الشعراء والنقاد.. أسرار معرفة النص
عرف النقد العربي أن الشاعر هو الناقد الأول لنصه، واشتهرت مقولة بشار بن برد حين هاجم اللغويين ونفى عنهم فهم الشعر ومعرفته في قوله: «ليس هذا عمل أولئك القوم، إنما يعرف الشعر من يطّر إلى أن يقول مثله»
عرف النقد العربي أن الشاعر هو الناقد الأول لنصه، واشتهرت مقولة بشار بن برد حين هاجم اللغويين ونفى عنهم فهم الشعر ومعرفته في قوله: «ليس هذا عمل أولئك القوم، إنما يعرف الشعر من يطّر إلى أن يقول مثله»
الجمعة - 21 مارس 2014
Fri - 21 Mar 2014
عرف النقد العربي أن الشاعر هو الناقد الأول لنصه، واشتهرت مقولة بشار بن برد حين هاجم اللغويين ونفى عنهم فهم الشعر ومعرفته في قوله: «ليس هذا عمل أولئك القوم، إنما يعرف الشعر من يطّر إلى أن يقول مثله».
ومضايق الشعر وأسراره دافع عنها البحتري حين رفض تسليم العلم بها إلا لشاعر، وقال لما علم بأن ثعلب يفسر الشعر «ليس هذا من عمل ثعلب وذويه من المتعاطين لعلم الشعر دون عمله، إنما يعلم ذلك من دفع في مسلك الشعر إلى مضايقه».
فأغلب الشعراء القدماء يرفضون أن يحكم على الشعر وينقده مؤدب أو لغوي، لذا نصبت للنابغة خيمة للنقد ولم تنصب لعالم، فناقد الشعر هو شاعر في الأصل، وهذه الظاهرة لرفض نقد الشعر إلا من شاعر موجودة لدى الغرب، فالشاعر جونسون كان يرى أن الحكم على الشعراء هو من اختصاص الشعراء وليس كل الشعراء أيضا بل أفضلهم.
وفي هذا السياق للشعراء المعاصرين رأي يتعالق مع القديم ويضيف عليه.
«حضور الناقد له أهمية كبيرة لأن الناقد له أدواته المعرفية ويبقى متسلحا بالعدة النقدية، بينما الشاعر قد يعتمد على موهبته فقط وإحساسه الشاعري، وتأريخا، قال المتنبي «ابن جني أعلم بشعري مني»، حيث كان هناك مهتمون بنقد الشعر أكثر من الشعراء، وعلى علم بفرز الشعر أفضل من الشعراء أنفسهم، فالشاعر لديه موهبته ولكن قد يرى الناقد أكثر مما يراه الشاعر ذاته، وقد يجمع الشاعر الموهبتين؛ الشعر والنقد، كما فعل النابغة الذبياني مثلا».
محمد سيدي
«أؤمن أن النص وجد قبل التأويل، بالتالي الشاعر بحكم أنه هو المبدع الحقيقي للنص فمن باب أولى أنه الأعلم بتفاصيله،صحيح أن الناقد يمتلك مفاتيح الدخول إلى النص ولكن تبقى المفاتيح رهنا بثقافة المتلقي.
فالناقد يقوم بتأويل النص وفقا لثقافته،وبالتالي قد يتقاطع جزئيا أو كليا مع الشاعر وقد لا يتماس،ومن الجانب التاريخي فالنقاد وجدوا بعد وجود النص الشعري،ومنهم استمد تجربته النقدية من خلال السياقات الشعرية التي حفظها،بالتالي فالنقد القديم منطلقا من ثقافة النص الذي شكل تجربته النقدية».
طلال الطويرقي