فتيات عنيزة يتنافسن على العراجين في النفود

تنتشر الأسر في جنوب منطقة المراعي بمحافظة عنيزة «منطقة المصفر»، بحثاً عن نباتٍ فطري ذي طعم لذيذ يسمى العرجون، حيث يستمتع الجميع بجنيه ومن ثم تخزينه وفرزه لاستخدامه على مدى أشهر الصيف

تنتشر الأسر في جنوب منطقة المراعي بمحافظة عنيزة «منطقة المصفر»، بحثاً عن نباتٍ فطري ذي طعم لذيذ يسمى العرجون، حيث يستمتع الجميع بجنيه ومن ثم تخزينه وفرزه لاستخدامه على مدى أشهر الصيف

الخميس - 10 أبريل 2014

Thu - 10 Apr 2014



تنتشر الأسر في جنوب منطقة المراعي بمحافظة عنيزة «منطقة المصفر»، بحثاً عن نباتٍ فطري ذي طعم لذيذ يسمى العرجون، حيث يستمتع الجميع بجنيه ومن ثم تخزينه وفرزه لاستخدامه على مدى أشهر الصيف.

«مكة» رصدت فتيات يبحثن عنه لعدة ساعات من أول النهار قبل اشتداد حرارة الشمس، خاصة أنه في نهاية موسمه.

وتفيد مريم الجويعد(معلمة علوم) أنهن يتنافسن كمجموعات في جمع العشرات أو المئات من العراجين، حيثُ إن هذه الفرصة تعتبر ثمينة في السنة كلها، وهي رحلة العراجين التي يقوم بها الجميع.

وتُضيف مريم أن الأسر تنتشر جماعاتٍ في مناطق متفرقة من القصيم، كلٌ حسب منطقته، حيثُ يتركز وجوده في أطراف المحافظات، ويجد عدد من الفتيات المتعة في تلك الرحلات، حيثُ يروق لهن توثيق تلك المغامرات ـ كما أسمينها ـ بالتصوير ولقطات الفيديو.

«مكة» التقت الأستاذ يوسف محمد المطلق، مراقب وخبير منطقة المراعي وغابات الغضا بزراعة عنيزة بمنطقة القصيم أثناء جولته الرقابية في نفود المصفر بعنيزة، والذي أفاد بأن العراجين الآن في آخر موسمه، حيثُ انتهاء موسم الأمطار التي تستفيد منها النباتات الفطرية، والعرجون في هذه الأيام بآخر وقته، ويكون مائلا للجفاف والذبول، مما يُفقده طعمه المُعتاد والمرغوب لدى الناس.

ويضيف: العرجون يُعتبر من الفصيلة البوداكسية POAXAEAE التي تنمو في الأراضي الرملية وشبه الطينية (السبخات)، ويصل طوله إلى 30 سم تقريباً، وهو ذو لون أبيض يتحول إلى داكن عندما ينضج، وهو من النباتات الفطرية غير السامة، ويحرص الناس عليه إذا كان غضّاً طرياً في أول نموه بعد سقوط الأمطار، خصوصاً بطريقة الشواء على لهب الجمر أو السلق مع المرق، حيث تتم إضافة الملح إليه وطهوه مع الكبسات.

ويُشير «المطلق» إلى أن عددا من الناس يتيهون في البراري نظراً لجهلهم بالمنطقة وطريقة بحثهم الخاطئة عن العراجين، حيثُ يذهبون مسافاتٍ بعيدة دون معرفة الطريق، أو دون ترك خط رجعة لهم.

وقد حدث في المنطقة عدد من حالات الفقدان للأسر التي تاهت وسط الصحراء، ولم ترجع إلا بعد مغيب الشمس من خلال استدلالهم بأضواء المُدن الظاهرة، حيثُ هي الدليل الوحيد للذهاب لنفس الاتجاه.