مثقفون: قنافذ المديفر إثارة إعلامية

أثار عبدالله المديفر حفيظة المثقفين بوصفه لهم بالقنافذ وقاطعي الطريق واللصوص في محاضرته التي قدمها الاثنين المنصرم بنادي حائل الأدبي، واستغربوا مثل هذه الأوصاف

أثار عبدالله المديفر حفيظة المثقفين بوصفه لهم بالقنافذ وقاطعي الطريق واللصوص في محاضرته التي قدمها الاثنين المنصرم بنادي حائل الأدبي، واستغربوا مثل هذه الأوصاف

الجمعة - 21 مارس 2014

Fri - 21 Mar 2014



أثار عبدالله المديفر حفيظة المثقفين بوصفه لهم بالقنافذ وقاطعي الطريق واللصوص في محاضرته التي قدمها الاثنين المنصرم بنادي حائل الأدبي، واستغربوا مثل هذه الأوصاف والتعميم المطلق من قبله.

يقول الكاتب سعود البلوي: «عبدالله المديفر مذيع وإعلامي بارز يقدم عددا من البرامج الحوارية، لكني لم اطّلع على مشروعه الثقافي، ومع ذلك حاول في محاضرته أن يؤدي دورين في وقت واحد؛ أن يمثّل المثقف العميق، والإعلامي البارز، فظهر منه هذا التحامل على المثقف بهذه اللغة التعميمية الباحثة عن الإثارة من خلال الأوصاف التي أطلقها والتي وقفت على حافّة الشتيمة».

من جانبه، يقول الكاتب شتيوي الغيثي: «في الحقيقية لم يزعجني كلام المديفر كونه وصف شيئا واقعا وموجودا لدى بعض المثقفين في السعودية، ونحييه على شجاعته وجرأته».

ويضيف الغيثي: «على المثقفين ألا يغضبوا من النقد لأن الناقد منقود كما يقول الغذامي، ربما المزعج في الأمر هو حالة التعميم التي أطلقها، فلم يستثن أحدا حسب ما قرأنا في الصحف، إذ يمكن أنه استثنى مواقف لمثقفين جيدة لكن لم يذكرها الإعلاميون الذين تكفلوا بتغطية المحاضرة، كما هي العادة في تجاهل ما لا يثير عند بعض الإعلاميين في بحثهم عن الإثارة حتى لو استلزم ذلك الاقتصاص المتعمد و(تلصيق) سياق بسياق آخر من أجل الإثارة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى علينا أن نفهم أن المديفر ينتقد المثقف من زاويته الإعلامية وهي زاوية بالعادة لا تبتعد عن الإطار الإعلامي حتى في المسألة الثقافية، بمعنى أنها تتلبس اللبوس الإعلامي الذي يبحث عن الإثارة الإعلامية دون الغوص في النتاج الثقافي ونقده، ولذلك دائما ما تأتي الأمور سطحية في التناول الإعلامي بحكم أنها تأخذ بظواهر الأشياء دون الغوص في عمق التجارب الثقافية حتى لو كانت تجارب بسيطة».

ويضرب شتيوي مثالا قائلا: «عدد كبير من الشباب والشابات يكتبون القصة القصيرة وبعضهم يكتب القصيدة العمودية، أو التفعيلة، أو قصيدة النثر، وبعضهم لهم إنتاج في الكتابة المسرحية الجادة، وحصلوا على جوائز في الخليج على نصوصهم، هؤلاء لهم منتوجهم الثقافي الذي لا يمكن أن يحصره المديفر ولا غيره من متخصصي النقد، هؤلاء لا يمكن إخراجهم من دائرة الثقافة، فهل دخلوا ضمن القائمة التي أعدها أخونا؟، أكاد أجزم أن المديفر لا تواصل له مع هؤلاء، إلا عندما دخل في دائرة الكتابة الإعلامية، التي يحسن اللعب في منطقتها، لذلك يصعب تماما تصنيف المثقفين ما لم يكن هناك وقوف حقيقي على المنتوج الثقافي، وهو منتوج يختلف فيه الناس رفضا أو قبولا، وهذه طبيعة أي منتج ثقافي، وعلى هذا الأساس تصبح محاكمة الإعلامي للمثقف ظالمة تماما كما هي محاكمة المثقف للإعلامي، لأن كليهما يتحركان في منطقتين تختلفان في الأطر رغم تقاربهما وتوازيهما، إلا أننا يجب أن نأخذ باعتبارية «الحقل» كما طرحها بورديو، فحقل الإعلامي يختلف عن حقل المثقف، أقصد هنا المثقف ذا النتاج الثقافي، ربما كان أخونا المديفر يقصد عينة من (المثقفين الإعلاميين)، وهذا صحيح إلى حد ما، أُصِرُّ أن أقول: (عينة) و (إلى حد ما) لكي لا أقع في التعميم الذي وقع هو فيه، لأن الإنتاج الثقافي الإعلامي، بكل بساطة، أكبر من أن نحصيه، أو نحصر مثقفيه كذلك، لكي نضعهم في أطر قاصرة بطبيعتها كونها جهدا بشريا فرديا، و(ربما) قصد المديفر هذا الطرح لكي يثيره إعلاميا كما هي منطقة اشتغاله التي يتقنها، وأعتقد أنه نجح في ذلك».

أما الشاعر عبدالهادي صالح فيقول «الذي نعرفه عن الإعلامي عبدالله المديفر أنه شخص يتمتع برجاحة في العقل وحسن في التصرف، ومن يتابعه في برنامجه التلفزيوني سيعرف إلى أي مدى يتمتع بذكاء وحنكة، وأعتقد أن ألفاظا مثل لصوص وقنافذ وسواها لا تصدر من شخص مثله، وكان بإمكانه التعبير عما لا يعجبه بألفاظ أكثر لباقة وحكمة، والمعجم العربي مليء بالمفردات المؤدبة حتى لا يسقط من أعين المشاهدين والمتابعين ويقل احترامهم له».

ويضيف صالح: «في حديث المديفر شيء من الصحة عن إلقاء بعض المثقفين مشاريعهم الثقافية جانبا، و البحث عن مواقع لا تهم الحركة الثقافية في البلد ولا تؤسس لمشروع فكري ينهض بالعقل ويزيد من الوعي، وكان يمكن له أن يوضح ذلك دون أن تأخذه الحماسة الإعلامية أو الاندفاع في حديثه».