شرخ 7 سم ينقل تتويج جميل من بريدة للدرة

اتجهت الأنظار الإعلامية والجماهيرية في الأيام الماضية إلى مدى مشروعية ونظامية نقل حدث تتويج بطل دوري عبد اللطيف جميل (النصر) من ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة إلى ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، وتوزعت الأعين والمسامع إلى ثلاث جهات رئيسة، “الرئاسة العامة لرعاية الشباب، واتحاد القدم، ومديرية الدفاع المدني”، كونها تمثل أهم الجهات المعنية بقرار النقل، بعد موافقة الطرف الرئيسي(التعاون) الذي نال حقوقه الكاملة التنظيمية والإشرافية، كون المباراة تقام على أرضه في الأساس.

ذكرى الأحساء

ووضع القرار الأخير بنقل مباراة اليوم للرياض مساحات للجدل الذي امتد للأحساء بعد تصريحات المشرف الكروي لفريق الفتح أحمد الراشد، الذي وصف القرار بالغبن للجماهير الحساوية بعد رفض طلب ناديه الموسم الماضي نقل مواجهة الاتفاق للأحساء لتتويج الفريق على أرضه.

خسائر بريدة

وترك قرار نقل مباراة التعاون إلى الرياض آثارا نفسية على موطني بريدة ومنطقة القصيم عموما بعيدا عن تقارير الدفاع المدني المتأخرة، فالمدينة فقدت دخلا اقتصاديا كبيرا، وأربك القرار حسابات تجار المدينة الذين توقعوا مبيعات بأكثر من مليوني ريال من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية من تحريك فنادقها وشققها السكنية، ومن خلال الدعوات الـ 200 التي وزعتها الإدارة النصراوية لحضور تتويجها التاريخي لعدد من الأطياف الاجتماعية والإعلامية في الداخل والخارج، كما أنه أخفى ظهور(بريدة) كرويا على مستوى القارات الست، كون البث السعودي يصل إليها ويعطيها أبعادا إعلامية أخرى، ويكشف للعالم تاريخ وحضارة المدينة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.

مناسبة لا تتكرر

وسجل عضو المجلس البلدي السابق، عبد الرحمن الفراج، حضورا لافتا من خلال معارضته القوية لقرار النقل، ودفاعه المستميت رغبة في منع صدور القرار من أجل (بريدة)، بعيدا عن أي اعتبارات رياضية، كونه أحد أعضاء شرف نادي الرائد(المنافس التقليدي) للتعاون، وقال “قرار النقل مجحف بحق بريدة على وجه الخصوص ومنطقة القصيم بصفة عامة، كون ظاهرة التتويج بالدوري لا تتكرر”.

قدرة الملعب

واستغرب الفراج الحديث الذي شكك في قدرة ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية على استيعاب الجماهير، ومقدرته في إنجاح كرنفال التتويج، وهو الملعب الذي سبق أن احتفى بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، حفظه الله، ومن قبله الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، وامتلأ بالجماهير الكروية في لقاء الرائد والهلال في الموسم الكروي المنصرم بعد أن فاقت طاقته الاستيعابية المقدرة بـ 22,500 ألف متفرج دون أن تحدث أي أضرار، مبديا إنزعاجه من ظهور تقرير الدفاع المدني بمنطقة القصيم المتأخر الذي سبق الجولة الأخيرة من دوري عبد اللطيف جميل، وقال”مدير الدفاع المدني بالسعودية أفاد بأن هناك تقريرا عن الملعب منذ سنوات!! وهنا أتساءل: لماذا لم يظهر ذلك التقرير؟”.

طلب زيارة

من ناحيته تمنى عضو المجلس البلدي السابق، عبد الرحمن الفراج، أن تنال منطقة القصيم نصيبها من زيارات الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، كحال بقية المناطق السعودية التي زارها، واطلع على منشآت المنطقة المتواضعة ومشاريع أنديتها المتعثرة، كناديي الرائد والتعاون، التي لا يرى فيها سوى أعمدة كساها التراب، وحين يزور أهم مدينة رياضية في السعودية سيرى المنصة الملكية البائسة.

احترام التقارير

وكان مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمنطقة القصيم، عضو مجلس المنطقة، عبد العزيز السناني، أكد أن ملاحظة الدفاع المدني بالمنطقة كانت على وجود شرخ لا يتجاوز طوله 7 سم، ولا يشكل أي خطورة على سلامة الجماهير، ويمكن إصلاحه في ساعات ويقع في غرفة المؤتمرات الصحفية وليس مخيفا، لكنه تسبب في نقل المباراة للرياض.

وقال”ملاحظات الدفاع المدني تكميلية، ونحترم تقاريره”، مشيرا إلى أن ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز استضاف 26 مباراة في دوري جميل، ولم تظهر أي مشكلة في مدينة رياضية بلغ عمرها 33 عاما.

ملاحظة جوهرية

وبين أن المدينة سبق أن نظمت احتفالية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بحضور أكثر من 30 ألف متفرج، وقبل وضع المقاعد الحالية للجماهير، ولم تكن هناك أي مشكلة، نافيا أن يكون المكتب قد وجه دعوة للدفاع المدني لتفقد مدرجات الملعب لتحديد مدى سلامته، موضحا أن آخر زيارة للدفاع المدني قبل الأخيرة كانت قبل سنة، ولم تقدم أي ملاحظة (جوهرية).

وعما إذا كان التقرير قد أحرج الشؤون الفنية بالرئاسة العامة أجاب السناني بـ”نعم”، وزاد: التقرير أعطى إيحاء بأن الملعب غير مهيأ للسلامة الجماهيرية.