رجاء عالم.. أيقونة الرواية المنسية

قبل أن تجتاحنا موضة الرواية، وتنشب في أجسادنا حمى السرد بمخالبها الراسخة في العالم الحكواتي، كانت رجاء عالم قد تجاوزت حفلة الضجيج الإعلامي بمسافة تتماهى بين المتخيّل والواقعي بفنتازيةٍ أنيقة

قبل أن تجتاحنا موضة الرواية، وتنشب في أجسادنا حمى السرد بمخالبها الراسخة في العالم الحكواتي، كانت رجاء عالم قد تجاوزت حفلة الضجيج الإعلامي بمسافة تتماهى بين المتخيّل والواقعي بفنتازيةٍ أنيقة

الاثنين - 14 أبريل 2014

Mon - 14 Apr 2014



قبل أن تجتاحنا موضة الرواية، وتنشب في أجسادنا حمى السرد بمخالبها الراسخة في العالم الحكواتي، كانت رجاء عالم قد تجاوزت حفلة الضجيج الإعلامي بمسافة تتماهى بين المتخيّل والواقعي بفنتازيةٍ أنيقة.

رجاء عالم..

الروائية المبهرة والتي ولدت بإحدى شعاب مكة وأخذت تنسج من عوالمها السردية رداءً فاتنا يتقاطع مع الحارة المكية؛ ليغوص في أروقة الحياة الحجازية بتفاصيلها اليومية وفسيفسائها المعيشة، متأرجحا بين غموض الزمان وصوفية المكان.

رجاء عالم ..

فازت بعدة جوائز عربية وعالمية ولعل أشهرها جائزة البوكر العربية للرواية 2011م، وذلك عن روايتها (طوق الحمام) مناصفة مع الروائي المغربي، وهي التي تقاسم المهمومين ليل الكتابة وتشاطر المهووسين برائحة الورق ونضح الحبر ألق التشرّد في أروقة الجمال والدهشة الخلاقة.

رجاء عالم ..

المبدعة الوفية لمكة وذاكرتها ..انتشر عبيرها الكتابي في كل أرجاء المعمورة وبقيت هنا مجهولة ككتاب مورق على رف الإهمال، وبعد فوزها بجائزة البوكر تذكرناها باحتفاء يتيم في نادي جدة الأدبي، رفرفت حمامتها فوق ذاك المحفل الخطابي ولم تحضر رجاء، ربما كانت الروائية غارقة في حكايا (سيدي وحدانه) أو تجدّل السماء لتهيئ (موقد الطير)* لتضبط إيقاع الحياة لـ (الرقص على سن الشوكة)، منطلقة كفرس عربي في مضمار (طريق الحرير).

رجاء عالم ..

عالم من الحكايات والأساطير والهبات المكية الأثيرة، هي أيقونة الكتابة التي تتناغم مع قداسة المكان وقيَمِه الروحية المتناسلة من رحم الحارات، والمتشظية من عذابات المسحوقين عندما يتجسدون في بعض رواياتها كشخوص ٍ طحنتهم آلة الهدم تحت عرباتها بذريعة التطوير والتنمية، ولكن السؤال الناهض من جراحنا: هل أخذت هذه المبدعة قدرها في التكريم والاحتفاء والاشتغال النقدي من قبل مؤسساتنا الثقافية وكتّابنا الأجلاء؟..ويكفي.