الطيران الشراعي وجهة استثمارية جديدة تستقطب السعوديين

بدأ الطيران الشراعي بجدة في الانتقال من إطار الرياضة إلى مضمار الاستثمار، بعد أن خاض مجموعة من الشبان السعوديين تلك التجربة، وذلك عن طريق شراء طائرات شراعية خاصة بهم يمارسون من خلالها هوايتهم ويستثمرونها في نفس الوقت بتأجيرها على هواة آخرين

بدأ الطيران الشراعي بجدة في الانتقال من إطار الرياضة إلى مضمار الاستثمار، بعد أن خاض مجموعة من الشبان السعوديين تلك التجربة، وذلك عن طريق شراء طائرات شراعية خاصة بهم يمارسون من خلالها هوايتهم ويستثمرونها في نفس الوقت بتأجيرها على هواة آخرين

الخميس - 13 مارس 2014

Thu - 13 Mar 2014



بدأ الطيران الشراعي بجدة في الانتقال من إطار الرياضة إلى مضمار الاستثمار، بعد أن خاض مجموعة من الشبان السعوديين تلك التجربة، وذلك عن طريق شراء طائرات شراعية خاصة بهم يمارسون من خلالها هوايتهم ويستثمرونها في نفس الوقت بتأجيرها على هواة آخرين.

تلك الطائرات الخاصة تتخذ من مدرسة سلمان الغربية للطيران الشراعي بجدة مقراً لها، ويتم استخدامها في تدريب الهواة أيضاً وتأجيرها على من يرغب في ممارسة هواية الطيران الشراعي برسوم محددة تصل إلى 600 ريال للساعة الواحدة.

وبحسب تأكيدات مصدر مسؤول في المدرسة، فإن هناك أكثر من 10 طائرات موجودة لديهم، كل طائرة منها تطير بمعدل أربع رحلات ترفيهية يومياً، أي أن الطاقة الاستيعابية لها أكثر من 40 رحلة في اليوم، غير أن هذا المعدل ليس بالضرورة أن يتكرر كل يوم.

هاوي الطيران الشراعي والطالب بكلية التجارة بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة محمد الشيخي، أشار إلى امتلاكه لطائرة خاصة من طراز «مايكرو لايت» التي يبلغ سعرها قرابة 180 ألف ريال، لافتاً إلى أنه بدأ في مجال الطيران الشراعي قبل نحو ثلاث سنوات.

وذكر أن شراءه للطائرة جاء بعد حصوله على رخصة دولية صادرة من المنظمة الدولية للطيران عقب إنهائه دورة تدريبية مدتها 25 ساعة، مؤكداً أن اختياره لهذا المجال جاء من منطلق هواية فقط.

وقال وجدت تشجيعاً كبيراً من أفراد عائلتي والتحقت بالمدرسة في جدة، لأبدأ في التدرب على أبسط أنواعه المتضمن الـ»باروموتر»، غير أنني أحببت الانتقال إلى مرحلة التدريب على الـ»مايكرو لايت» بعد اجتياز النوع الأول.

وبيّن أن اجتياز ساعات التدريب لا يتقيد بوقت محدد أو فترة زمنية معينة، خصوصاً أن التحليق يعتمد على سرعة الهواء والأحوال الجوية، إلى جانب تقييم المدرب لقدرة المتدرب على بدء الطيران العملي والتي يتمكن من ممارسته إذا ما اجتاز أول خمس ساعات من الدورة بشكل جيد واحترافي برفقة مدربه.

وأضاف، الساعات الخمس الأولى عادة ما يقضيها المتدرب مع مدربه في الأرض، وعليه يحدد المدرب مدى قدرة المتدرب على البدء في التحليق من عدمه، مع ضرورة الالتزام بقواعد السلامة المحددة من قبل المدربين وتفادي التعرض لأي خطر.

وحول أسعار الطائرات المستخدمة في الطيران الشراعي، لفت الشيخي إلى أن رخصة طائرة الـ»باروموتر» تصل لما يقارب ستة آلاف ريال، في حين تبلغ تكلفة محركها نحو 36 ألف ريال، بينما قد تبلغ قيمة الـ»مايكرو لايت» 240 ألف ريال بحسب التعديلات والإضافات التي تحتويها الطائرة.

أما المتدرب عبدالرحمن منصوري، الذي تمكن من الانتقال إلى مهمة مدرب، فقد انطلق من خلال الطيران بـ»باروموتر» قبل ثلاث سنوات، ومع نهاية العام الماضي بدأ بالتدرب على طائرة الـ»مايكرو لايت» ومن ثم الـ»جاروكابتر» ليقتنيها بتكلفة 300 ألف ريال.

ويقول لـ«مكة»: «من منتصف الدورة التدريبية انتقلت إلى الـ»جاروكابتر» وأنهيت أكثر من 130 ساعة طيران بها حتى الآن، باعتباري أعشق تجربة الأشياء الجديدة»، مؤكداً أن الهاوي لتلك الرياضة يكتسب خبرة في التعامل مع الهواء أثناء ممارسته لها.

من جهته، يؤكد مدير مدرسة سلمان الغربية للطيران بجدة ورئيس لجنة الطيران الشراعي في نادي الطيران السعودي الكابتن عبدالله السليمان، أن أسعار طائرات الطيران الشراعي تختلف باختلاف أنواعها ومميزاتها.

وأفاد بأن أكثر الطائرات انتشاراً في الطيران الشراعي الـ»جاروكابتر» الألمانية، والتي يقع أكبر مصنع لها على مستوى العالم في ألمانيا، حيث تتميز بأنها أكثر الطائرات الشراعية حصولاً على شهادات الأمن والسلامة، عدا عن كونها محققة الرقم القياسي في الطيران والذي يصل إلى 1262 كيلومترا دون توقف، موضحاً أن أسعارها تبدأ من 280 ألف وتتدرج لتصل إلى 450 ألف ريال.

وأوضح قائلا تتميز هذه الطائرة عن غيرها من طائرات الطيران الخفيف بقدراتها العالية على الطيران والمناورة في سرعات هواء عالية، إلى جانب أنها الوحيدة تقريباً التي يمكن أن تتجاوز سرعتها لدى تحليقها في الهواء الـ40 كيلومترا في الساعة.

وبيّن أن هناك طائرات شراعية تسمى بـ»المايكرو لايت» والتي تعد أيضاً آمنة، كما تبلغ قوة محركها نحو 100 حصان وتحمل شخصين، فضلاً عن كونها تطير لمدة أربع ساعات متواصلة، لافتاً إلى أن جميع الطائرات الشراعية الموجودة في النادي مزودة بمظلات احتياطية للسلامة والتي من النادر جدا أن يضطر الراكب لاستخدامها.

ويشير إلى أن الطيران الشراعي يعد من الرياضات المكلفة مادياً، خصوصاً أن هواتها يشترون الطائرة بحوالي 300 ألف ريال من أجل المتعة والتسلية، غير أن وجود مدارس لتلك الرياضة أتاح الفرصة أمام الجميع لممارسة هواياتهم بتكاليف منخفضة، إذ بإمكانهم استئجار طائرة بقيمة 600 ريال للساعة، أو 300 ريال لنصف ساعة، وهو ما يفعله معظم خريجي مدارس الطيران الشراعي.

واستطرد في القول، الجميل في الطيران الشراعي أن تكلفته المادية معروفة، خصوصاً أن صاحب الطائرة يستطيع معرفة تكاليف الصيانة وقطع الغيار لطائرته بناء على عدد الساعات التي تقطعها الطائرة في الطيران، والتي غالباً ما تحتاج إلى صيانة بعد 2000 ساعة طيران.