خصخصة الأندية.. المهمة الصعبة
الخصخصة هي المنهج الأمثل الذي اتبعته الدول الحديثة في عصرنا الحالي
الخصخصة هي المنهج الأمثل الذي اتبعته الدول الحديثة في عصرنا الحالي
الأحد - 13 أبريل 2014
Sun - 13 Apr 2014
الخصخصة هي المنهج الأمثل الذي اتبعته الدول الحديثة في عصرنا الحالي. فصعب ومكلف على أي دولة أن تدير شركة اتصالات وشركة طيران وأندية رياضية ومستشفيات وبنوك وغيرها، فدور الحكومة في هذه المجالات يجب أن يكون تنظيميا تشريعيا رقابيا، حيث تكون لها السيطرة والتوجيه ولكن دون الخوض في إدارة أو تمويل هذه القطاعات.
تظل هناك قطاعات يصعب جداً خصخصتها مثل الجيش والأمن الداخلي لأنها تخدم أمن الدولة وسيادتها بشكل مباشر.
الرياضة وكرة القدم خصوصاً من النماذج التي سعت كثير من الدول لخصخصتها ونجح بعضها وفشل أكثرها، حيث إن مصاريفها مرتفعة جداً.
فنجد في إنجلترا والتي تعدّ أفضل الدول في هذا المجال ناديا مثل ليفربول العريق يحقق خسارة بمقدار 50 مليون جنيه استرليني للموسم الماضي وآرسنال أسطورة الخصخصة والتشغيل الذاتي حقق خسارة بلغت 202 مليون عن أول 6 أشهر من الموسم، مع العلم أن سعر تذكرة حضور مبارياته هي الأعلى في إنجلترا وملعبه ممتلئ طوال الموسم. أما مانشستر سيتي فهو مهدد من قبل الاتحاد الأوروبي بالحرمان من المشاركة في البطولات القارية نظراً لاستمرار خسائره وعدم التزامه بقوانين اللعب المالي النظيف.
على الرغم من الدخل المرتفع لأندية إنجلترا والمتمثل في حقوق النقل التلفزيوني وتذاكر المباريات وعقود الرعاية وبيع المنتجات فإن المصاريف في المقابل عالية جداً فأسعار اللاعبين والمدربين ورواتبهم أصبحت فلكية. فلاعب مانشستر يونايتد واين روني كمثال جدد عقده وأصبح يتقاضى 300 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً ما يعادل مليون ونصف المليون ريال كل أسبوع.
صعوبة الخصخصة أراها تكمن في صعوبة إيجاد مستثمر يضخ المال ويتقبل حقيقة أن العائد على استثماره سوف يكون بالسالب غالباً، ما لم يكن هذا المستثمر مليونيرا محبا وعاشقا لهذا الكيان يرغب في الشهرة وتكرار اسمه في الإعلام كما هو الحال مع مالك نادي تشلسي ومانشستر سيتي.
أتمنى خصخصة أنديتنا واستقلاليتها عن الدولة (فهي المجال الأخير لتطوير رياضتنا ورفعة شأنها) ولكن أرى أن الوقت مبكر حتى وإن قام 4 مستثمرين يملكون المليارات بشراء الأندية الأربعة الكبيرة فلن يعدّ ذلك نجاحا للخصخصة ما لم تستطع هذه الأندية تشغيل نفسها ذاتياً دون أن يصرف المالك عليها بدون مردود والاعتماد على مداخيلها بصفة رئيسة ويتم تحرير النقل التليفزيوني وحماية المنتجات أولا. ولكن التفاؤل يشوب التفكير لثقتي بأن ملف التخصيص عهد لمجموعة متخصصة تمرست في العمل الرياضي ويبقى الملف تحت دراسة المجلس الاقتصادي الأعلى لتنفيذه.