الجوع والجراد والغرقة
سنوات عجاف وكوارث طبيعية، فماذا أكل الناس سنة الجوع؟ وكيف تعاملوا مع أسراب الجراد التي غزت المدينة وقضت على الأخضر واليابس؟ وكيف تحولت بريدة في العام 1360هـ إلى مدينة محاصرة بمرض الجدري الذي حصد أرواح أطفالها مما حتم على الناس وقتها ملازمة المقابر لتشييع الجنائز.
الشيخ محمد بن عثمان البشر شاهد على ذلك العصر بطفولته وشبابه
سنوات عجاف وكوارث طبيعية، فماذا أكل الناس سنة الجوع؟ وكيف تعاملوا مع أسراب الجراد التي غزت المدينة وقضت على الأخضر واليابس؟ وكيف تحولت بريدة في العام 1360هـ إلى مدينة محاصرة بمرض الجدري الذي حصد أرواح أطفالها مما حتم على الناس وقتها ملازمة المقابر لتشييع الجنائز.
الشيخ محمد بن عثمان البشر شاهد على ذلك العصر بطفولته وشبابه
السبت - 08 مارس 2014
Sat - 08 Mar 2014
سنوات عجاف وكوارث طبيعية، فماذا أكل الناس سنة الجوع؟ وكيف تعاملوا مع أسراب الجراد التي غزت المدينة وقضت على الأخضر واليابس؟ وكيف تحولت بريدة في العام 1360هـ إلى مدينة محاصرة بمرض الجدري الذي حصد أرواح أطفالها مما حتم على الناس وقتها ملازمة المقابر لتشييع الجنائز.
الشيخ محمد بن عثمان البشر شاهد على ذلك العصر بطفولته وشبابه وصبره على رابع أحداث مرت بها مدينة بريدة، ويرد على التساؤلات المذكورة آنفا بأن «سنة الجوع» لن تفقدها ذاكرة التاريخ التي تأثرت على إثرها بريدة، كما تأثرت سائر مدن الجزيرة العربية آنذاك.
ولعل المثل الروسي القائل: نحلة واحدة لا تجي، أبرز الأدلة على شظف العيش الذي اجتاح أهالي بريدة إبان حرب الجراد على حصادهم، وكيف أنهم تعاضدوا لاجتياز المحنة التي ألمت بهم حينها، حيث بات سكان بريدة بعد التباعد في الديار، أقرب من القرب ذاته، يقتسمون المنفعة والزاد فيما بينهم، حتى إنهم كانوا يتربصون بالتمر بوضعه في الماء ثم عصره للتغذي على مائه.
ويقول البشر: من الأحداث التي ما زالت عالقة ومرتبطة ببريدة وسكانها سنة «الغرقة والهدام» التي تعلق ذكرها بالعام 1367هـ في مصادفته لهطول أمطار غزيرة على مدى شهرين متتاليين، ما جعل الناس يديرون أجسادهم، فمنهم من توارى عنها في كنف مبنى مستشفى بريدة المركزي، ذلك المبنى الذي ترهل بناؤه وشحبت تفاصيله فما تبقى منه غير «ملامح عظم تئن» ، ومنهم من غادر داره، متدثرا ببعد الأماكن المرتفعة خشية السيول والأمطار.
ومن أغرب غرائب «سنة الجراد» 1372هـ التي رواها المسن صالح اليحي، أنه في ذات السنة جند أمير بريدة الناس لحفر خنادق لصد أسراب الجراد ودفنه، لكن الجراد كان قد قضى على كل شيء، ملتهما _على حد قوله_ الأخضر واليابس حتى الخشب لم يسلم منه.
تظل تلك الأحداث حاضرة في ذاكرة كبار السن وتدور في مخيلة جيل العصر بعد أن كانت قصصا تروى لهم على لسان الآباء والأجداد.