خليجنا واحد وإن اختلفنا

كان يجمع بأصابع يده لحيته الكثة، وهو يدعو «اللهم احفظ الخليج من كل حاقد وحاسد وعدو، واحفظ اللهم يا رب قادته، ودوله من كل سوء، واجمع كلمة حكامه وشعوبهم، ووحّد صفوفهم على الخير، إنك على شيء قدير»

كان يجمع بأصابع يده لحيته الكثة، وهو يدعو «اللهم احفظ الخليج من كل حاقد وحاسد وعدو، واحفظ اللهم يا رب قادته، ودوله من كل سوء، واجمع كلمة حكامه وشعوبهم، ووحّد صفوفهم على الخير، إنك على شيء قدير»

السبت - 12 أبريل 2014

Sat - 12 Apr 2014



كان يجمع بأصابع يده لحيته الكثة، وهو يدعو «اللهم احفظ الخليج من كل حاقد وحاسد وعدو، واحفظ اللهم يا رب قادته، ودوله من كل سوء، واجمع كلمة حكامه وشعوبهم، ووحّد صفوفهم على الخير، إنك على شيء قدير» . فقلت: «ليت الذين حشروا أنفسهم فيما حدث بين قطر وبعض دول الخليج العربي، لو سمعوا دعوة ذلك المسن الذي توجه لخالقه بدعوة فيها صدق، ليجمع الله خليجنا « فهو يدرك قول الشاعر» تأبى العصي إذا اجتمعنّ تكسرا.. وإذا افترقنّ تكسرت آحادا « فمهما حدث وكان من اختلافات، فنحن مجبورون على أن نتحد في وجه من يريدون زرع الخلافات بيننا، كدول وشعوب يجمعهم مصير واحد مشترك، وليتهم قبل أن تسيل محابر أقلامهم، وتبالغ في الشتم والحط، واستخدام التعابير المشينة بحق دولة وحكامها وشعبها، حتى لم يتبق لبعضهم كالذي وصف دولة قطر «بالدولة المراهقة»، إلا شطبها من على الخريطة، ليتهم وقد أخذوا يشطحون وينطحون في كتاباتهم، ويعلّقون بمقالاتهم على الأزمة الخليجية، ويحاولون وضع تفسيرات تسّيرها عواطفهم، ورسم تعقيدات للأزمة. لو تريثوا وأدركوا قبل أن تخوض أقلامهم في ذلك أن ما حدث ستكون أبواب الحلول بعون الله مفتحة أمام حكام الخليج، ولديهم من الحكمة والتعقل ما يعينهم على تجاوز الخلافات، وتركوا للساسة قيادة الأزمة بدلا من الدخول على خطها، فوحدة دول الخليج مطلب شعبي وحكومي وقادتنا في الخليج وفقهم الله يدركون أهمية اتحادهم، والذي ندعو الله أن تكون الأزمة بين دوله «سحابة صيف ثم تنقشع «وتعود العلاقات بين دول الخليج حكومة وشعوبا، إلى مجاريها، لأنه مهما كان ومهما حدث، فسنبقى في دول الخليج العربي إخوة متحدّين، متعاونين، ديننا واحد ومصيرنا مشترك، تجمعنا لغة واحدة ولنا عادات وتقاليد مشتركة، وبيننا جوار وصهر ونسب، وعائلات مشتركة تربطهم أواصر القربى والنسب من قديم الزمان، ويجمعنا في دول الخليج العربي تاريخ واحد، ونعيش على جغرافية مشتركة الحدود، وعدونا الطامع في مكتسباتنا وخيراتنا وأراضينا واحد «وأنفك منك وإن كان أجدع».

فكم كنّا كشعوب نرتدي أثواب الفرح والعزة ونحن نرى حكامنا قادة الخليج يجتمعون في قمم الخليج منذ انعقاد أول قمة خليجية في 25 من شهر مايو من عام 1981م ، مرورا بالثانية، ثم الثالثة حتى آخر قمة خليجية عقدت في الكويت قبل فترة من الزمن، حتى رأينا كل قرية وهجرة ومدينة في دول الخليج العربي الستة وهي تتحول إلى شعلة من الفرح، وليس على شفاه الصغار والكبار، سوى دعاء لله بأن يتممّ أعمالهم بالنجاح، ونشيدهم المحفور في ذاكرتنا المجتمعية « خليجنا واحد، وشعبنا واحد، يعيش يعيش، الله أكبر يا خليجاً ضمنا، الله أكبر» فليس أمامنا إلا التضامن لإفشال خطط العدو الحقيقي الفرس ومن خلفهم ممن يريد بخليجنا شرا، ودعوتنا هذه، لا تعني بأن نغض الطرف عمن يريد ببلدنا سوءا، فنحن مع قادتنا صفا بصف، لكن وحدة أهل الخليج ضرورة حتمية لا بدّ منها ،وما أجمل ما قاله شوقي رحمه الله: «فالاتحاد قوة علوية.. تبني الرجال وتبدع الأشياء».