بيض عيون تكشف ضحالة الدراما الخليجية
بعد أربعة عروض متتالية في مركز الملك فهد الثقافي، يحتاج المشاهد أن يحدد أولاً ما هو التصنيف الفني الذي يناسب مسرحية «بيض عيون» قبل أن يحكم عليها، فهي لن تكون خيارا مثاليا لشخص ينتظر منها كل ما يمكن لعمل مسرحي أن يقوم به، ولكنها قد تكون عملا مميزا ناجحا يستخدم المسرح في أداء شكل محدد ضمن العناصر المطلوبة والمعطيات المتوفرة
بعد أربعة عروض متتالية في مركز الملك فهد الثقافي، يحتاج المشاهد أن يحدد أولاً ما هو التصنيف الفني الذي يناسب مسرحية «بيض عيون» قبل أن يحكم عليها، فهي لن تكون خيارا مثاليا لشخص ينتظر منها كل ما يمكن لعمل مسرحي أن يقوم به، ولكنها قد تكون عملا مميزا ناجحا يستخدم المسرح في أداء شكل محدد ضمن العناصر المطلوبة والمعطيات المتوفرة
الخميس - 27 مارس 2014
Thu - 27 Mar 2014
بعد أربعة عروض متتالية في مركز الملك فهد الثقافي، يحتاج المشاهد أن يحدد أولاً ما هو التصنيف الفني الذي يناسب مسرحية «بيض عيون» قبل أن يحكم عليها، فهي لن تكون خيارا مثاليا لشخص ينتظر منها كل ما يمكن لعمل مسرحي أن يقوم به، ولكنها قد تكون عملا مميزا ناجحا يستخدم المسرح في أداء شكل محدد ضمن العناصر المطلوبة والمعطيات المتوفرة.
تدور القصة حول الشاب الذي يرغب في الشكوى بعد أن اشترى «بيضا فاسدا»، فقد عدّ أن تتبع مشكلته سيقود إلى اكتشاف الفساد، وظل يمر بمراحل طويلة من مراجعة الجهات المختلفة كهيئة الغذاء والدواء، وحماية المستهلك، ليكتشف في كل مرة أن موضوعه لا يمثل أهمية تذكر لدى أحد، حتى وصل به إلى «المجلس» الذي عدّ مناقشة موضوع «البيض الفاسد» ليس بأهمية البحث في مسألة «بيض الحبارى»! حضور المسرحية من مشاهدي التلفاز ومستمعي الإذاعة سيفكرون ألف مرة قبل تصديق حدوتة مفرطة الدرامية في مسلسل خليجي، أو قبل الاقتناع بمنطقية إعلان تجاري في الإذاعة، فالممثلون قدموا فاصلا نقديا ساخرا كشف مستوى الضحالة في هذه المسلسلات والإعلانات، تفاعل الجمهور كان عاليا مع هذا الفاصل، وبشكلٍ لا يمكن تجاهله لمجرد أن أحد الممثلين استخدم عبارة «أبو محمد»، التي أصبحت رمزا للدعاية عبر الإذاعة، أثناء تأديته لدعاية إذاعية متخيلة، وهي ذاتها التي استخدمها خالد الفراج في برنامجه اليوتيوبي «نص الجبهة» عندما انتقد الموضوع ذاته.
المؤلف الصقر والمخرج الباز كانا تواردا غير مقصود، ولكن المقصود ربما هو استخدام العيون في العنوان كناية عن فكرة المراقبة والرصد، وكذلك توظيف «البيض» تحديدا ليتماس مع موضوع الفساد، ورمزية الظاهر المعتاد والباطن غير المتوقع أحيانا، إضافة إلى أن العمل قدم تلميحات نقدية خاطفة حول مجموعة من القضايا الأخرى، ومنها غلاء المهور وارتفاع أسعار بعض السلع وحوادث المعلمات وغياب السينما وعدم فاعلية بعض الجهات في التعامل مع مشكلات المواطنين وغيرها.
مخرج العمل خالد الباز الذي أشاد بالرؤى التي قدمها وكيل أمانة الرياض الدكتور إبراهيم الدجين لفريق العمل، ذكر أن المسرحية كباقي أعماله التي يعدّها بمثابة الكائنات الحية التي تنمو بالنقد والأفكار والانطباعات، مشيرا في حديثه لـ «مكة» إلى أن العروض المتعددة التي تنطوي دائما على تعديلات وتطوير للنص والأداء من شأنها أن تصعد بمستوى العمل، وفي تعليقه على تكرار بعض القضايا التي تناولتها مسرحيات سابقة، علق الباز «طالما أنها لم تحل فما المانع من تكرارها؟»
بطاقة المسرحية:
تأليف: جمال الصقر
إخراج: خالد الباز
تمثيل: محمد علي، محمد القس، نايف فايز، بدر اللحيد، محمد الشدوخي
مهندس الديكور: عبدالمقصود محمود.