لماذا نعشق الإجازات؟

نعشق الإجازات بكل بساطة لأن تعليمنا ممل، وأغلبه يعتمد على التلقين ويقل فيه الجانب التطبيقي ويغيب عنه الجانب الترفيهي، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تدني مستوى التعليم

نعشق الإجازات بكل بساطة لأن تعليمنا ممل، وأغلبه يعتمد على التلقين ويقل فيه الجانب التطبيقي ويغيب عنه الجانب الترفيهي، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تدني مستوى التعليم

الأحد - 23 مارس 2014

Sun - 23 Mar 2014



نعشق الإجازات بكل بساطة لأن تعليمنا ممل، وأغلبه يعتمد على التلقين ويقل فيه الجانب التطبيقي ويغيب عنه الجانب الترفيهي، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تدني مستوى التعليم.

يختلف العديد في الأسباب فمنهم من يلوم المناهج ويصفها بالعقيمة ومنهم من يرى أن المباني التعليمية مهترئة ولا تحتوي على الأدوات التعليمية الحديثة وهناك أيضاً من يعزو السبب لتكدس الطلاب وعددهم في الفصول، ولكن الحقيقة التي توصلت لها إحدى الدراسات التي أجريت على آلاف الطلبة في العديد من الدول هي أن هذه العوامل لم تلعب دورا كبيرا في مخرجات التعليم على عكس نوعية المدرس وتأهيله.

في التجارب التي أجرتها هذه الدراسة كان المدرس هو العنصر الثابت والمؤثر الرئيس في مخرجات التعليم.

فالمناهج على اختلافها كانت قادرة على إخراج منتج طلابي مميز، وكذلك المباني المتهالكة وكذلك الفصول المزدحمة.

ولكن المدرس غير المؤهل كان عاجزا تماماً عن إخراج طلاب بمستوى تعليمي مميز.

هذا الجو التعليمي الممل واختفاء العوامل المشجعة والتي تربط الطالب بالمدرسة أو الجامعة أدى لاختناق الطالب من جو التعليم، فأصبح ينتظر الإجازة بشغف، حتى أصبح من الظريف أن نرى حساب “إجازات السعودية” في تويتر يتجاوز متابعوه عدد متابعي وزارة التربية والتعليم.

في المقابل صعقت تماماً في إحدى سفراتي لأوروبا عندما شاهدت إحدى الأمهات تهدد ابنها كثير الحركة بأنها سوف تحرمه من الذهاب للمدرسة غداً في حال لم يستجب لكلامها.

بالتأكيد هذا الطفل وجد في مدرسته المدرس والأجواء التي جعلته يفضل المدرسة على أن يتغيب ويقضي يومه في المنزل.

ما يدعو للقلق لدينا مسح إحصائي نشر مؤخراً عن دول مجموعة العشرين أظهر أن السعودية هي صاحبة أعلى معدل للإجازات الرسمية حيث بلغت 59 يوما بينما الصين 5 أيام فقط! صحيح أن الإجازات تحرك التجارة والأسواق وتساهم بشكل رئيسي في زيادة المبيعات، ولكن الأعداد الكبيرة من السعوديين والتي تسافر للخارج في الإجازات تؤثر بشكل سلبي في الميزان التجاري.

وأيضاً هذا الكم الهائل من الإجازات يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الدولة واقتصادها في حال كانت دولة صناعية، لذلك نجد المعدل في الهند 12 يوما وكوريا الجنوبية 15 يوما فقط.