا الرياضي قد حصر نفسه في زاوية الخبر، أو تحليل المشهد الرياضي الذي فرضته الرئاسة والمرحلة الحالية في مناشط رياضية محددة، لا يتعداها - غالبا- إلى غيرها.

وعَودٌ على بدء المقالة عن شبكة الانترنت، فليدخل مسؤولو الرئاسة إلى مواقع الفيديو (كيك/ يوتيوب) وليشاهدوا بأنفسهم مواهب ومهارات شباب السعودية الخارقة للعادة في عديد من الأنشطة بأدواتهم البدائية، وثقافتهم الضحلة عن قواعد السلامة، وليدركوا حجم تقصيرهم في توجيه هذه الفئة، فلربما تحركت هممهم واستشعروا عظم الأمانة التي ألقاها على كواهلهم خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) وشعبه السعودي العظيم.