البرسوبس.. تنشر الربو في جدة

«المسكيت» أو «البرسوبس»شجرة تنتشر في أحياء جنوب جدة المجاورة لمساحات بيضاء شاسعة، لكنها باتت تشكّل خطرا صحّيّا وبيئيّا، نظرا لتسببها في مرض الربو.

وطالب ناصر القحطاني، من سكان جنوب جدة، بضرورة النظر إلى مشكلة الحشرات التي تجتاح منازلهم بسبب هذه الأشجار الكثيفة، إضافة إلى تناثر مخلفات توقعها الطيور من أعالي الأشجار، الأمر الذي يتسبب في اتساخ السيارات والأرصفة، مبديا مخاوفه من التهديدات البيئية والصحية جراء وجود تشجير لا يحقق ما يتطلع إليه السكان بأن تكون الأشجار ظلالا لهم ولمنازلهم، مؤكدا أنّ السكان رفعوا غير مرة شكاوى حول أضرار الأشجار دون تجاوب.

وأبان أحمد الغامدي أنّ الشكوى تتجاوز السكان إلى أصحاب المحلات التجارية الذين يتكبّدون تكاليف عرض لوحات محلاتهم التي تدفع للبلديات، إلا أنّها تحجب خلف هذه الأشجار، وأشار إلى أنّ قيام أي من المتضررين بقطع تلك الأشجار يعرّضه للعقوبة والغرامة المالية. وأضاف الغامدي أنّ منافع شجرة المسكيت في المناطق المكشوفة والصحراوية، مؤكدا عدم أهميتها بدرجة كبيرة داخل الأحياء، وخاصّة أنّ السكان يبحثون عن فوائد أخرى صحية من التشجير، إضافة إلى الظل والزينة في الأرصفة وأمام المنازل، إلا أنّ امتداد أغصانها وتناثر أوراقها باتا مشكلتين يعاني منهما السكان.

من جهته أكّد استشاري أمراض الحساسية والربو والمناعة، الدكتور صالح بن زيد المحسن، أنّ شجرة المسكيت (البرسوبس) تزيد من نسبة الإصابة بالربو، حيث تزهر خلال فترتين سنويا، تصل مدة كل فترة إلى ثلاثة أشهر، مما يجعل مستوى حبوب اللقاح مرتفعا طوال السنة، خاصة في فصلي الربيع والخريف، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة بالربو في السعودية تصل لنحو 20 ٪.

في المقابل تبرأت إدارة الحدائق والتشجير في أمانة جدة خلال بيان رسمي لـ»مكة» من زراعة شجرة المسكيت (البرسوبس)، سواء داخل الأحياء أو خارجها، مشدّدة على عدم وجود أي استزراع لهذه النبتة في أي من مشاتل الأمانة. وأوضحت الأمانة أن هذه الأشجار المنتشرة تقع في أماكن خارج صلاحياتها، في إشارة إلى وجودها داخل أملاك خاصة تحتل عشرات الكيلومترات من الأراضي البيضاء وسط المدينة.

إلى ذلك، اقترح عضو هيئة التدريس في كلية الزراعة بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم الدخيل حلا لمشكلة شجرة (المسكيت) المظلّية التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من (10أمتار)، من خلال التحكم في عملية التزهير، وذلك بإجراء عملية التقليم على الأغصان الحاملة للبراعم الزهرية بطول متر ونصف تقريبا، على أن تتزامن العملية مع بداية التزهير أو قبلها بفترة تتراوح من (15يوما إلى شهر)، مشيرا إلى وجود علاقة كبيرة بين التقليم وزيادة الثمار أو انعدامها، حسب وقت إجرائه.

وأبان الدخيل أنّ شجرة المسكيت هي أحد أنواع جنس البرسوبس، ووصلت إلى السعودية من إحدى دول أمريكا الجنوبية، وانتشرت زراعتها في أغلب المناطق، حيث أصبح المواطنون يطالبون بإزالتها، نظرا لما تسببه من إصابة أفراد المجتمع بالحساسية والربو، إضافة إلى عدم مقاومتها للرياح. وأضاف الدخيل أن شجرة «المسكيت» تتبع جنس البرسوبس Prosopis spالعائلة البقولية،Fabaceaeتحت العائلة الطلحية، Mimosoideae، ويعرف عربيا باسم (الغاف)، ويبلغ عدد أنواعه حول العالم نحو 42 نوعا، ويوجد بالسعودية أكثر من ستة أنواع تقريبا، منها ما هو محلي ومستورد.

أنواع البرسوبس

الينبوت Prosopis farcta

الغاف koelziana Prosopis، وهما من الأنواع المحلية التي تنمو بصورة طبيعية في السعودية.

الغاف الخليجي cineraria Prosopis، وذكر أنه كان من الأنواع المحلية، ويوجد في الجنوب الشرقي للمملكة، وينمو طبيعيا في سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وباكستان والهند وإيران.

غاف المسكيت، juliflora Prosopis 5الغاف المكسيكي، glandulosa Prosopis 6الغاف الأبيض Prosopis alba.. وهذه الأنواع أدخلت إلى المملكة من الخارج، لكن أشهرها غاف المسكيت juliflora Prosopisالذي انتشر بكثرة في أغلب مناطق السعودية.

دول تكافح المسكيت

سلطنة عمان: عقدت في 23 يناير 2012 ندوة بديوان عام وزارة الزراعة والثروة السمكية عن تجربة المشروع الياباني السوداني بهدف الوقوف على انتشار شجرة المسكيت وإدارة نموها.

مصر: أمر في 18 ديسمبر 2013 اللواء «خالد فودة»، محافظ جنوب سيناء، بإزالة أشجار «المسكيت» المدمرة للبيئة، والموجودة علي الطريق الدائري في شرم الشيخ، على هيئة نباتات سياجية، مشيرا إلى أن هذه الأشجار من الأنواع التي تهدد اقتصاد البلاد.

السودان: وقعت في 18 يوليو 2013 وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والموارد الطبيعية وشركة نيكالك الألمانية لاستجلاب ماكينات ومعدات لمكافحة شجرة المسكيت بولاية الجزيرة.