تطور الأطراف الصناعية يعيد المصابين للحياة بشكل طبيعي

أسهمت التطورات الطبية والتكنولوجيا الحديثة فيما يختص بالأطراف الصناعية في تحسين حياة من فقدوا أطرافهم لأي سبب كان، وتحويل حياتهم لشكل أكثر طبيعية وإنتاجا في المجتمع، بعد أن كانت تلك المشكلات سابقا، تقود المصاب بها إلى المقعد المتحرك، أو تجعله ملازما للفراش، ليقضي بها ما تبقى من عمره

أسهمت التطورات الطبية والتكنولوجيا الحديثة فيما يختص بالأطراف الصناعية في تحسين حياة من فقدوا أطرافهم لأي سبب كان، وتحويل حياتهم لشكل أكثر طبيعية وإنتاجا في المجتمع، بعد أن كانت تلك المشكلات سابقا، تقود المصاب بها إلى المقعد المتحرك، أو تجعله ملازما للفراش، ليقضي بها ما تبقى من عمره

الأربعاء - 21 يناير 2015

Wed - 21 Jan 2015



أسهمت التطورات الطبية والتكنولوجيا الحديثة فيما يختص بالأطراف الصناعية في تحسين حياة من فقدوا أطرافهم لأي سبب كان، وتحويل حياتهم لشكل أكثر طبيعية وإنتاجا في المجتمع، بعد أن كانت تلك المشكلات سابقا، تقود المصاب بها إلى المقعد المتحرك، أو تجعله ملازما للفراش، ليقضي بها ما تبقى من عمره.

أسباب البتر

وأوضح المدير التنفيذي لخدمات العلاج الطبيعي والتأهيل بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية عبدالمحسن الطويل لـ»مكة» أن ارتفاع نسبة الحوادث المرورية والازدياد المطرد في الإصابة بمرض السكري، هما أبرز سببان لبتر الأطراف في مختلف دول العالم.

وقال الطويل: إن بتر الأطراف غالبا ما يؤدي بالمريض إلى الانطواء ويعرضه لمشكلات اجتماعية لا حصر لها، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من الأطراف الصناعية يتمثل في إعادة تأهيل المرضى، ومساعدتهم على مواصلة حياتهم بصورة طبيعية.

بتر كل 30 ثانية

وأفاد بأن الإحصاءات العالمية تشير إلى إجراء عملية بتر كل 30 ثانية حول العالم، منها نحو %40 - 70 نتيجة مرض السكري، في حين هناك 6 – 8 أشخاص من بين كل 1000 مريض بالسكري قد يفقدون طرفهم السفلي نتيجة المرض.

وكشف الطويل عن أن بتر الأطراف ينتشر بشكل أكبر لدى الذكور عن الإناث، ويكثر في الفئة العمرية ما بين 21 و30 عاما، وتختلف مسبباته ما بين غرغرينا السكري بمعدل %41.2، فيما تتسبب حوادث السيارات بنسبة %31.8، إضافة إلى %27 نتيجة للتشوهات الخلقية والسرطان والحروق.

ووفقا لأبحاث كرسي القدم السكري بجامعة الملك عبدالعزيز، يتم إجراء 6000 حالة بتر سنويا في السعودية، وهو ما يعادل حالات البتر في الحرب العالمية الثانية، فيما تشير بعض المعلومات إلى وصول العدد لأكثر من 30000 حالة.

جودة الطرف الصناعي

وأضاف: أصبح بإمكان من يعانون من بتر الأطراف أن يكونوا أشخاصا منتجين يتمتعون بحياة طبيعية، وقادرين على العمل وممارسة الرياضة وحياتهم الطبيعية، وجودة الحياة للشخص مبتور الطرف تعتمد على جودة الطرف التعويضي من حيث القياس والنوع، فهناك أطراف تعويضية بدائية وبدون تعويض للمفصل المبتور من الطرف، بينما البعض الآخر حديث ويمكن برمجته بالحاسوب للقيام بالوظائف المعقدة مثل حركة اليد، إضافة إلى الأطراف الصناعية التجميلية التي لا تتوفر بها إمكانية القيام بالوظائف الحركية.

تحسين الحركة

وأشار إلى أن من بين الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية ما يعرف طبيا بالجبائر وهي مخصصة لبعض الفئات المرضية، من بينها المواليد الذين يعانون من تشوهات الأطراف التي قد تؤثر على قدرتهم الحركية في المستقبل، مبينا أن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى تشخيص مبكر وعمل دعائم وجبائر للمساعدة على تقويم التشوه وتحسين الحركة، ما قد يجنب الطفل العمليات الجراحية.

وأفاد بأن الجبائر يمكن استخدامها لمن أصيبوا بفقدان وظيفة الطرف الطبيعي نتيجة لحادث أو غيره، إذ تستدعي تلك الحالات وجود جبيرة أو دعامة لهذا الطرف لتحسين أدائه الوظيفي، وكذلك من يعانون تشوها في العمود الفقري هم بحاجة إلى دعامة للجذع، لتحسين وتقليل التشوه في عظام العمود الفقري.

تأهيل المصاب

وحول الفريق الطبي المسؤول عن تركيب الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وتأهيل المرضى، أوضح عبدالمحسن الطويل أن تأهيل المصاب يتم عن طريق فريق متكامل من أخصائيي العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وأخصائي الأجهزة التعويضية، إضافة إلى جراح متخصص، وقد تحتاج بعض الحالات إلى دعم نفسي من أخصائيي العلاج النفسي والاجتماعي.

وأوضح أن مركز الأطراف الصناعية يوفر تقنيات متطورة للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، تمنح مزيدا من التأهيل والاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما يتم عمل تقييم شامل للمرضى، وتقديم ما يناسبهم من منتجات تعويضية لمساعدتهم على مزاولة كافة الأنشطة بسهولة ومرونة، من دون الحاجة إلى مساعدة من الغير.

وتابع: كذلك يتم تصنيع وتركيب جميع أنواع الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وأجهزة تقويم العظام والتشوهات لجميع الأعمار من المرضى الأطفال والكبار، إضافة إلى توفير كافة أنواع الأجهزة المساعدة التي يحتاجها ذوو الاحتياجات الخاصة من جبائر وأجهزة تقويم العمود الفقري والوسائل المساعدة على المشي.