التناك صدى التاريخ بمهرجان الساحل الشرقي
أعاد مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الثانية مهنة التناك التي غابت عن أهل المنطقة الشرقية ولم يتبق من ممارسيها إلا القليل، حيث تعتمد المهنة على صناعة الصناديق لحفظ الوثائق وصكوك المنزل أو ما يسمى «البروة» وكذلك تستخدم لتخزين الرز والسكر
أعاد مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الثانية مهنة التناك التي غابت عن أهل المنطقة الشرقية ولم يتبق من ممارسيها إلا القليل، حيث تعتمد المهنة على صناعة الصناديق لحفظ الوثائق وصكوك المنزل أو ما يسمى «البروة» وكذلك تستخدم لتخزين الرز والسكر
الخميس - 27 مارس 2014
Thu - 27 Mar 2014
أعاد مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الثانية مهنة التناك التي غابت عن أهل المنطقة الشرقية ولم يتبق من ممارسيها إلا القليل، حيث تعتمد المهنة على صناعة الصناديق لحفظ الوثائق وصكوك المنزل أو ما يسمى «البروة» وكذلك تستخدم لتخزين الرز والسكر.
ويبين «التناك» علي عبدالله القطري، أن التناك مهنة قديمة يقوم من خلالها بصناعة الصناديق ليحفظ فيها «البروة»: وهي أوراق صكوك البيت، كما يقوم بصنع «الحصالات» كصندوق تجمع فيه النقود للأطفال لتنمي فيهم ثقافة الادخار، بالإضافة إلى صنع «ضرابة الفحم» والتي كان عليها إقبال كبير في الزمن القديم ويستخدم في صناعتها الصاج والمطرقة والسندان.
وأضاف أن السعر يتم تحديده عن طريق نوعية الصاج المستخدم، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المهنة ورثها عن أبيه كهواية كما ورثها أخوه الأصغر الذي امتهنها، وأن هناك طلبات خاصة يمكن صنعها حسب رغبة الزبون مثل مصب الزلابية والطشت المخصص للعجين لصناعة الخبز.
وأشار القطري إلى أن مهنة «التناك» تكاد تكون معدومة هذه الأيام لأنها سوق لا تغري كثيرين، بسبب غزو البضائع المستوردة كل مناحي الحياة، لافتا إلى أنه يستخدم بجانب المطرقة والسندان أدوات أخرى مثل البيب والمقص، ويقوم بتجهيز طلبات زبائنه في بيته.
من جهة أخرى تشارك مملكة البحرين بمهرجان الساحل الشرقي بأربعة محامل تقليدية مصنوعة من الخشب يقودها أربعة نواخذ، ضمن برنامج تقدمه اللجنة المنظمة للمهرجان بشكل يومي لتسيير رحلات غوص بحرية بمشاركة خمسين نوخذة من أشهر النواخذ في المنطقة الشرقية والبحرين، يتم من خلال هذه الرحلات تجسيد حياة الغاصة والبحارة وصيدهم للأسماك واستخراج اللؤلؤ.
وفي الوقت الذي تبحر فيه عشرون سفينة ومركبا شراعيا يقودها خمسون نوخذة بشكل جماعي يوميا تبدأ معها قصة النواخذة باختيار البحارة والنهامين وخط سير الرحلة ومناطق «الهيرات»، ثم يتم بعد ذلك ركوب السفينة وتوديع البلدة والأهل في مشهد يسمى «الدشة» والإبحار على إيقاع اليامال، ثم يبدأ دور الصيادين بالصيد «بالقرقور» والشباك وتأتي في الختام مراسم الاستقبال بعد العودة عند الغروب إلى الشاطئ وتسمى «القفال».
وقال منظم الرحلات البحرية عبدالمحسن السبيعي إنه يتم جلب أكثر من 500 شخص يوميا من أرجاء المنطقة الشرقية للاطلاع على المهرجان ومن ثم عمل رحلات بحرية على متن السفن الشراعية والتقليدية إلى جانب تسيير رحلات بحرية لعدد من المنشآت الحكومية والخاصة.
ويقول النوخذة البحريني ذو الستين عاماً عبدالله سلمان داود: إنه عاصر مراحل الغوص بأيامه الأخيرة، مشيداً بمهرجان الساحل الذي أعاد تراث الأجداد للأحفاد ونقل معاناة الجيل السابق في سبيل توفير لقمة العيش.
وعن المحمل المشاركين فيه قال: أنه يحمل اسم «رابحة» وقاده العديد من النواخذة من السعودية والبحرين وقطر ويعد من أقدم المحامل المشاركة في المهرجان وبني في البحرين منذ أكثر من 123 عاما.