مرشد للفايدي: مسجد المصرع غير موجود بالمصادر

نفى المؤرخ، الباحث في تاريخ المدينة المنورة، أحمد أمين مرشد وجود مسمى لمسجد المصرع في الجانب الشمالي الشرقي من جبل الرماة «عينين» وهو ما درج على ذكره الباحث في معالم المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي، في عدد من دراساته حول معالم الجبل الذي شهد واحدة من أشهر المواقع التاريخية التي وقعت في السنة الثالثة من الهجرة

نفى المؤرخ، الباحث في تاريخ المدينة المنورة، أحمد أمين مرشد وجود مسمى لمسجد المصرع في الجانب الشمالي الشرقي من جبل الرماة «عينين» وهو ما درج على ذكره الباحث في معالم المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي، في عدد من دراساته حول معالم الجبل الذي شهد واحدة من أشهر المواقع التاريخية التي وقعت في السنة الثالثة من الهجرة

الثلاثاء - 01 أبريل 2014

Tue - 01 Apr 2014



نفى المؤرخ، الباحث في تاريخ المدينة المنورة، أحمد أمين مرشد وجود مسمى لمسجد المصرع في الجانب الشمالي الشرقي من جبل الرماة «عينين» وهو ما درج على ذكره الباحث في معالم المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي، في عدد من دراساته حول معالم الجبل الذي شهد واحدة من أشهر المواقع التاريخية التي وقعت في السنة الثالثة من الهجرة.

وتساءل مرشد: من أين استقى الفايدي معلوماته عن هذا المسمى، حيث لم يعرف المسجد الصغير، الذي لا زالت بعض آثاره باقية في طرف الجبل، والذي يشير إليه الدكتور الفايدي باسمين الأول مسجد الوادي، والثاني مسجد العسكر، مطالبا الفايدي بتحري الدقة لأن المعارك الإسلامية لا تحتاج إلى توصيفات واجتهادات خاصة، لأن جميع التفاصيل عن تلك المعالم الأثرية موجودة في المصادر التاريخية.

وحول المكان الذي أصيب فيه سيدنا حمزة، رضي الله عنه، والذي يحدده الفايدي في الجزء الجنوبي الشرقي من جبل عينين، يرى مرشد أن تنيضب لم يصب الحقيقة، مؤكدا أنه من واقع كتب السيرة، وما ذكره المؤرخ الشريف العياشي، يرحمه الله، يثبت ميدانيا أن مصرع سيد الشهداء كان بين جبل الرماة، ومجرى العين القديمة، وقد حدد العياشي كذلك المسافة بين الصخرة التي وقف خلفها وحشي، والمكان الذي طعن فيه سيد الشهداء في ساحة المعركة شمال جبل الرماة.

ويستدل الباحث مرشد بتاريخ نقل جثمانه، رضي الله عنه، في عام 40 من الهجرة، وهو أمر مثبت من المكان الذي دفن فيه، بعد أن طغى سيل وادي قناة على المكان الذي صرع فيه سيد الشهداء، ونقل إلى تبه شمال غرب مصرعه، رضي الله عنه، وهي الحالية في زمننا هذا.

وقال مرشد إن معركة أحد، التي حدثت في الخامس من شوال من العام الهجري الثالث بـ700 رجل من المسلمين مقابل 3 آلاف من المشركين كان التفوق الأول فيها للمسلمين، لولا ملاحظة القائد المحنك خالد بن الوليد، رضي الله عنه، وعكرمة بن أبي جهل نزول الرماة المسلمين، فالتف المشركون حول جبل الرماة في طريق ضيق بينه وبين الوادي، ليفاجئ رجال خالد المسلمين من الخلف، وهنا يتهيأ وحشي ليرسل حربته باتجاه حمزة بن عبدالمطلب، ويصيب منه مقتلا في أرض المعركة.

ومن خلال تلك الخلفية التاريخية، يوجه مرشد تساؤلات للدكتور تنيضب: هل عندما أصيب سيد الشهداء بحربة وحشي، كان لديه القدرة ليتحرك ولو لأمتار؟ وكيف نقول إنه استشهد في مسجد المصرع، وأين هذا المسجد كما تقول، «في الجهة الشرقية من جبل الرماة»؟، وهل كان بمقدور من أصيب إصابة حمزة، رضي الله عنه، أن يتحمل تلك الضربة القاتلة ويزحف، وليته زحفا بل مشيا، نحو أعلى جبل الرماة ليستشهد هناك؟ويطرح مرشد رؤيته في هذا السياق، فيشير إلى أن الصخرة التي وقف خلفها أو بجوارها وحشي، تقع في الجهة الشمالية الشرقية من جبل الرماة، وعلى الحافة الغربية من وادي قناة، وبينها وبين المسجد الذي في أعلى الجبل مسافة أمتار، فكيف لمن طعن برمح في مكان قاتل من جسده الصعود إلى الأعلى، وهذا يحتاج من الشخص الصحيح إلى جهد.

من جهته، وفي حديثه لـ»مكة»، يؤكد الباحث في معالم المدينة المنورة تنيضب الفايدي أن مسجد المصرع يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من جبل عينين مع ميول الجبل، وهو مسجد صغير، ويمثل أول موقع أصيب به سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، حيث كمن له وحشي خلف صخرة، كما في القصة المعروفة، ولم يمت حمزة بن عبدالمطلب، رضي الله عنه، في الموقع نفسه، بل أسفل الجبل، وكان هناك مسجد صغير أيضا يسمى مسجد المصرع، ويرى الدكتور الفايدي أن الإشكالية هي متى أطلق عليه مسجد المصرع؟ وقد كان المسجد وإلى وقت قريب عبارة عن فناء صغير بمحراب يشابه مسجد الفسح التاريخي.

ولم ينكر الفايدي وجود مسجدي العسكر والوادي، فهما معروفان تاريخيا، بحسب قوله، وإن كان يجهل تاريخ تسميتهما التي لم تتحدد تاريخيا، مضيفا أن كلا من مسجد المصرع والوادي والعسكر لا تعد من المساجد العمرية، التي بنيت في زمن الخليفة عمر بن عبدالعزيز، رضي الله عنه.