الطوائف المتشددة والإرهابية أساءت للإسلام والمسلمين
يصاحب ظهور الطوائف والأديان والسياسات عبر التاريخ وجود المتعصبين، ويمثلون الفرقة الأقل عددا ولكنهم الأكثر تأثيرا، فهم يبحثون عن إثبات وجهة نظرهم المخالفة للأغلبية تحت مظلة التبريرات بالانتماء أو الواجب تجاه دينهم
يصاحب ظهور الطوائف والأديان والسياسات عبر التاريخ وجود المتعصبين، ويمثلون الفرقة الأقل عددا ولكنهم الأكثر تأثيرا، فهم يبحثون عن إثبات وجهة نظرهم المخالفة للأغلبية تحت مظلة التبريرات بالانتماء أو الواجب تجاه دينهم
الجمعة - 16 يناير 2015
Fri - 16 Jan 2015
يصاحب ظهور الطوائف والأديان والسياسات عبر التاريخ وجود المتعصبين، ويمثلون الفرقة الأقل عددا ولكنهم الأكثر تأثيرا، فهم يبحثون عن إثبات وجهة نظرهم المخالفة للأغلبية تحت مظلة التبريرات بالانتماء أو الواجب تجاه دينهم.
ولم يخل دين عبر تاريخ البشر منهم، واليوم نواجه الأمر ذاته مع المتعصبين باسم الإسلام، والذين ظهروا بأعمال العنف والإرهاب، ورفضوا الأفكار وحاكموا الناس عليها، في المقابل نجد إنكار الأكثرية من المسلمين المعتدلين لأفعال المتعصبين وللذين يقتلون باسم الدين.
فعلى المستوى السياسي مثلا قبل قرن كان يحاكم المئات بسبب معارضتهم للمشاركة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى، حيث حكم على الزعيم الاجتماعي يوجين دبس بالسجن 10 سنوات بسبب مقولته «يجب أن تعرفوا أنكم أكثر من مجرد عبيد أو جنود للحرب يمكن الاستغناء عنهم«.
وفي 1826، أعدم شخص في إسبانيا بتهمة الهرطقة الدينية بناء على طلب من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، كذلك الإسلام واجه أتباعا يعتقدون أنه من الواجب عليهم قمع الأفكار التي لا يتفقون معها بأي وسيلة، ومع هذا نجد اليوم آخرين مستقلين باعتدال عن التعصبات التي تنشئها الأفكار الخاطئة عن الأديان بشكل عام، والإسلام بشكل خاص.
ويشكل المتشددون المسلمون أقلية صغيرة من العالم الإسلامي، حيث أظهر استطلاع للرأي من مركز بيو للأبحاث أن النصف أو أكثر من المسلمين في الدول التي شملها الاستطلاع، استنكروا التفجيرات الانتحارية وتصرفات العنف التي تستهدف المدنيين، والتي يبررها المتعصب باسم الإسلام، كما أن العدد الذي يرتكب هذه الأفعال يعد صغيرا مقارنة بمسلمي العالم البالغ عددهم 1.
6 مليار.
ويقول كاتب الرأي بصحيفة شيكاغو تربيون ستيف تشابمان: إن ظهور الدعم للإرهاب من قبل بعض الجماعات، ورط عددا كبيرا من المجتمعات في التفسيرات الخاطئة عن الإسلام، كما يجب الابتعاد عن الافتراض المتعجرف بأننا غير ملامين وأن الدينلا يلعب أي دور في أخطائنا، فمثلا يميل المسيحيون البيض من الأمريكان إلى تفضيل استخدام العنف ضد الإرهابيين المشتبه بهم، هل يعني هذا أن تعاليم اليسوع بطبيعتها وحشية؟ هل يعني أن المسيحية غير قادرة على التسامح والسلام؟مؤكدا على أن عملية تمدن البشرية وتحريرها من التشدد طويلة وبطيئة قد يتداخلها بعد الانتكاسات، وهذا ما أدركه معظم الغرب منذ وقت طويل، ولكن لم يدركه بعد المتطرفون المسلمون: ففي معركة الأفكار، المنطق هو السلاح الوحيد، وأي قضية تلجأ فيها إلى القتل والملاحقة ضد من تختلف معهم ما هو إلا اعتراف بالفشل، وأي نظام من المعتقدات لا يمكنه الاعتماد على الإقناع للفوز على مشككيه، هو نظام ضعيف ومعيب، والجماعات المعاصرة التي لم تصل بعد إلى هذه الحقيقة ستصل حتما إليها في يوم ما.