محمد العقلا

حج متميز وإعلام دون مستوى التطلعات

الأحد - 18 سبتمبر 2016

Sun - 18 Sep 2016

‏انتهى موسم الحج لهذا العام بنجاح منقطع النظير بفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه ورحمته بعباده الذين قدموا من مشارق الأرض ومغاربها تلبية لدعوته المباركة (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق).

‏ولقد وجدت وفود الحجيج الذين هم ضيوف للرحمن كل التسهيلات والرعاية من قبل خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ومن شعب هذه البلاد المباركة، وكان موسم الحج لهذا العام ناجحا بكل المقاييس رغم التربص والتهديد بما يعكره من قبل المجوس وأعوانهم.



‏وليسمح لي القارئ الكريم أن أسميهم بـ «المجوس» لأنهم هم كذلك، وقد وصفهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بذلك، وقد رد وزير خارجية النظام المجوسي بما يؤكد ذلك بقوله إن إسلامهم غير إسلام المملكة، وصدق في ذلك وهو كذوب، فمنذ قيام الدولة السعودية الأولى إلى يومنا هذا وسوف تستمر بإذن الله وهي تقيم شعائر الإسلام حسب منهج الكتاب الكريم والسنة النبوية، وتعمل بقوله صلى الله عليه وسلم «خذوا عني مناسككم»، وبذلت الغالي والنفيس في سبيل راحة ضيوف الرحمن، والمنصف يشهد بذلك حيث يلمس تطور الخدمات عاما ‏بعد آخر.



وأقولها بصدق إنه لو كان موسم الحج في دولة أخرى لاستثمرته واستغلته استغلالا تجاريا يعود عليها بمكاسب كبيرة على حساب ‏الحجاج، ولكنها القيادة الحكيمة الرحيمة من ولاة أمرنا أيدهم الله، الذين لم يفكروا بهذا التفكير المادي بل كان همهم خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، وتلاحم معهم الشعب بكافة مكوناته كما هو معهود، وقد تصور النظام المجوسي بمقاطعته للحج أنه ‏سوف يؤثر على القرار السيادي للمملكة، فانقلب السحر على الساحر حيث تفرغ الحجاج للعبادة وأداء مناسكهم بكل راحة وطمأنينة، ولم يزعجهم هذا العام المجوس وأذاهم وخبثهم.



وإن المسلم ليستغرب ويتعجب من تصرفاتهم التي لا تمت للإسلام ‏بصلة، ‏ولكن من عرف تاريخ المجوس فإنه سوف يدرك أن هذا هو ديدنهم ومسلكهم الهمجي، وعلى الجميع أن يتذكر كيف كانت أوضاع الحج قبل قيام الدولة السعودية المباركة وإشرافها عليه، حيث كانت تلك الأوضاع لا تسر صديقا، ‏وكانت رحلة الحج مغامرة من قبل الحجاج حيث لا يأمن المرء على نفسه ولا عرضه ولا ماله، فكان قطع الطريق والاعتداء عليهم هما السمة الغالبة، مما دفع بالحجيج إلى وداع أهلهم وداعا أبديا بسبب توقعهم لما سوف يحدث لهم من أذى يصل إلى الموت، ‏وزاد الأمر سوءا ما أقدم عليه القرامطة من قتل للحجاج ونهب لأموالهم وسبي لنسائهم ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بسرقة الحجر الأسود.



والآن وأمام هذه الجهود الضخمة التي بذلتها حكومة ‏خادم الحرمين الشريفين خدمة لضيوف الرحمن ‏وقاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف فلا بد أن يواكب هذه الجهود إعلاما متميزا موجها للعالم الخارجي يسهم في توضيح الحقائق وتحسين الصورة المغلوطة عن المملكة ويؤدى هذا الدور بشكل احترافي، وعلينا أن نعترف أن إعلامنا ‏دون مستوى التطلعات حيث لا يخفى على الجميع الحملة الكبيرة التي يشنها المجوس وأعوانهم على بلادنا الغالية، ووجود تواطؤ من قبل بعض الدول الكبرى لتشويه سمعة المملكة واتهامها بالقصور والعجز عن القيام بأعمال الحج كما ينبغي حسب زعمهم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إلصاق صفة الإرهاب بها، ‏وظهرت بوادر ذلك بقرار الكونجرس الأمريكي مؤخرا، نسأل الله أن يحمي بلادنا من شرورهم.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.



[email protected]