عمّنا "الخفاجي".. وأخونا "فقنْدش"!

سؤال ينخر رأسي من الأذن إلى الأذن، كما «دربكين» نجار حارتنا القديمة، كلما رأيت أخانا وزميلنا «السُّهُرجي» الأستاذ علي فقندش

سؤال ينخر رأسي من الأذن إلى الأذن، كما «دربكين» نجار حارتنا القديمة، كلما رأيت أخانا وزميلنا «السُّهُرجي» الأستاذ علي فقندش

الثلاثاء - 08 أبريل 2014

Tue - 08 Apr 2014



سؤال ينخر رأسي من الأذن إلى الأذن، كما «دربكين» نجار حارتنا القديمة، كلما رأيت أخانا وزميلنا «السُّهُرجي» الأستاذ علي فقندش.. سؤال مشطور، نصفه «سواريه» ونصفه الآخر «ماتينيه».. ليس فيه خيارات ولا استعانة بصديق أو جمهور. والسؤال بشطريه هو: «يا ماشي الليل فين رايح»؟ و»متى تنام يا علي»؟

أقول هذا وأجد كل مبررات الدهشة وأنا أغوص في محيط شاعر الأرض و»عودها ونايها وكمنجتها ورقها ومصقعها عمّنا الأستاذ «إبراهيم خفاجي»! كيف استطاع، علي فقندش المدهش، أن يحفظ ويجمع كل هذه الأوراق والصور و»النوتات» لكل ما أبدعه الخفاجي؟

ما أجمل ابن مكة وسوق الليل، الذي أضاءه بمصابيحه فامتد.. لم يدَع سهلا ولا جبلا إلّا غنّاه وأطربه وحرّك شجونه.

أحب الليل مثلما أحبه «أحمد قنديل».. وأحب «اللمّة» لأن «الليل ما يحلى إلّا بجُلّاسه.. والقلب ما يسلى أهل الهوى وناسه»!

فهو إن سرى مع الليل، على امتداد هذا الوطن الكبير بجهاته الأربع، فإنّه يؤوب، أوبة المحب إلى مربعه ومرباه بجوار الحرم.. يعُبّ من «ماء زمزم» ثم يرسل الشكوى ويبث النجوى، ملتمسًا من رب هذا البيت العفو والعافية:

«يا حمام الحرم

درّج على بير زمزم..

قبَّل المُلْتزم

ونوب عنّي تِكلّم..

من نظر حالتي يقول: ما عاد يسلم»!

بل سلمت يا جار الحرم.. وسلم لنا بوحك المُترع بماء زمزم.

....

أقول بعد هذا لو لم يكن لزميلنا المثابر «علي فقندش» إلّا هذه الأوراق التي استخرجها من هذا «الكوبر» الثمين وصاحبه، وكل من شدا بكلامه من «العتاولة الكبار» لكفاه.

ولا يزال «السؤال الدربكين» مطروحًا بعين المُحِب الباردة: «متى تنام يا علي»؟