حارة السادة سيدة الحارات المكية
بعد ضجيج البشر الذي توشحت به حارة السادة، بات ضجيج المعدات الثقيلة والمجنّزرات هو السائد في أزقتها، ليحفل تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام بالنصيب الأكبر من العناية والاهتمام
بعد ضجيج البشر الذي توشحت به حارة السادة، بات ضجيج المعدات الثقيلة والمجنّزرات هو السائد في أزقتها، ليحفل تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام بالنصيب الأكبر من العناية والاهتمام
الثلاثاء - 18 مارس 2014
Tue - 18 Mar 2014
بعد ضجيج البشر الذي توشحت به حارة السادة، بات ضجيج المعدات الثقيلة والمجنّزرات هو السائد في أزقتها، ليحفل تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام بالنصيب الأكبر من العناية والاهتمام.
بالعودة إلى العقود الخمسة أو الستة الماضية، نجد أن «السادة» كان يطلق عليها آنذاك «حارة الصبغة»، وظلت على هذا الاسم حتى حضرت جموع السادة من الدوح الكبيرة، ثم تقلدت حلتها الجديدة كوثيقة لتمركزهم وسيادتهم على تلك الأرض.
فبيت آل شعيب، وبيت الهاشمي، وبيت الأرمطة، وحتى السيد..هي الأكثر شهرة من بين السادة الكرام الذين سكنوا سيدة الحارات المكية، وظلت عامرة بذكرهم حتى يومنا هذا.
أما البقية منهم فقد لزموا «جبل جحشة»، وحارة البيبان الواقعة في الجهة الشمالية للحرم المكي الشريف، وتبعد عنه بما يقارب كيلومتر أو كيلومتر ونصف.
هذه الحارة التي تزينت بملامح القدم تبلغ مساحتها قرابة عشرة آلاف متر مربع.
وعلى الرغم من بقاء بعض سكانها أو ورثتها ممن وافت ذويهم المنية فودعوها لتبقى أزقتها تفوح بأيام علقت في ذاكرة «السيدة»، إلا أن كل بقعة منها تئن لفراق أولئك الذين ارتحلوا عنها متجهين نحو الأحياء الجديدة بمكة.
بيوت «السادة» فيما مضى لم تكن سوى أعشاش وصنادق، ودامت على هيئتها تلك، لأن حريقا ألم بها، فتآكلت على إثره من بدايتها إلى منتهاها، هذا ما أكسبها طلعة رثة أحادية الطراز، فبعد أن نجا الأهالي من أوار اللهب و اختفت بيوتهم منحتهم الدولة مساحات قدرت بـ80 مترا مربعا لكل أسرة على أرضها، فنصبوا عليها بيوتهم بطابع «سيامي» بحت، حتى إن العابرين في أزقتها لا تعاني أبصارهم مشقة الاختلاف، فجميعها متشابهة.
عمدة جرول سابقا، طلال بن حسان، يصف السيدة بأنها جزء لا يتجزأ من الحارات المكية التي ضمت أشهر العوائل وأعرق سوق في تاريخها لبيع الحطب وأعلاف الماشية، لكنها الآن لم تعد تذكر، خاصة بعد أن هجرها أصحابها.
السادة لا تقتصر على كونها إحدى الحارات المكية، بل تعد أيضا مرفأ وأما ومدرسة طالتها لحظات مخاض عسيرة في ظاهرها، لكنها بهيجة الباطن، فقد شهدت ولادة عدد من القادة العسكريين والعلماء والتجار، أمثال الشيخ أحمد محمد نور سيف، والعميد فيصل زيد الهاشمي مساعد مدير شرطة الجوف سابقا، والشيخ عبدالرحمن بخش مؤسس أول مصنع ألبان في المنطقة الغربية، إضافة إلى العميد عبدالعزيز محمد الهاشمي مساعد مدير جوازات منطقة جازان سابقا.