شبوح وابن خلدون
انتقد أكاديميون ومهتمون بمجال التاريخ ما اعتبروه تجاهلا عربيا لابن خلدون، في الوقت الذي منحه الأوروبيون اهتماما أكبر، معتبرين أن صاحب المقدمة الشهيرة يمثل مادة متجددة وقابلة لمزيد من البحث والمناقشة، وأن الخلافات التي أثيرت حوله ليست سوى دليل على عبقريته
انتقد أكاديميون ومهتمون بمجال التاريخ ما اعتبروه تجاهلا عربيا لابن خلدون، في الوقت الذي منحه الأوروبيون اهتماما أكبر، معتبرين أن صاحب المقدمة الشهيرة يمثل مادة متجددة وقابلة لمزيد من البحث والمناقشة، وأن الخلافات التي أثيرت حوله ليست سوى دليل على عبقريته
الأربعاء - 26 مارس 2014
Wed - 26 Mar 2014
انتقد أكاديميون ومهتمون بمجال التاريخ ما اعتبروه تجاهلا عربيا لابن خلدون، في الوقت الذي منحه الأوروبيون اهتماما أكبر، معتبرين أن صاحب المقدمة الشهيرة يمثل مادة متجددة وقابلة لمزيد من البحث والمناقشة، وأن الخلافات التي أثيرت حوله ليست سوى دليل على عبقريته.
وخلال محاضرة «الجديد في ابن خلدون المؤرخ»، التي ألقاها الدكتور إبراهيم شبوح أمس الأول، في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تحدث المحاضر عن شخصية المؤرخ التي لم يعرفها الكثيرون، والتي تم ربطها لوقت طويل بعالم السياسة وعلم الاجتماع، ومدافعا عنه أمام ما تعرض له من هجوم بعض المؤرخين والمحققين، قائلا «الذين يتهمون ابن خلدون لم يقرؤوا له شيئا».
وتناول شبوح جوانب من أبرز ما كتب حول ابن خلدون، والدراسات التي تناولت كتبه، مشيرا في الوقت ذاته إلى مراحل من سيرة حياته، حيث ذكر أنه عانى من الاغتراب والدسائس، وفي مقدمتها ما وصفه المحاضر بالإساءات التي تعرض لها ابن خلدون من أبي حجر العسقلاني، ومن بعض العلماء في مصر التي عاد إليها بعد نهاية الفاطميين.
كما تحدث عن العالم ابن عرفة، قائلا إنه تآمر على ابن خلدون بسبب أن الأخير اجتذب طلابه حين وصل إلى المغرب، مضيفا» لقد بقي محاربا حتى اكتشفه الفرنسيون عام 1854 وطبعوا مقدمته الشهيرة» الأكاديمي التونسي شبوح، الذي يرى أن ابن خلدون مادة خام لم تبحث كما يجب، ذكر أنه كان من أفضل الباحثين في مجال التفسير، ولاسيما في تناوله قصة النبي يوسف عليه السلام، كما انتقد تجاهل الذين جاؤوا بعده لسيرته، حيث لم يشر إليها سوى الزركشي وابن أبي دينار وبشكل بسيط جدا، في الوقت الذي تحدث عنه علي بن أحمد المقريزي بشكل أكبر، حيث كان تلميذه، وعلق على الذين يتهمون ابن خلدون في علمه أو نتاجه بأنهم لم يقرؤوا مجلداته السبعة الشهيرة، وإنما حكموا عليه من خلال جزئيات بسيطة جدا فيما كتب، وهذا «ظلم للرجل».
وفي تجسيد عملي لحالة الاختلاف المستمر حول ابن خلدون، لم تخل المحاضرة من آراء متباينة، حيث يرى الدكتور فهد الدامغ أن ابن خلدون منظّر مميز، ولكن هناك من هم أفضل منه، ويضيف «هناك أخطاء في حديث ابن خلدون عن الجزيرة العربية، ولا أعرف هل هي منه، أم من الرواة»، وهي الجزئية التي علق عليها شبوح بأن القيمة الحقيقية هي القواعد التي اتبعها ابن خلدون في كتابة التاريخ، ومنها نشأة الناس والدول والجوانب الجغرافية والصراعات الاجتماعية والسياسية وغيرها، مضيفا «كلها روايات شفهية عن ثقات، وهناك مسائل ومسلمات هو مؤمن بها ولا يجادل فيها، وقد يكون هذا من المآخذ عليه، فهو مثلا ينقل كثيرا عن ابن الأثير، وربما لا يدقق كثيراً في هذا النقل».
كان ابن خلدون يكتب اسمه بفتح الخاء وليس بضمها، كما ينطقها كثيرون، كما أنه صنع حروفا خاصة ليستوعب الأصوات التي في اللهجات، وهذا أمر لم يسبقه إليه أحد من المؤرخين.. معلومتان إضافيتان عرفهما حضور الندوة التي فتحت موضوعا يرى الجميع، تقريبا، أنه ما زال قابلاً لإعادة القراءة والدراسة والفهم.