سعوديات: فوارق التعليم لا تعيق الزواج
لم يعد من المستغرب أن توافق الفتيات السعوديات على الزواج بمن هم أقل منهن في المستوى العلمي، فالشاب المتعلم لم يعد على رأس أولوياتهن عندما يبحثن عن شريك «العمر»، بل إن العقل المتفتح والتفكير الإيجابي والثقافة سبقت الشهادة الجامعية في اختياراتهن
لم يعد من المستغرب أن توافق الفتيات السعوديات على الزواج بمن هم أقل منهن في المستوى العلمي، فالشاب المتعلم لم يعد على رأس أولوياتهن عندما يبحثن عن شريك «العمر»، بل إن العقل المتفتح والتفكير الإيجابي والثقافة سبقت الشهادة الجامعية في اختياراتهن
السبت - 26 أبريل 2014
Sat - 26 Apr 2014
لم يعد من المستغرب أن توافق الفتيات السعوديات على الزواج بمن هم أقل منهن في المستوى العلمي، فالشاب المتعلم لم يعد على رأس أولوياتهن عندما يبحثن عن شريك «العمر»، بل إن العقل المتفتح والتفكير الإيجابي والثقافة سبقت الشهادة الجامعية في اختياراتهن.
ويبدو أن انهيار فكرة أن يكون الرجل أكثر تعلما من زوجته لا يقتصر على المجتمع السعودي فقط، بل يمتد إلى مجتمعات وثقافات أخرى، وقد أظهرت دراسة لمركز بيو للأبحاث تعقب فيها هذا الاتجاه داخل المجتمع الأمريكي على مدار 50 عاما أن المرأة لا تمانع في أن تتزوج برجل دراسته أقل من مستواها التعليمي، ووصلت تلك الحالات في 2012، 21 % من إجمالي الزيجات، وهي نسبة أعلى بثلاث أضعاف مما كانت عليه في 1960.
وانتشرت هذه الظاهرة في أمريكا بشكل أكبر بين المتزوجين حديثا خلال العقدين الماضيين بسبب أن النساء الأصغر سنا تخطوا الرجال في التعليم العالي، وفي المقابل ووفقا لنفس الدراسة فإن 15 % من المتزوجين حديثا تزوجوا بنساء أقل تعليما منهم. وتبقى الظاهرة واقعا في المجتمعات مع اختلاف عاداتها وقيمها يحتاج إلى مزيد من الدراسات الاجتماعية، فقد تختلف الأسباب والدوافع الاجتماعية والقيمية بين مجتمع وآخر، لكن تبقى النتيجة واحدة وهي أن المستوى التعليمي لم يعد عائقا في كثير من حالات الارتباط.
وتقول سارة الفايز إحدى الفتيات اللواتي لم يجدن حرجا في الارتباط بزوج أقل منها تعليما «بعد حصولها على الشهادة الجامعية تقدم لها زوجها بشهادته الثانوية، ولم تجد عيبا في ذلك، قائلة: اليوم أنا أكمل الماجستير في رياض الأطفال بسبب دعمه وتشجيعه لي، وهو يكمل دراسته الجامعية بقسم إدارة الأعمال.
أما عن نظرة المحيطين بهما، قالت: عندما نكون واثقين من اختياراتنا، وواثقين من أنفسنا، لا تهمنا نظرة المجتمع كثيرا.
أما طالبة الماجستير ليلى علي فتقول إن نظرة المجتمع تزعجها أحيانا، «لأن زوجي يحمل شهادة الدبلوم بعد المتوسطة، ولكن ذلك لم يؤثر أبدا على تقارب أفكارنا وتفهمنا بل العكس تماما، حيث اقترحت عليه إكمال دراسته، وفعلا أنهى المرحلة الثانوية، وهو يدفعني لاستكمال دراستي العليا».
وفي المقابل فإن لسمية عبدالعزيز وهي أم لثلاثة أطفال رأيا آخر، حيث لا توافق على زواج فتاة برجل أقل منها في مستواه التعليمي إلا في حالة كان «القطار» قد فاتها، مشيرة إلى أن أغلب الأزواج يشعرون بالنقص من تفوق زوجاتهم. والمجتمع سيفسر أي مشكلة بينهما بالفرق في المستوى التعليمي، مهما كانا متفاهمين وتدخلات المجتمع من حولهما قد تفسد الزواج.
وتقول اختصاصية العلاج والإرشاد النفسي هيا السويلم:
«لا أرى أن هناك مشكلة في الفارق التعليمي بين الزوج والزوجة، لأنها أمور شكلية فقط إذا أدرك الزوجان ماهية العلاقة الزوجية وتطبيق الحقوق والواجبات، ولا أتوقع أن المستوى التعليمي يؤثر في ذلك. أما المشكلة التي قد تصادف تلك الزيجات، فتمثلت في الراتب الشهري للزوجة والمصروفات ومطالبة الزوجة للزوج بمصروفات اعتادت عليها.
وأكدت أن هناك أساسيات لاستمرار وسلامة الحياة الزوجية، منها الاحترام بين الزوجين وضبط الانفعالات وتحديد الأهداف من الحياة الزوجية، والصراحة والوضوح والمحافظة على خصوصية الحياة الزوجية، والتعاون في المهام المشتركة بين الزوجين.
«الكفاءة والتناسب في مستوى التعليم يجعل الزوجين أكثر قربا، لكن هناك رجالا أقل تعليما وأكثر ثقافه وخبرة من المتعلمين، وهؤلاء لا تشعر المرأة بالفارق معهم، وبعض الرجال يقبل على الزواج بمن هي أعلى تعليما منه انبهارا بها، لكنه سرعان ما يصبح بالغ الحساسية تجاه ذلك الأمر، وتبدأ الصراعات لإثبات الذات، وليس هناك عموما قاعدة للتطبيق على الجميع، فلكل امرأة معاييرها، ولكل رجل متطلباته، والزواج توافق لا تناسب فقط».
الدكتورة سامية العامودي المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي
«قد لا يكون التعليم الأكاديمي مهما بنفس درجة أهمية الثقافة والفكر والتفاهم لدى الزوج، وهذا بالطبع لا يعني أن ينحدر المستوى التعليمي إلى الأمية أو الاكتفاء بالمرحلة الابتدائية فقط. وبشكل عام إذا كان هناك محبة وتفاهم بين الزوجين حتى لو اختلفت الدرجة العلمية بمقدار بسيط فإن هذا لا يمنع من استمرار الزواج. وعلى سبيل المثال؛ أنا أعرف عن قرب شخصيتين متزوجتين من شخصين أقل منهما في الدرجة العلمية، ومع ذلك فحياتهم الزوجية مستقرة، ويسودها التفاهم».
الإعلامية فادية الطويل
«يجب أن يكون هناك توافق بين الزوجة وزوجها حتى لو كانت أكثر تعليما منه وحاصلة على شهادات عليا، ومن الممكن أن يكون الرجل مثقفا وعلى قدر كبير من الوعي بحيث يستطيع أن يتوافق مع زوجته في جميع شؤون حياتهما. أما إذا لم يكن لديه أدنى وعي أو ثقافه، أو يعاني من انعدام المسؤولية، أو وقع الزوج تحت سيطرة زوجته، وفرضت رأيها وشخصيتها عليه، فهنا تبدأ المشاكل وتنعدم المودة بينهما، لأن السكن والمودة والرحمة أساس الحياة الزوجية، والتواصل والانسجام والتفاهم والانسجام النفسي أهم بكثير من التحصيل العلمي إذا لم يكن الفرق فيه شاسعا».
فاتن حسين مطوفة وناشطة اجتماعية
الزواج والمستوى التعليمي
أصبح قبول الكثير من النساء الزواج من رجال أقل منهن في المستوى التعليمي يشكل شبه ظاهرة اجتماعية لا تقتصر على المجتمعات العربية كالسعودية فحسب بل تمتد إلى مجتمعات أخرى مغايرة في عاداتها وثقافتها. وبينما لا توجد احصائية محددة في السعودية لتلك الظاهرة أجرى مركز أبحاث بيو دراسة عنها على مدار 50 عاما في الولايات المتحدة.
2012
21 % من النساء متزوجات من أزواج أقل تعليما منهن ، مقابل 7 % عام 1960.
20 % تعليم الزوج يفوق تعليم زوجته.
27 % من الصغيرات تزوجن أشخاصا أقل تعليما.
15 % من الشباب تزوجوا بنساء أقل تعليما منهم.
26 % من الرجال تزوجوا غير جامعيات.
39 % من الجامعيات تزوجن من شخص لا يحمل شهادة جامعية.
دخل الزوج الاقل تعليما
39 % من حديثات الزواج دخلهن أعلى من أزواجهن.
58 % دخلهن أقل من أزواجهن.
الأزواج المتساوون في المستوى التعليمي
60 % عام 2012. مقابل 80 % في 1960
الزيجات بين الحاصلين على تعليم ثانوي أو أقل
24 % في 2012 مقابل 74 % عام 1960
نسبة الزواج في من يحملون شهادة ثانوية أو أقل
46 % في 2012. مقابل 72 % عام 1960
نسبة الزواج في من يحملون شهادة ثانوية أو أقل
22 % في 2012 3 % في 1960 .
22 % من كل المتزوجين حديثا من حملة المؤهلات العليا في 2012.