"تعلومهم": رؤية ستلهم وزير التربية والتعليم كثيرا
«تعلومهم» كتاب جديد ألفه المهندس الدكتور عزام محمد الدخيل، وهو ضمن إصدارات الدار العربية للعلوم هذا العام وضمن الكتب المشاركة في معرض الكتاب الأسبوع الماضي
«تعلومهم» كتاب جديد ألفه المهندس الدكتور عزام محمد الدخيل، وهو ضمن إصدارات الدار العربية للعلوم هذا العام وضمن الكتب المشاركة في معرض الكتاب الأسبوع الماضي
الاثنين - 17 مارس 2014
Mon - 17 Mar 2014
«تعلومهم» كتاب جديد ألفه المهندس الدكتور عزام محمد الدخيل، وهو ضمن إصدارات الدار العربية للعلوم هذا العام وضمن الكتب المشاركة في معرض الكتاب الأسبوع الماضي.
في عشرة فصول يلقي الضوء على ملامح التجربة التعليمية مع عرض لأحدث نتائج الأوراق البحثية المنشورة والمعلومات والإحصاءات والمقالات حتى مطلع 2014م عن تلك الأنظمة في الدول العشر الأوائل في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي وهي بالترتيب: فنلندا، كوريا الجنوبية، هونغ كونغ، اليابان، سنغافورة، المملكة المتحدة، هولندا، نيوزيلندا، سويسرا، كندا.
يجيء هذا الكتاب كعرض لأهم اللمحات التعليمية والتربوية في تجارب تلك الدول المتقدمة بمجال التربية والتعليم، التي تؤكد بنهاية قراءة الكتاب على أن النجاح في التعليم لا يكون عبر وصفة سحرية مفاجئة أو تطبيق مباشر لتجارب الدول المتقدمة دون تأسيس مسبق أو تجريب رؤى فريق المستشارين على رؤوس الطلبة الصغار دون تدرج.
إنما نتيجة كم هائل من التراكم الحضاري والفكري والثقافي والابتكار الدائم مسنودا بدعم العوامل والظروف والبيئات الحاضنة التي ترعاها وتحيط بها وتسهم في نمائها.
صدور هذا الكتاب في جاء وقت تسعى وزارة التربية والتعليم بقيادة الأمير خالد الفيصل إلى التغيير في آليات صناعة الجيل الجديد عن طريق استبعاد التقنيات التعليمية القديمة التي أثبتت بجدارة فشلها في تخريج أمم تقنية، وحتى يكون التغيير ساعدا مهما في بناء المعرفة ودعم الاقتصاد الوطني والتنافسية الدولية.
يوفر تعلومهم ككتاب ملخص جديد وجيد تمت كتابة فصوله بطريقة احترافية أكاديمية ملخصة وواضحة مرفقة بالمراجع الموضوعة في هامش كل صفحة حتى يمكن القارئ ومن يستعين به على الاطلاع على تجارب الدول في استعراض جيد وسهل ومباشر، لأن الاستفادة من تطبيقات الدول الناجحة واستلهام أفكارها أحد العوامل المهمة التي تنقذ الأمم الساعية نحو اللحاق بركب الحضارة والتقدم من الوقوع أو الاستمرار بالعيش في روح التخلف وعقلية الجهل.
يقارن الكتاب بشكل عام بين أهم العوامل المشتركة بين البلدان العشرة الأوائل في مجال التعليم وهي المتعلقة بأنظمة: تطوير أنظمة التعليم المدرسي وقوانينها ومزاياها، مراحل التعليم الأساسي، المدارس، المعلمين وتأهيلهم، الطلاب، مشاركة الآباء في العملية التعليمية، التمويل الحكومي والدعم من المنظمات المتنوعة غير الحكومية، الامتحانات، والمساءلة وغيرها.
يبدأ الكتاب فصله الأول باستعراض أهم ملامح التجربة التعليمية في فنلندا، وهي الدولة التي تتصدر قائمة الدول المهمة والمنجزة في مجال التعليم الأساسي.
وقد جاء في الفقرة الثانية من قانون التعلم الأساسي الفنلندي:» إن الغرض من التعليم هو دعم نمو الطفل ليصبح إنسانا وعضوا مسؤولا من الناحية الأخلاقية في المجتمع، وتوفير المعرفة والمهارات الضرورية لمواجهة الحياة».
كما أن سياسية التعليم الفنلندية ترتكز على مبدأ التعلم المستمر مدى الحياة.
أما التجربة التعليمية اليابانية فأهم ما يميز تعليمها هو عدم الشعور بالاستعلاء تجاه ثقافة الغير الذين هم بحاجة إليها، وبالتالي استفادوا من أنظمة التعليم في الدول المتقدمة وطعموها بنكهات الثقافة اليابانية من قيم الانضباط المتأصل والقائم،فجاؤوا على على المستوى الرابع عالميا بحسب تقرير بيرسون عن الدول الأعلى في العالم في التحصيل العلمي والمهارات المعرفية لعام 2012م.
وهو التصنيف الذي يأخذ بعين الاعتبار العوامل الرئيسية المؤثرة في العملية التربوية كمعدلات الإنفاق على الطالب والناتج الإجمالي المحلي ومعدلات التخرج وغيرها.
وتقرير بيرسون هو الذي اعتمده المؤلف د.عزام الدخيل كدليل مقارن لترتيب الدول العشر الأولى في مجال التعليم على مستوى العالم.
أتمنى أن يضاف الدكتور عزام الدخيل بعد إصدار كتابه هذا ضمن مستشاري وزير التربية والتعليم حتى تتم الاستفادة من رؤيته وثقافته في مجال التعليم كونه أحد المهتمين بشغف في مجال تطوير التعليم ورئيس تنفيذي لشركة مرموقة تهتم بتطوير التعليم والإعلام، غير أن ما يهمنا هو أن تطوير العملية التعليمية هو في النهاية نتاج شراكة جماعية من قبل المسؤولين والمستشارين والطلاب وآبائهم وكتاب الرأي والممولين وكل من يخرج من منزله طفل يتوجه نحو الصرح العظيم «المدرسة».