نوارية مكة غياب خدمات ومجهولون يملؤون الشوارع

على الرغم من أن حي النوارية من أحياء مكة القديمة، وكان يعد من أكبر مراكز صناعة النورة «الجير» بمكة وأفضلها، ومع أنه تحول إلى مخططات سكنية خلال سنوات معدودة يحوي العديد من المباني الحديثة والفلل الراقية والأسواق الجديدة، إلا أن الحي يشكو من نقص الخدمات الأساسية فيه كالصرف الصحي والإنارة، ويغيب عنه عمال النظافة ما يسبب تراكم القمامة، بالإضافة إلى تواجد مجهولي الهوية بشكل مقلق، بحسب عدد من المواطنين وعُمد النوارية الغربية والشرقية والمسؤولين.

وقال كل من فؤاد توفيق 64 عاما، وحامد السلمي 60 عاما، وسليم الحربي 58 عاما، وعطية اللحياني 75 عاما: «نقطن حي النوارية منذ سنوات طويلة ومعاناتنا نتجرع مرارتها حتى الآن، وتغيب عنه الخدمات الضرورية فلا يوجد به صرف صحي ما يجعلنا نضع له ميزانية خاصة، حيث نقوم بجلب الصهاريج لشفط المخلفات كل أسبوع، إضافة إلى عدم تواجد عمال النظافة بشكل يومي لأداء أعمالهم، ما يسبب تراكم القمامة، بالإضافة إلى تواجد مجهولي الهوية بشكل مفزع.

تجاوزات المتهورين

وأشاروا إلى أن سكان النوارية الشرقية والغربية يعانون من خطورة تقاطع الطريق السريع الرابط بين مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة في ظل غياب الدوريات المرورية لمتابعة سير الحركة فيه وعبور الأطفال والعجائز حيث تكثر فيه تجاوزات المتهورين القاطعين للإشارة المرورية ما يخلف حوادث أليمة، على الرغم من أن عمد الحي خاطبوا المسؤولين مرات عديدة بهذا الخصوص، وما زلنا ننتظر حلولا لتلك المعاناة.

وأضاف عمدة حي النوارية الغربية محمد اللحياني أن حي النوارية موقعه مميز على طريق المدينة المنورة، ويبعد عن محافظة الجموم بمسافة خمسة كيلومترات فقط، مضيفا «يقع وادي سرف في النوارية، ويعرفه قاطنو الحي القدامى، حيث ورد ذكره في السيرة النبوية، وتزوج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، وفيه توفيت، وقبرها معروف يقع على يمين القادم إلى مكة من المدينة في حوش صغير لا يتبين من الوهلة الأولى أنه قبر» .

وأشار اللحياني إلى أن نوارية مكة تحولت من أماكن لمزارع الخضراوات إلى مخططات سكنية خلال سنوات معدودة وتحوي العديد من المباني الحديثة والفلل الراقية والأسواق الجديدة، وعلى الرغم من تطورها العمراني إلا أن المنطقة ما زالت تنقصها الخدمات الأساسية خاصة الصرف الصحي، وتحديث السفلتة، إضافة إلى عمل مطبات صناعية أمام مجمع مدارس البنين والبنات، حيث راح عدد من أبناء الحي ضحايا حوادث الدهس.

لا تجاوب

وأضاف عمدة حي النوارية الشرقية إبراهيم المغامسي أن النوارية الشرقية أو الغربية تفتقر إلى الكثير من الخدمات التي نادينا بها كثيرا دون جدوى، بالإضافة إلى انتشار العمالة المخالفة لنظام الإقامة، كما تتواجد مجموعة كبيرة من الأفارقة في شوارعها وطرقاتها حيث اتخذوا من الجبال الواقعة فيها مقرا وسكنا لهم، وناشدنا إدارة الجوازات من خلال خطابات بمطالب أهل الحي بتواجدهم لمعالجة وضعهم، لكن دون تجاوب وما زال الوضع كما هو، بالإضافة إلى سوء النظافة، حيث تفرغ عمالها لجمع مخلفات المنازل وعلب المشروبات الغازية، مع عدم اكتمال إنارة بعض شوارعها الداخلية.

الأمانة:كوبري عند الإشارة

أكد مدير إدارة المشاريع الكبرى بأمانة العاصمة المقدسة المهندس خالد المقاطي لـ»مكة» أن وزارة الشؤون البلدية اعتمدت ميزانية كوبري مزدوج يعلو إشارة النوارية على طريق المدينة المنورة بتكلفة قدرها 68 مليون ريال، وسيبدأ العمل فيه خلال ثلاثين يوما ويستغرق عاما كاملا، مشيرا إلى أن الهدف من المشروع الحد من الحوادث المرورية وضمان انسيابية الحركة في مواسم الحج والعمرة بوصفه المدخل الوحيد لمكة المكرمة للقادمين من المدينة المنورة، علاوة على ربطه محافظة الجموم بمكة.

البلدية: حلول لمشكلة النظافة

أوضح وكيل رئيس بلدية العمرة الفرعية للخدمات المهندس مصطفى عيد أن حي النوارية شهد في الآونة الأخيرة ازدياد الكثافة السكانية بسبب المشاريع التي تشهدها المنطقة المركزية، حيث أدت إلى هجرة فئة كبيرة من السكان بعد إزالة منازلهم للسكن فيه.

وأضاف «نظرا للمساحة الشاسعة التي يشكلها حي النوارية الشرقية والغربية من المناطق المفتوحة فإن البلدية تعاني من تراكم النفايات بشكل مستمر، كما أن عملية نقل المخالفات تستلزم التعامل معها بطرق غير تقليدية، والأمانة حالياً بصدد تغيير سياسة أعمال النظافة بمكة بحيث ستسند إلى عدة مقاولين، وبالتالي يكون هناك تنافس وتركيز بشكل أكبر منهم على تنظيف الحي.