5 فوائد وراء إنشاء شبكة القطارات في مكة المكرمة

أكدت أمانة العاصمة المقدسة أن ستة أسباب دفعتها نحو إنشاء منظومة القطارات في العاصمة المقدسة وهو الأمر الذي دفعها نحو زيادة التطوير العمراني خارج المنطقة المركزية لاستيعاب 10.8 ملايين معتمر بحلول عام 1450.

وأوضح أمين العاصمة المقدسة، الدكتور أسامة البار أن مكة المكرمة قبلة المسلمين ومقصدهم وتستقبل كل عام أكثر من 2.8 مليون حاج و5 ملايين معتمر بمن فيهم المقيمون والزوار، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 6.5 ملايين حاج و10.8 ملايين معتمر بحلول عام 1450 هجرية (2029 ميلادية)، كما يقصدها بشكل متكرر كثيرون من سكان جدة والطائف والأماكن المجاورة، من أجل العبادة طوال العام لا سيما لأداء صلاة الجمعة في الحرم المكي كل أسبوع، فيما تكون الذروة أثناء شهر رمضان، خصوصا العشر الأواخر منه، وأثناء موسم الحج.

وكل هذه الأمور تجعل مكة المكرمة مدينة سريعة التطور والنمو السكاني، إذ يصل عدد سكانها إلى 1.6 مليون نسمة وسيرتفع العدد إلى 2.2 مليون نسمة بحلول عام 1450 (2029).

الطاقة الاستيعابيةوعن التوسعة الحالية للمسجد الحرام، قال البار: هذه التوسعة ستزيد عدد المصلين فيه إلى 1.6 مليون، وهو عدد يزيد عما يمكن إسكانه بشكل منطقي بالكامل في نطاق مسافة مشي قصيرة من المسجد الحرام، وهذا الأمر يعني ضمنيا الحاجة إلى زيادة التطوير العمراني خارج المنطقة المركزية لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة مع أهمية توفير سهولة الوصول إلى المسجد الحرام عن طريق توفير وسائل نقل عام.

وأشار إلى أن الوضع الراهن للنقل في مكة المكرمة ينطوي على العديد من المشاكل الرئيسة تعاني نقصا في الطاقة الاستيعابية للطرق السريعة مما يؤدي إلى اختناقات مرورية شديدة، ومساحات كافية لوقوف السيارات ووسائل بديلة للسيارات الخاصة، واختلاط حركة المشاة بالسيارات مما يؤدي إلى زحام ومشاكل تتعلق بالسلامة، إضافة إلى نقص تجهيزات الأفراد المعوقين، ومستويات التلوث الجوي العالية في المنطقة المركزية لا سيما في أنفاق السيارات.

وأضاف: رغم أن المشروعات الحالية ستكون لها فائدة كبيرة إلا أنها لن تحل هذه المشاكل، ولا تزال هناك حاجة ملحة لتوفير نظام نقل جماعي حديث لتلبية احتياجات المقيمين والزائرين للحج والعمرة، وفي حالة غياب مثل هذا النظام، فإن توسع المدينة وتزايد الأعداد السنوية للحجاج والمعتمرين، سيؤدي إلى زيادة الوضع سوءا، وفي النهاية لن تتمكن المدينة من تحقيق كامل طاقاتها الممكنة.

وتابع: لهذا أنجزت شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني (المملوكة لأمانة العاصمة المقدسة) دراسة جدوى لإنشاء شبكة للنقل العام بالقطارات في مكة المكرمة لإدخال وسائط نقل عام ذات سعة عالية، واستعانت بائتلاف مكون من استشاريين عالميين متخصصين بالنقل العام بالقطارات، وجاءت النتائج الأساسية كالآتي:

1 - إنشاء وتشغيل شبكة للنقل العام بالقطارات في مكة المكرمة مجدٍ من الناحية الفنية.

2 - اقتراح شبكة قطارات بطول 114 كلم و62 محطة مزمع إنشاؤها بحلول عام 1450هـ لتلبي احتياجات المقيمين والزائرين.

3 - إمكان تمديد الشبكة في المستقبل مع استمرار نمو مكة المكرمة لتصل إلى 182 كلم و88 محطة.

4 - شبكة القطارات ستحسن الظروف البيئية في مكة المكرمة من خلال تقليل الضوضاء وتلوث الهواء والتلوث البصري.

5 - شبكة القطارات ستعمل على دعم التنمية المستدامة لمكة المكرمة ونمو اقتصادها.

خطة متكاملة

وقال البار: إضافة إلى ذلك، نفذت هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة (بالاستعانة باستشاري عالمي) دراسة النقل العام الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وهي تكمل دراسة الجدوى الفنية للنقل العام بالقطارات (المترو)، وطورت مخططا للنقل العام بالحافلات.

لذلك يعد مشروع النقل العام بمكة المكرمة بمثابة خطة نقل عام متكامل تغطي جميع وسائل النقل العام، وهي خطوط المترو، وخطوط الحافلات السريعة، والحافلات المحلية، والحافلات الترددية.

مراحل التنفيذ

وعن التنفيذ، قال البار: من منطلق اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمشاريع التنموية والاستراتيجية بمكة المكرمة، التي توليها أهمية بالغة لارتباطها بخدمة سكان هذه البقعة الطاهرة، وكذلك خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، اعتمدت تنفيذ المشروع بموجب الأمر السامي الكريم رقم (45268) بتاريخ 7/10/1433هـ (الموافق 25/8/2012) مع اعتماد تطبيق جميع مراحله على مدى 10 سنوات بتمويل كامل من الحكومة، وأسندت ذلك لهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وقد تكونت لجنة وزارية إشرافية للمشروع، برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وعضوية وزراء الشؤون البلدية والقروية، والمالية، والنقل، والحج.

كما شكلت لجنة تنفيذية للمشروع برئاسة أمين العاصمة المقدسة وممثلين للوزارات الممثلة في اللجنة الوزارية، ووافقت اللجنة الوزارية الإشرافية للمشروع، في اجتماعها الأول بتاريخ 27 صفر 1434، على تكليف شركة قطارات مكة للنقل العام للقيام بدور المكتب التنفيذي للمشروع المنوط به الإشراف على إدارة تنفيذ المشروع بالكامل خلال جميع مراحل تنفيذه.

ونظرا لخصوصية المكان والزمان، وعدم التأثير على وصول الحجاج والمعتمرين والزوار للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، فقد روعي أن يتم تنفيذ مشروع القطارات على ثلاث مراحل، تمتد على مدى عشر سنوات.

.. والحافلات مشروع مكمل يغطي الأحياء

قال المدير العام لمشروع النقل العام بمكة المكرمة الرئيس التنفيذي لشركة قطارات مكة للنقل العام، الدكتور سعد القاضي لـ”مكة”: تتكون المرحلة الأولى لمشروع النقل بالحافلات، من 12 خطا بطول يقارب 300 كلم منها 7 خطوط محلية تستخدم فيها حافلات متوسطة الحجم، بينما الخطوط الـ 5 الأخرى فهي سريعة (BRT) وتستخدم فيها حافلات ذات سعة أكبر وبتردد أكثر.

ولفت إلى أن من مميزات شبكة المرحلة الأولى أن 45% من سكان مدينة مكة يقطنون على بعد 350 مترا أو أقل من خطوط الحافلات، مما سيتيح لهم فرصة التنقل بسهولة، أما المراحل اللاحقة فستغطي كل سكان مدينة مكة تقريبا.

وأوضح القاضي أن شبكة المرحلة الأولى تربط ما بين منطقة الزاهر والشوقية والخالدية والعزيزية وكدي وبطحاء قريش والرصيفة والنوارية والشرائع والعوالي وجعرانة إضافة إلى المراكز الحيوية، كمنطقة الحرم ومسجد التنعيم وجامعة أم القرى والمستشفيات (النور والولادة والزاهر) وبعض الكليات والمراكز التجارية، كما أن 80% من المدارس الثانوية للبنين تقع أيضا على مسافة 350 مترا أو أقل من محطات الحافلات مما سيتيح لطلابها سهولة أكثر في الوصول إلى مدارسهم.

مقاييس عالمية

وأضاف: عطفا على مستوى الخدمة التي ستوفرها المرحلة الأولى فإن الحافلات ستسير بتقاطر يتراوح ما بين سبع و12 دقيقة، وهي نسبة تردد عالية، مما يعني أن معدل انتظار الراكب للحافلة سيكون ما بين الثلاث دقائق ونصف وست دقائق، ودرجة التقاطر العالية هذه تعني القيام بـ 3.400 رحلة يوميا تغطي 103.000 كلم و 4.900 ساعة تشغيل في اليوم (ما يعادل أكثر من 36 مليون كلم و1.7 مليون ساعة تشغيل في العام)، ومن المخطط له أيضا تزويد مواقف الحفلات، البالغ عددها 600 موقف، بمظلات مكيفة لتوفر للركاب مكانا مريحا للانتظار. وستزود المظلات بشاشات الكترونية لعرض أوقات وصول الحافلات الفعلي.

مناقصة التشغيل

وعن خطوط شبكة الحافلات-المرحلة الأولى، قال القاضي: سيتم التعاقد مع شركة (أو فريق من شركات) من أجل تشغيل المرحلة الأولى من شبكة الحافلات، ومن أجل ذلك فقد فتحت شركة قطارات مكة للنقل العام في شهر يناير 2014 باب التأهيل أمام شركات التشغيل ومصنعي الحافلات وأنظمة النقل الذكية وتم في شهر مارس 2014 تأهيل ست شركات أو ائتلافات كانت قد تقدمت. وقد تم في منتصف أبريل 2014 دعوة الشركات الست لتقديم عطاءاتها في منتصف يوليو، وتأمل شركة قطارات مكة أن يتم اختيار أفضل شركة (أو فريق) تشغيل وتوقيع العقد معها في شهر أكتوبر 2014 على أن يبدأ التشغيل في منتصف 2016، وسيكون المطلوب من شركة التشغيل توريد الحافلات وتشغيلها وصيانتها، ويشمل ذلك تقديم المواد والمعدات والعمال وجميع التجهيزات اللازمة لتوريد ولتشغيل وتقديم خدمات الصيانة، وكذلك الأعمال الموقتة والإضافية والتكميلية.

وشدد القاضي على أن سلامة مستخدمي النقل العام تعد من أولويات هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فقد تم التعاقد مع فريق يضم استشاريا محليا وآخر عالميا لدراسة المخاطر والحوادث التي قد تنتج عن تداخل السيارات والمارة أثناء عبورهم الشوارع، وسيقوم الفريق الاستشاري بوضع حلول لهذه المخاطر كما سيقوم بتصميم مرافئ وقوف الحافلات لتأمين سلامة الركاب والمركبات الأخرى. ومن المخطط له أن يتم الانتهاء من الدراسة قبل نهاية 2014، وسيتم الانتهاء من تنفيذ الحلول المقدمة 2016.

شبكة قطارات مكة

تتكون شبكة القطارات (المترو) من أربعة خطوط:

1-الخط (أ): يمتد من طريق السيل شرقا إلى طريق الليث غربا مرورا بشمال الحرم.

2- الخط (ب): يربط بين محطة الجمرات (المحطة النهائية لقطار المشاعر المقدسة) شرقا وطريق جدة السريع غربا، مرورا بشمال الحرم ومحطة قطار الحرمين.

3-الخط (ج): يربط بين جامعة أم القرى جنوبا وطريق المدينة المنورة شمالا، مرورا بجنوب وغرب الحرم.

4-الخط (د): يمتد من طريق إبراهيم الخليل جنوبا وطريق جدة القديم غربا، مرورا بغرب الحرم.

أطوال خطوط القطارات (المترو) وعدد محطاتها

مراحل التنفيذ