صناعة الفخاريات بنجرانبين الماضي والحاضر

للحرف اليدوية في منطقة نجران مكانة لدى سكانها، حيث إنها تساعدهم كمستلزمات حياتية على الرغم من أن بعضها اندثر وبقي الآخر يصارع الزمن، نظرا لأن أغلب الصناعات التقليدية حلت محلها الصناعات الحديثة، إلا أن محبي الأصالة لا يزالون راغبين في كل ما يحمل عبق الماضي وتاريخه

للحرف اليدوية في منطقة نجران مكانة لدى سكانها، حيث إنها تساعدهم كمستلزمات حياتية على الرغم من أن بعضها اندثر وبقي الآخر يصارع الزمن، نظرا لأن أغلب الصناعات التقليدية حلت محلها الصناعات الحديثة، إلا أن محبي الأصالة لا يزالون راغبين في كل ما يحمل عبق الماضي وتاريخه

الثلاثاء - 15 أبريل 2014

Tue - 15 Apr 2014



للحرف اليدوية في منطقة نجران مكانة لدى سكانها، حيث إنها تساعدهم كمستلزمات حياتية على الرغم من أن بعضها اندثر وبقي الآخر يصارع الزمن، نظرا لأن أغلب الصناعات التقليدية حلت محلها الصناعات الحديثة، إلا أن محبي الأصالة لا يزالون راغبين في كل ما يحمل عبق الماضي وتاريخه.

صناعة الفخار واحدة من تلك الحرف اليدوية التي تعتبر شبه مندثرة، ويصنع منها عدة منتجات، مثل التنور الذي يستخدم لعمل الخبز أو تحضير المندي، والبرمة للطبخ، والزير والجرة التي يحفظ بها الماء، والصحون المتعددة الأحجام لاستخدامها في الأغراض المختلفة، بالإضافة إلى بيوت النحل، وأيضا هناك المداخن والمجامر التي تستخدم للبخور وللتسخين بوضع القدر أو الدلة والأبريق عليها أو للتدفئة، كما توجد صناعات فخارية حديثة لأشكال جمالية وتحف منزلية متعددة الأشكال والألوان، إلى جانب النوافير ومجسمات البيوت الطينية وأشكال أخرى متعددة.

«مكة» ضمن اهتماماتها بحرف المنطقة التقت بالحرفي المقيم اليمني سليم أحمد، وبسؤاله عن مهنته وطريقة العمل أفاد قائلا: مهنتي هي (البرامة)، كما تسمى في نجران، أو (القواعة) كما تسمى في صعدة، وهي (صناعة الفخار).

وتعد من الحرف اليدوية التي تعلمتها بالوراثة، وأقوم بعمل المصنوعات الفخارية من الطين الجبلي الذي يكون مائلا للأحمرار، حيث إن الطين العادي يؤدي إلى تشققها، خاصة عندما توضع في النار.

ويشير إلى أن بداية العمل هي قيامه بتحضير الطين الأحمر المناسب للعمل وتنظيفه من الشوائب، ويضيف: أقوم بخلطه بالماء بكمية مناسبة، بعد ذلك أشكله حسب النوع بتدويره على عجلة مدولبة، ثم يترك تحت أشعة الشمس لمدة يومين حتى يجف تماما، ثم تجمع المشغولات وتوضع في النار، ويجهز لها مكان خاص بالحرق، وأضع في هذا المكان حوالي 100قطعة دفعة واحدة، ثم أشعل النار بحطب جذوع النخل التي تستمر لفترة طويلة وبعد حوالي 8 ساعات أخرجها وأنظفها، ثم أصبغها بالألوان وأرسم عليها الرسومات، وأجهزها للبيع.

وعن المشاكل والصعوبات في العمل يتحدث سليم قائلا: هناك عدة مشاكل تواجه صانع الفخار، أهمها عدم وجود الطين المناسب، والكسر خصوصا في عملية الحرق، حيث إن نسبة الكسر تصل إلى 10% إلى جانب تصريف الفخاريات، سواء في السوق أو عن طريق التجار، فالبضاعة تواجه كسادا أحيانا، حيث لايتم البيع بالسعر المطلوب، وأحيانا لا يتم البيع نهائيا، أو نبيع بالآجل ويطول انتظار وقت السداد.

ويتمنى سليم أن يدخل كتاب (جينيس) للأرقام القياسية بصناعته لأكبر مدخنة بالعالم من الطين، حيث إنه مستعد لصناعة إحداها بطول 10-20م ، طامحا أن تكون ضمن المعالم السياحية بمنطقة نجران، علما بأن تكلفتها لن تتجاوز الخمسين ألف ريال.

ويقول المدير العام لهيئة السياحة والآثار بنجران، صالح محمد آل مريح، إن الحرف اليدوية لاتزال موجودة في بعض الدول العربية، لأن الحياة الاجتماعية بها ما زالت تستخدم تلك المنتوجات بكثرة بسبب قلة التكلفة، بينما حلت المنتوجات الحديثة في السعودية مكان التراثية، مما ساعد في تمسك الحرفيين بحرفهم في تلك الدول، باعتبار تلك المهن مصدر رزق، بينما أصبحت الحرف اليدوية شبه مندثرة في السعودية، مما حدا بهيئة السياحة والآثار وجمعيات الثقافة والفنون إلى تشجيع الحرفيين بصرف مكافآت لهم ضمن المهرجانات، وعمل دورات للشباب الراغب في تعلم مهنة الأجداد، كما تم توثيق تلك الأعمال بالتصوير الفوتوجرافي والمرئي وعرضها، كما تصمم إعلانات بتلك المهرجانات، متضمنة صور أولئك الحرفيين ودعمهم بالإمكانات اللازمة.