معتمرون يستبدلون وسائل النقل بالأقدام
شمر ضياء الرحمن عن ساعديه غير مكترث بتقدم عمره، ومضى سيراً على قدميه إلى الميقات بمسجد السيدة عائشة في حي التنعيم، ثم عاد إلى المسجد الحرام ليدخل في مناسك العمرة
شمر ضياء الرحمن عن ساعديه غير مكترث بتقدم عمره، ومضى سيراً على قدميه إلى الميقات بمسجد السيدة عائشة في حي التنعيم، ثم عاد إلى المسجد الحرام ليدخل في مناسك العمرة
الجمعة - 11 أبريل 2014
Fri - 11 Apr 2014
شمر ضياء الرحمن عن ساعديه غير مكترث بتقدم عمره، ومضى سيراً على قدميه إلى الميقات بمسجد السيدة عائشة في حي التنعيم، ثم عاد إلى المسجد الحرام ليدخل في مناسك العمرة.
ولضياء الرحمن (75 عاماً) قناعة يُشاركهُ فيها آخرون بأن أداء العمرة على هذه الطريقة دون ركوب سيارة في التنقل بين الحرم والميقات يجيء طلباً للأجر، إذ يرى الرجل السبعيني أنه كلما زادت المشقة تعاظم الأجر، لذا أحجم عن الصعود على متن حافلة استقلها رفاقه القادمون من باكستان لأداء مناسك العمرة.
ويبدو أن القناعة متوفرة لدى عدد من الجنسيات الأُخرى ولا تقتصر على جنسية بعينها، فشاكر الصعيدي طفق، هو الآخر أراد أداء عمرته سيراً على قدميه متمسكاً برأيه، بعد جدل مع مرافقيه وإصراره على عدم ركوب أي وسيلة نقل.
وأشار طفق إلى أن اعتماده في بلاده لقضاء حوائجه سيراً على الأقدام جعله لا يشعر بمشقة، بل إنه وجد في رحلته بمكة سعادة وهو يشق طرقها في أجواء إيمانية عجز عن صفها.
وأبان جاه عالم، ومحمد عاشر، وبلال محمد بلال، أنهم ترجلوا من الحافلة التي كانت تقلهم قادمة من المدينة حال دخولها مكة، رغبة منهم في استكمال مسيرتهم مشياً إلى الحرم، ليقينهم بأن في ذلك رفعا للأجر والثواب.
بدوره علق مدير الأوقاف والمساجد بمكة المكرمة، الشيخ مصعب الحجاجي، بأن السير على الأقدام لأداء العمرة أو الحج فيه مشقة ومخالفة للتيسير الذي حث عليه الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن الأحرى بمثل هؤلاء الاستفادة من وسائل النقل في تنقلاتهم وتوفير ما لديهم من جهد ونشاط في العبادة بالمسجد الحرام، وفي مناسك عمرتهم وذكر الله وتلاوة كتابه الكريم.
وأضاف الحجاجي: لا يعقل قطع مسافة 4 كيلو مترات بدعوى أن في ذلك مضاعفة للأجر، فلم يرد في ذلك شيء، وهو أشبه ما يكون بحال المتشددين في دينهم الذي يصل بهم حد الإفراط في بعض جوانبه، ولم يتفق عليه الجماعة.
ولفت إلى أن هناك خلطا بين البعض عن الحديث الشريف « ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة».
إن المقصود به المساجد القريبة منهم، بخلاف المعتمرين الذين يشقون على أنفسهم ويحملونها فوق طاقتها وتعريضهم لها للتعب والأرق، وهو ما يقتطع عليهم أداءهم نسكهم في العمرة كما ينبغي معه من خشوع وتمتع بالأجواء الإيمانية بالذكر والتهليل والاستغفار وغيرها من العبادات لله عز وجل.