معرض التعليم العالي: طلابنا (اقتصاد المعرفة).. أين امتيازاتهم؟

شهد المعرض الدولي الخامس للتعليم العالي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي إقبالا جماهيريا كبيرا جدا لم يقتصر على الحضور السعودي وإنما من جميع أنحاء العالم من الطلبة السعوديين وأبناء الجاليات المقيمة بالوطن والأكاديميين ومسؤولي التعليم العالي ومنسوبيه

شهد المعرض الدولي الخامس للتعليم العالي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي إقبالا جماهيريا كبيرا جدا لم يقتصر على الحضور السعودي وإنما من جميع أنحاء العالم من الطلبة السعوديين وأبناء الجاليات المقيمة بالوطن والأكاديميين ومسؤولي التعليم العالي ومنسوبيه

الأحد - 20 أبريل 2014

Sun - 20 Apr 2014



شهد المعرض الدولي الخامس للتعليم العالي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي إقبالا جماهيريا كبيرا جدا لم يقتصر على الحضور السعودي وإنما من جميع أنحاء العالم من الطلبة السعوديين وأبناء الجاليات المقيمة بالوطن والأكاديميين ومسؤولي التعليم العالي ومنسوبيه. اللافت فيه وما يبعث على الإعجاب والفخر هو التحول التعليمي في مسار التعليم الجامعي السعودي الذي أحدثه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (وفقه الله)، فخلال عشر سنوات انتقلت الأمه السعودية الشابة من تلقي العلم في 7 جامعات سعودية بفروعها المنتشرة بالمحافظات إلى إضافة 28 جامعة حكومية و10 جامعات أهلية و50 كلية أهلية ونحو 600 كلية أهلية ومعاهد أخرى. تقود وزارة التعليم العالي ثورة دعم التعليم العالي بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين انطلاقا من إيمانها بأن الشباب السعودي هو رأس المال الرمزي الذي تراهن عليه في رفع استقراراها الأمني ووحدتها الوطنية ومنافستها الاقتصادية العالمية، وقد حقق العديد منهم نجاحا لامعا على الصعيد الدولي. وبالنظر لعمر المملكة العربية السعودية ومتوسط عمر الأفراد وتاريخ نشأة التعليم فهذا يعني أن نفخر جدا بما وصلنا إليه، مع تقدير وتثمين حجم ما أنفق من ميزانيات من أجل أن تكون لدينا هذه المكتسبات القيمة.

جمع المعرض تحت سقفه جامعات عالمية ومحليه. بلغ حجم استيعاب الجامعات المحلية للطلاب السعوديين ما يقارب مليونا ونصف المليون طالب وطالبة، في حين ضمت برامج الابتعاث الخارجي ما يفوق 150 ألف مبتعث ومبتعثة توزعوا في مختلف دول العالم. وبحسب الإحصاءات فقد كان نحو 60 % من خريجي برامج الابتعاث أيدي متمكنة في تخصصات الطب والعلوم الطبية والهندسة والحاسب الآلي، وكانت ما نسبته 53 % هي لخريجي برامج الماجستير والدكتوراه.

وجود هذه النسب العالية من العلماء والباحثين والقياديين الشباب هي ما يؤمل عليها في تقدم المملكة العربية السعودية حضاريا وتقنيا وثقافيا. وهي ما سيسهم في رفع حصانة الأمن واستقراره الوطني.

إلا أن آليات استثمارها بالشكل المناسب لا بد أن تؤخذ ملاحظاته بعين الاعتبار خصوصا الخلل في التوجيه السليم، وذلك يتكشف من خلال المشكلات الناتجة عن برامج الاستقطاب ومعارض المهنة والتوظيف الخريجين بما يناسب مؤهلاتهم ويستغل إمكاناتهم في المسار الصحيح. وهنا لا بد من إبعاد وزارة التعليم العالي عن مشكلة التوظيف لأن دورها الأساسي هو توفير اليد العاملة من العلماء والباحثين ليتسلم دور التوظيف المؤسسات والمنظمات الأخرى.

خريجون سعوديين من جامعة كهارفارد أرى أن تستقطبهم في المقام الأول جامعاتنا وبمميزات استثنائي، لا يعقل أن تستقطب جامعاتنا هؤلاء على وظيفة «معيد» أو بعد «تطنز» تساوم على «أستاذ مساعد»! في وقت تهدر ميزانيتها على برامج فاشلة واقعيا مثل برنامج «عالم زائر»! شبابنا أولى بأن يعطوا مميزات وحوافز، ولأن وزارة التعليم العالي تتعامل بلامركزية في مثل هذا النوع من القرارات «للأسف» فإنه يجدر بجامعاتنا أن تخصص بندا استثنائيا كحوافز تستثمر به هذه القوى من أجل نهوضها وتنمية أجيال متمرسة على هذه الأيدي الوطنية عالية الكفاءة. أعداد ممتازة من السعوديين والسعوديات مشهود لها بالندرة تدمي القلب وأنا أراها في جامعات كهارفارد وغيرها ومراكز أبحاث عالمية عديدة بعدما تخرجوا من برنامج خادم الحرمين الشريفين، يجدر بمراكز أبحاثنا وجامعاتنا أن «تستحي» و»تخجل» عندما تفاوضهم للتوظيف! فلا يعقل أن تفاوضهم جامعاتنا على وظيفة «معيد»! وبرامج كـ»عالم زائر» لم يستفد منه الطلاب، وفائدته حكرت لأكاديمي سعودي «معتق علميا» أو «دقة قديمة» أي فاشلا مهنيا ومسترزقا من تلك المعاهدات! أو يفاوض مركز أبحاث على تعيين بروفيسور سعودي ولا يزيد له في الامتيازات كالبروفيسور العربي الحامل للجنسية الأمريكية أو الكندية!

النوعية في التفاوض مع خريجي برامج الابتعاث العباقرة فقط حان وقتها وهي أمانه يجدر أن يؤديها من يمتلك القرار وأن يحاسب عليها بدقه لأنها مسألة تصب في مصلحة الوطن، لأنها السند لجهود وزارة التعليم العالي ورؤية خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله).