جيل اليمامة

اليمامة المجلة التي نعنيها وليست اليمامة المنطقة التي أنشئت فيها قبل ثلاث وستين سنة أو تزيد ولدت اليمامة في منطقة ليس فيها مجلة ولا جريدة ولا وسيلة إعلامية غيرها ولدت في حضن الصحراء وفي جهود رجل واحد وفي زمن لم تكن الأوضاع الاقتصادية تلبي حاجة الكفاف الذي يحتاجه الناس فضلا عن الترف والثروات الهائلة

اليمامة المجلة التي نعنيها وليست اليمامة المنطقة التي أنشئت فيها قبل ثلاث وستين سنة أو تزيد ولدت اليمامة في منطقة ليس فيها مجلة ولا جريدة ولا وسيلة إعلامية غيرها ولدت في حضن الصحراء وفي جهود رجل واحد وفي زمن لم تكن الأوضاع الاقتصادية تلبي حاجة الكفاف الذي يحتاجه الناس فضلا عن الترف والثروات الهائلة

الثلاثاء - 15 أبريل 2014

Tue - 15 Apr 2014



اليمامة المجلة التي نعنيها وليست اليمامة المنطقة التي أنشئت فيها قبل ثلاث وستين سنة أو تزيد ولدت اليمامة في منطقة ليس فيها مجلة ولا جريدة ولا وسيلة إعلامية غيرها ولدت في حضن الصحراء وفي جهود رجل واحد وفي زمن لم تكن الأوضاع الاقتصادية تلبي حاجة الكفاف الذي يحتاجه الناس فضلا عن الترف والثروات الهائلة، كانت المنطقة وكانت المملكة لم تبدأ مرحلة النهوض الفكري الذي يحتاج للمجلة لتملأ فراغه لكن حمد الجاسر وحده سبق عصره وأدرك حاجة اليمامة المنطقة لليمامة المجلة لم يكن صحفيا محترفا ولا حتى هاويا للصحافة ولكنه كان مهتما بالثقافة وهاويا للمعرفة ومحبا لمنطقة هي القلب في جزيرة العرب فكان عليه أن يقوم بواجبه نحو وطنه ومستقبل الثقافة فيه وأن يبدأ بالقليل من المال عملا كبيرا مهما وأي شيء أهم من أن تؤسس مجلة أو جريدة في مجتمع لا يعرف القراءة فيه إلا القلة القليلة وأن تخاطر وتغامر في خطوة غير محسوبة العواقب من الناحية الاقتصادية ومن الناحية الثقافية لتبدأ مشروعا كبيرا يؤسس للمعرفة.

لكن من حسن حظ الجاسر أنه أدرك بحسه الثقافي أن لليمامة جيلا قادما بقوة وان النهضة التعليمية قد بدأت وانطلقت بالمملكة وأن هذه البداية والانطلاق هما أكبر من كل الحواجز والعثرات التي قد تعترض الطريق الطويل لليمامة ولم يخب توقعه فقد التف حوله وقام معه شباب من المنطقة كانوا في مراحل الدراسة الأولى علموا أهمية ما يحاول الجاسر من أجلهم وما يحتاجه مستقبلهم فكانوا جيل اليمامة وجيشها الذي عزز مكتسباتها وأظهرها واستمر يواصل تغذيتها بفكره وإبداعاته وينشر من عمق الصحراء صوتا جديدا يعلن فيه ما يؤمله لمستقبل الثقافة الذي بشرت به مجلة اليمامة وبشر به الجاسر رائدا لا يكذب أهله.

اليوم يدور الحديث عن مستقبل اليمامة وخطر توقفها وانتهاء تاريخها الطويل ويرتفع الحديث عنها وعن إمكانية إنقاذها من النهاية المؤسفة إن تم توقفها كمال يقال وسيكون من المؤسف أيضا أن التوقف بسببه الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه ولا شك أن توقفها من منظور الخسارة الاقتصادية ما هو

إلا زيادة في حساب الأرقام وأرصدة الملاك لمؤسسة اليمامة وهذه هي المفارقة المؤلمة، تبدأ اليمامة بعزم رجل لا يملك إلا الرغبة في نشر الثقافة دون أن يفكر بالأرباح والخسائر وتنتهي لأن استمرارها سيقلل نصيب الملاك الجدد، مفارقة أن يحسب تاريخ اليمامة الحديث وكل ما كتبت عنه وكل ما عبرت به خلال سبعين عاما بحساب الربح والخسارة، ومفارقة أن تبدأ اليمامة في زمن لا يعرف أهله المليون ولم يسمع أكثر الناس به وتتوقف في وقت يملك عدد لا بأس به ممن يهمهم شأن اليمامة الملايين إن لم تكن المليارات.

مفارقة أن من بقي حيا من جيل اليمامة وكتابها لم نسمع منهم موقفا ولا معارضة. وما أكثر المتشابهات والمفارقات في حياتنا.



[email protected]